رحيل السويسرية بوريه..مؤسسة تونس الفيوم الحديثة

رحلت إيفلين بوريه، ولكن ستظل حكايتها باقية في أذهان الجميع، وخاصة أهل قرية تونس بمحافظة الفيوم، بعدما حولت القرية إلى احدى القرى السياحية الشهيرة.

جاءت إيفلين بوريه السويسرية، إلى مصر منذ أكثر من 40 عامًا، واستقرت بها بعد زواجها من الشاعر الراحل سيد حجاب، ورفضت العودة إلى سويسرا حتى بعد انفصالها عن حجاب، ذهبت بوريه برفقة زوجها السابق “سيد حجاب”، في نزهة ببحيرة “قارون”، في الفيوم،  وتعلقت هناك بقرية تونس،  والتي كانت عبارة عن ربوة عالية تكسوها الخضرة، تقع بالمقابل من بحيرة قارون، وخلفها صحراء شاسعة، وعدد قاطنيها قليل.

رأت الخزافة إيفلين بوريه، أن اهم ما تقدمه لهذه القرية هو تأسيس مدرسة لتعليم أبناء القرية صناعة الخزف والفخار، خاصة الفتيات، وأصبح الكثير منهن صاحبات ورش لصناعة الخزف ومنتجاته، كما أسست مع زوجها ورشة خاصة  لصناعة الخزف، بخلاف المدرسة، لتتحول القرية إلى مجمع لصناعة الخزف.

دفع شغف بوريه وولعها بالحياة الريفية الموجودة بالقرية إلى شراء قطعة أرض بتلك القرية، وبناء منزل ريفي بسيط، وعاشت حياة القرية بما تحمله من صعوبات في المياه والكهرباء، حتى نظمت أول مهرجان للخزف بالقرية، الذي جذب انتباه المسئولين للقرية، وكانت تُشارك بمنتحات المدرسة والورشة في معارض دولية كثيرة، ما أدي إلى شهرة القرية عالمياً .

رحلت إيفلين عن عالمنا بعد ان اوصت بتشييع جنازتها ودفنها بمدافن قرية تونس، عن عمر يناهز 82 عام، ولازال ابنها المهندس “أنجيلو” يتولى حاليا مسئولية إدارة مدرسة الفخار التي أسستها.