أصدر تيار المستقبل اللبناني بيانًا عاجلًا، ردًا على بيان الرئاسة اللبنانية الصادر اليوم، والذي قالت فيه رئاسة لبنان أن التيار يواصل حملاته على رئاسة الجمهورية حينا وشخص الرئيس العماد ميشال عون أحيانا، وذلك بالتزامن مع الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأضافت الرئاسة اللبنانية، أن تيار المستقبل استعمل عبارات وتوصيفات تدل على المستوى المتدني الذي وصلت إليه أدبيات القيمين على هذا التيار، موضحة أنه لعل البيان الذي صدر أمس خير دليل على الدرك غير المسبوق في الحياة السياسية الذي انحدر إليه هؤلاء.
كما فتحت الرئاسة اللبنانية النيران على رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري في بيانها الصادر اليوم، متهمة إياه بمحاولة وعن تعمد تحميل الرئيس عون مسؤولية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والحقيقة أنها ثمرة ممارسات فريق الحريري.
وأكدت الرئاسة اللبنانية أنها آثرت طوال الأسابيع الماضية عدم الدخول في أي سجال مع التيار المذكور، على رغم الأضاليل التي كان يسوّقها والتعابير الوقحة التي كان يستعملها، وذلك إفساحا في المجال أمام المبادرات القائمة لمعالجة الوضع الحكومي، خصوصا بعد الموقف الذي اتخذه مجلس النواب مؤخرا تجاوبا مع رسالة رئيس الجمهورية، وما تلاه من تحرك قام به رئيس المجلس نبيه بري بالتعاون مع حزب الله.
رد تيار المستقبل على بيان الرئاسة اللبنانية
وفي بيانٍ عاجلٍ رد تيار المستقبل علي بيان الرئاسة اللبنانية، قائلًا: لقد ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية تقع اسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل، وان فخامة الرئيس العماد ميشال عون مجرد واجهة لمشروع يرمي الى اعادة انتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وانقاذه من حال التخبط الذي يعانيه.
وأشار بيان تيار المستقبل اللبناني إلى أن بيان القصر الجمهوري يأتي رداً على بيان “تيار المستقبل”، ليؤكد هذا الانطباع ويكشف حقيقة الدور الذي يتولاه جبران وفريق عمله، بإهانة موقع الرئاسة الاولى وما يمثله في الحياة الوطنية، واستخدامه في اجندات حزبية ضيقة اشعلت النزاعات السياسية في كل الاتجاهات، من النزاع داخل العائلة الى النزاعات المتدحرجة في التيار الوطني الحر وكتلة “لبنان القوي”، وصولاً الى مروحة النزاعات التي نشبت في مختلف الساحات، وجعلت من عهد العماد عون هدفاً ترمى عليه السهام من كل حدب وصوب.
وتابع البيان: من المؤسف، أن يصبح موقع الرئاسة ممسوكاً من قبل حفنة مستشارين، يتناوبون على كسر هيبة الرئاسة وتلغيمها بأفكار واقتراحات وبيانات لا تستوي مع الدور الوطني المولج بها .
وأردف: أنه من المؤسف أن تسمح الرئاسة لرئيس تيار سياسي وحزبي، مصادرة جناح خاص في القصر الجمهوري يخصص للاجتماعات الحزبية وادارة شؤون الرئاسة.. والأشد أسفاً ان يقبل رئيس البلاد التوقيع على بيان، أعده جبران باسيل شخصياً في حضور نادي مستشاري السوء الذي يقيم ايضاً في الجناح المذكور.
ولفت تيار المستقبل اللبناني إلى أن كل الحملات على رئاسة الجمهورية بطلها جبران باسيل ومن زرعهم في القصر، تارة من خلال تعميم الخطاب الطائفي والمذهبي وطوراً باللجوء إلى ممارسات غريبة الأطوار وبعيدة كل البعد عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني في التعاطي مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، والتي أتى على ذكرها في رده على رسالة رئيس الجمهورية في مجلس النواب، من تسريب شريط فيديو يتهم فيه رئيس الجمهورية، الرئيس المكلف، بالكذب، بخلاف الواقع، إلى سابقة مخاطبته عبر الشاشات، وصولاً إلى رسالة الدراج وورقة ملء الفراغ بالوزير المناسب، وما بينهما من مواقف مسيئة ترفع عنها الرئيس المكلف والتزم بأصول الدستور وواصل التشاور مع رئيس الجمهورية، لتشكيل حكومة تلبي تطلعات اللبنانيين، وليس حكومة تلبي تطلعات جبران باسيل، والجميع شهود على ذلك، وشهود على إحباط باسيل لكل المبادرات.
وتابع: أما من يستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية يا فخامة الرئيس، فهو من يتاجر بها ويضعها في البازار السياسي للبيع والشراء بها، ويستدرج العروض بشأنها، كما هو حاصل من خلال احتجاز التوقيع على تشكيل الحكومة كرمي لعيون الصهر.
واستكمل: أوقف استيلاء من حولك على صلاحياتك، وأوقف محاولاتهم للاستيلاء على صلاحيات الآخرين، وعد إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وجنب اللبنانيين كأس جهنم الذي بشرتهم به.