مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد وفاته اليوم.. حسين حبري أبرز المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

نشر
الأمصار

توفى اليوم الرئيس السابق لدولة تشاد، حسين حبري، عن عمر ناهز 79 في السنغال؛ حوكم وحُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وأعمال تعذيب وسُجن في داكار.

ولد حسين حبري عام 1942 في فايا شمال تشاد وبعد إكماله لتعليمه الأساسي اشتغل في بريد الإدارة التشادية فحصل على منحة لدراسة العلوم السياسية في فرنسا، وعاد إلى تشاد ليلتحق بجبهة التحرير الوطني لتشاد وتولى قيادتها قبل أن يؤسس مع شمالي آخر هو غوكوني عويدي، مجلس القوات المسلحة للشمال 1971.

واعتبارًا من 1974، بدأ اسمه يعرف في الخارج باحتجازه رهينة لثلاث سنوات.

في 29 أغسطس عام 1978، تحصل حبري على منصب رئيس وزراء تشاد، ليحل محل فليكس معلوم، وكان معلوم يتقلد كل من رئيس الوزراء والرئيس منذ 1975، وانتهت فترة حبري كرئيس للوزراء، وبعد عام، انتهت حكومة معلوم، جرت انتخابات وفاز كوكوني عويدي بالرئاسة.

في 7 يونيو 1982 قام حبري بانقلاب عسكري على الرئيس كوكوني عويدي، وأصبح الرئيس وزعيم القوات المسلحة في الشمال، كما قام بإلغاء منصب رئيس الوزراء وأعقب ذلك فترة من الاضطراب.

الغزو الليبي للتشاد

غزت ليبيا تشاد في يوليو 1980، وأسفر الغزوة عن احتلال وضم شريط أوزو إلى ليبيا، وردت الولايات المتحدة وفرنسا عن طريق مساعدة تشاد في محاولة لاحتواء طموحات ليبيا الإقليمية في فترة حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.

في عام 1980، احتلت ليبيا كل شمال تشاد، وفي نوفمبر عام 1981 هزم حبري القوات الليبية وأخرجهم. وفي عام 1983، احتلت القوات الليبية كل بلد شمال كورو تورو.

استخدمت الولايات المتحدة قاعدة سرية في تشاد لتدريب الجنود الليبيين الذين أسروا منهم لضمهم إلى القوات المعارضة للقذافي.

المساعدات من الولايات المتحدة وفرنسا ساعدت حبري لكسب الحرب ضد ليبيا، بحاجة لمصدر احتلال ليبيا لشمال كورو تورو انتهت عندما هزم حبري القوات الليبية في عام 1987، وانتهت الحرب الليبية التشادية بحلول عام 1988.

وعلى الرغم من هذا الانتصار، كانت حكومة حبري ضعيفة، وواجهت معارضة بشدة على أيدي أفراد من قبيلة الزغاوة، وفي نوفمبر عام 1990، شن متمردون هجوم بقيادة إدريس ديبي وهو قائد سابق لجيش الزغاوة الذين شاركوا في مؤامرة ضد حبري في عام 1989 وبعد ذلك هرب إلى السودان، ليعود بقوة ويهزم قوات حبري.

وانقلب موقف فرنسان تجاه حبرى؛ إذ قررت عدم مساعدته، والسماح له ليكون المخلوع، فمن الممكن أنهم ساعدوا نشاط ديبي، تفسير وتكهنات حول أسباب تخلي فرنسا لحبري تشمل اعتماد سياسة عدم التدخل في الصراعات البينية التشادية، وعدم الرضا على عدم رغبة حبري للتحرك نحو الديمقراطية التعددية، والمحسوبية من قبل حبري نحو الشركات الأمريكية بدلًا من الفرنسية فيما يتعلق تطوير النفط. فر حبري إلى الكاميرون، والمتمردين دخلوا نجامينا في 2 1990؛ وذهب حبري في وقت لاحق إلى المنفى في السنغال.

محاكمة حبري

أُدين حبري بتعذيب وقتل الآلاف من معارضيه السياسيين أثناء حكمه الذي بدأ 1982 واستمر ثمانية أعوام بدأت محاكمته في السنغال في يوليو 2015 بتهم ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” أسفرت عن 40 ألف قتيل حسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، وانتهت المحكمة الأفريقية الخاصة في داكار 30 مايو 2016 على الرئيس التشادي السابق حسين حبري بالسجن المؤبد، بعد إدانته بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم اغتصاب وخطف وإعدام وتعذيب.

يشار إلى أن المحكمة الأفريقية الخاصة أنشأها الاتحاد الأفريقي بموجب اتفاق مع السنغال، وبدأت المحاكمة في العشرين من يوليو/ 2015 بحضور حبري الذي اقتيد بالقوة إلى المحكمة، لكنه رفض التحدث فيها أو الدفاع عن نفسه.

وقال القاضي البوركيني، غبيرداو غوستاف كام: “حسين حبري، المحكمة الخاصة تحكم عليك بعقوبة السجن المؤبد”، مؤكدًا أن أمامه 15 يومًا للطعن في هذا القرار.

وأضاف: “هذه المحكمة تدينك بارتكاب جرائم ضد الإنسانية واغتصاب واستعباد قسري وخطف”، موضحًا أن المحكمة “اقتنعت” بشهادة خديجة حسن زيدان التي أكدت خلال المحكمة تعرضها للاغتصاب من قبل حسين حبري.

وينهي هذا الحكم معركة استمرت 16 عامًا خاضها الضحايا والحقوقيون مدافعون عن حقوق الإنسان لمحاكمة حبري في السنغال التي فرّ إليها بعد أن انقلب عليه مساعده الرئيس الحالي إدريس ديبي عام 1990.