بالصور.. استعدادات كبيرة في العاصمة العراقية لعقد قمة بغداد
يضع العراق اليوم اللمسات الأخيرة، استعدادا لقمة دول جواره، إذ تتوسع الآمال حول حوار يرى فيه مراقبون عودة بغداد لمحيطها العربي.
وشهد العراق إجراءات أمنية واسعة بحدود 5 آلاف فرد ما بين قوات الجيش وقوات مكافحة الإرهاب.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، تشديدا أمنيا وانتشارا عسكريا قرب مؤسسات حكومية ودبلوماسية حساسة، تزامنا مع قرب انعقاد القمة بعد غد السبت.
وتستعد وفود عربية وأجنبية للمشاركة في قمة الحوار الإقليمي، إذ وصلت بغداد أمس بناء على دعوات وجهتها بغداد لرؤساء دول إقليمية وعربية وأوروبية وغربية.
ويشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أعلى حضور تمثيلي بين الدول المشاركة في القمة.
وأعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر بغداد عن الدول والمنظمات الدولية التي تأكدت مشاركتها بالمؤتمر، فيما حددت سببا لعدم إعلان أسماء القادة المشاركين حتى الآن.
وقال رئيس اللجنة المتحدث باسم مؤتمر بغداد، نزار الخيرالله، إن “الدول المشاركة هي تركيا وإيران والسعودية ومصر والكويت والأردن وقطر والإمارات وفرنسا، إضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي”.
ويتزامن مع ذلك الاستعداد والتهيئة الحكومية والسياسية لاستقبال قمة بغداد، انعقاد مؤتمر للحوار الوطني يجمع قوى شعبية وشخصيات نخبوية وزعامات عشائرية لدعم ذلك الحضور.
وكان قد صرح الرئيس العراقي برهم صالح، يوم أمس الخميس، بأن مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة المزمع انطلاقه يوم غد السبت سيساهم في التعاون من أجل تخفيف حدة التوترات والأزمات التي تكتنف المنطقة، ودعم مسار الحوار البنّاء.
وقال الرئيس العراقي خلال لقائه عددا من وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي تزور العراق حاليا لتغطية فعاليات مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة “إن الحضور الواسع في اجتماع قمة بغداد يدل على الاهتمام بالعراق والرغبة في ضمان أمن واستقرار البلد”.
وأضاف “أن العراق بلد محوري في المنطقة، وأن علاقاته المتوازنة مع الجميع وموقعه الجغرافي يجعله عنصرا فاعلا في الحوار وساحة لتلاقي المصالح الإقليمية، وأن الأزمات المستحكمة في المنطقة تعود إلى انهيار منظومتها الأمنية والتعاونية بسبب الحروب والنزاعات وغياب العراق عن دوره الطبيعي”.
وأكد أن عودة العراق لدوره عبر دولة بسيادة كاملة سيكون مرتكزا للأمن والاستقرار الإقليمي، وإن العراق عانى طويلاً من أزمات وكوارث من الحروب والاستبداد والإرهاب، وساحة تصفيات حسابات الآخرين، وتضرر جرّاءها كل المنطقة، وحان الوقت لتجاوز المرحلة السابقة والعمل على تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي.
وأوضح برهم صالح أن الحل في العراق هو حل عراقي، والعراقيون مصرون على المضي نحو دولة مقتدرة والانطلاق نحو الإصلاح المنشود، ومواجهة التحديات الداخلية.
ودعا إلى ضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب، ومكافحة آفة الفساد المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعنف والإرهاب والتطرف، ودعا لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الفساد باعتباره عنصراً أساسياً لمكافحة الإرهاب.
وحذر صالح، من أن استمرار الأزمة السورية ليس في مصلحة الجميع، وأن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا من دون حلها.
وقال إن “وجود الجماعات الإرهابية، وأزمة مخيم الهول، تمثل مخاطرَ وتحدياً لكل المنطقة والعالم وأن العراق يدعو لعودة مقعد سورية إلى الجامعة العربية، وستكون سورية الغائب الحاضر في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”.