في الذكرى الخامسة عشر لرحيله.. مصر تفتتح معرض “نجيب محفوظ بعيون الكاريكاتير”
بمناسبة الذكرى الخامسة عشر على رحيل أديب نوبل نجيب محفوظ، أصدرت أ.د إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، قرارًا باستقبال زوار متحف نجيب محفوظ مجانًا، ابتداء من اليوم الإثنين 30 أغسطس الجاري ولمدة أسبوع.
وصرح أ.د فتحي عبدالوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن قطاع الصندوق بصدد إقامة عدد من الفعاليات، تبدأ في الثانية ظهر الثلاثاء 31 أغسطس الجاري بتدشين مكتبة “أدباء نوبل” بحضور السيدة آنا ميلينا منيوس سفيرة كولومبيا بالقاهرة، والتي تقوم بإهداء المتحف أعمال أديب نوبل الكولومبي “جابريل جارسيا ماركيز”، كنواة لمكتبة تضم أعمال الأدباء الحاصلين علي جائزة نوبل في الآداب.
ويضم الإهداء 26 عملًا لماركيز، منهم 10 أعمال مترجمة للعربية والبقية باللغتنين الأسبانية والإنجليزية.
كما يفتتح معرض للكاريكاتير بعنوان “نجيب محفوظ بعيون الكاريكاتير ” بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، ويضم 40 لوحة كاريكاتورية من مختلف دول العالم، اشراف الفنان فوزي مرسي ويستمر المعرض حتي الخميس 9 سبتمبر.
نشأة أديب نوبل
وُلِد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر عام 1911 لعائلةٍ من الطبقة المتوسطة في القاهرة.
كان والده عبد العزيز ابراهيم موظفًا حكوميًّا وكان اسم أمه فاطمة، وكان لديه 6 أشقاء، أربعة إخوة وأختين، وكان نجيب أصغرهم سنًا.
بدأ نجيب دراسته عند دخوله “الكُتّاب”، ثم أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي وبدأ اهتمامه يزيد في الأدب العربي في هذه المرحلة.
كان صاحب التأثير الأكبر في هذا الوقت عليه هو الكاتب حافظ نجيب.
شهد نجيب محفوظ ثورة 1919 وكان عمره سبعة أعوام فقط.
وكانت لهذه الثورة تأثيرٌ كبيرٌ عليه، إذ إنه خاض تجربته الأولى من المشاعر الوطنية والقومية، وقد أثرت بعمقٍ في كتاباته لاحقًا.
دراسته
بعد الانتهاء من دراسته في الكُتَّاب، التحق نجيب محفوظ بالجامعة المصرية في عام 1930.
حصل على شهادة في الفلسفة في عام 1934، ثم مضى لدراسة الماجستير وتخصص في الفلسفة، ولكن توقف بعد عام، وذلك بهدف احتراف مهارة الكتابة والتأليف.
بعد تخرجه، ذهب نجيب محفوظ للعمل كموظفٍ مدني في إحدى الهيئات الحكومية عام 1934.
قِيل إنه واصل العمل في العديد من الإدارات والأقسام المختلفة حتى تقاعده في عام 1971.
بدأ عمله كموظف إداري في جامعة القاهرة. وبحلول عام 1936، بدأ حياته المهنية في العمل كاتبًا صحفيًا مع جريدة الرسالة، وخلال هذا الوقت، قام بنشر بعض القصص القصيرة لصحيفتي الأهرام والهلال.
في عام 1938، تم تعيينه سكرتير وزير الأوقاف الإسلامية بالبرلمان في وزارة الأوقاف.
وفي العام التالي نشر نجيب محفوظ رواية “حكمة خوفو” ومعروفة أيضًا باسم “عبث الأقدار”. ثم نشر رواية “رادوبيس” عام 1943، و”خان الخليلي” عام 1945.
لم يكن أسلوبه في الكتابة مصقولًا بعد، وكانت الموضوعات التي يستعرضها في كتاباته غالبًا تشمل الاشتراكية، والمثلية الجنسية، والقضايا الفلسفية والنفسية.
تقدم نجيب بطلب نقل إلى مكتبة الغوري في القاهرة عام 1945، وأسس مشروعًا يُسمى “القرض الحسن”، إذ كان يقوم هذا المشروع على برنامج تقديم قروض للفقراء بدون فائدة. مكنه ذلك أيضًا من الحصول على فرصة مراقبة تلك المنطقة ومسار الحياة هناك ودأب على استكشاف الأدب الغربي في هذه الفترة، كما قرأ أعمال كونراد، وشكسبير، وإبسن، وبروست، وستندال وغيرهم.
أهم أعماله
ثم نشر الثلاثية وهي عبارة عن ثلاث روايات تقوم بتصوير حياة ثلاثة أجيال في القاهرة ابتداءً من الحرب العالمية الأولى وحتى الانقلاب العسكري الذي وقع في عام 1952، وأسماء الروايات كالآتي: بين القصرين عام 1956 ، وقصر الشوق 1957، والسكرية عام 1957.
وفي عام 1959، نشر رواية أولاد حارتنا، والتي حظرت في مصر في وقتٍ لاحق بسبب محتواها المثير للجدل، وذلك لاستخدام أسماء الأنبياء الدينية والخوض في معاملة الدين، لذا تسببت تلك الرواية في اشتعال الكثير من الغضب بين الطوائف الدينية حتى أن نجيب محفوظ تلقى تهديدات بالقتل.
بين عامي 1940 و 1980، تحول ما يقرب من خمسة وعشرين من أعماله الأدبية إلى سيناريوهات سينمائية.
قيل إنه لم يكن راغبًا في هذه الخطوة وبالتالي لم يشارك في هذه المساعي.
في عام 1971، عُرِض عليه منصب في صحيفة الأهرام واستمر في كتابة عمود كل أسبوع.
تابع في الكتابة لعدة جرائد حتى فترة قصيرة قبل وفاته، وتتركز أعمال نجيب محفوظ حول نمط حياة الشعب المصري.
ويعد أبرز أعماله هي “ثلاثية القاهرة”، وهي عبارة عن مجموعة من ثلاث روايات نشرت في الفترة بين عامي 1956-1957 واكتسب من خلالها شهرة عالمية.
رواية بداية ونهاية عام 1948- رواية بين القصرين عام 1956- رواية قصر الشوق ورواية السكرية عام 1957- رواية اللص والكلاب، ورواية الزعبلاوي عام 1961- رواية السمان والخراف، وقصة دنيا الله عام 1962- رواية الطريق عام 1964- رواية الشحاذ، وقصة بيت سيئ السمعة عام 1965- رواية ثرثرة فوق النيل عام 1966- رواية ميرامار عام 1967- رواية أولاد حارتنا عام 1968- قصة خمارة القط الأسود، وقصة تحت المظلة عام 1969- قصة حكاية بلا بداية وبلا نهاية، وقصة شهر العسل عام 1971- رواية المرايا عام 1972- رواية الحب تحت المطر، وقصة الجريمة عام 1973- رواية الكرنك عام 1974- رواية حكايات حارتنا، ورواية قلب الليل، ورواية حضرة المحترم عام 1975- رواية ملحمة الحرافيش عام 1977- قصة الحب فوق هضبة الهرم، وقصة الشيطان يعظ عام 1979- رواية عصر الحب عام 1980- رواية أفراح القبة عام 1981
أبرز الجوائز
حصل نجيب محفوظ على جوائز مهمة عدة هي: جائزة نوبل للآداب 1988، والوسام الرئاسي من الجامعة الأمريكية عام 1989، وشهادة الدكتوراه الفخرية من ذات الجامعة. وفي عام 1992، جرى تكريمه عضوًا فخريًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وفي عام 2002 انتخب عضوًا فيها.
فيلم “نجيب محفوظ.. ضمير عصره” وهو فيلمٌ وثائقي تسجيلي أنتجَته وزارة الثقافة المصرية والمركز القومي للسينما في مصر عام 1989. مسلسل “النجيب” سيبدأ تصويره في أكتوبر 2021 ولم يُحدد موعد عرضَهُ لاحقًا.
هواياته
العزف على آلة القانون وفن كتابة النوتة والاطّلاع على العلوم الموسيقية بشكل عام، ولعب الدومينو والشطرنج والطاولة.
حياته الشخصية
تزوج نجيب محفوظ عطية الله إبراهيم في عام 1954، وأنجب الزوجان بنتين هما فاطمة وأم كلثوم.
وقد صرح محفوظ لاحقًا أنه ظل عازبًا حتى بلغ 43 عامًا لأنه اعتقد أن الزواج قد يقيد مستقبله في الأدب. أما من حيث ديانة نجيب محفوظ ومعتقداته وطائفته الأصلية، فقد ولد لعائلة مسلمة سنية
محاولة الاغتيال والوفاة
طعن نجيب محفوظ في عنقه على يد متطرف في عام 1994 في محاولةٍ لاغتياله. نجا نجيب من هذه المحاولة ولكن أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة قد تضررت بشدة إثر هذه الطعنة.
كان لهذا تأثيرٌ سلبي على عمله، إذ إنه لم يكن قادرًا على الكتابة سوى لبضع دقائق يوميًا.
أصيب ببعض المشاكل الصحية في الرئة والكليتين أسفرت عن دخوله إلى المشفى قرابة العشرين يوم قبل وفاته في 30 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 94 عامًا.