مطران القدس للأمصار: الاحتلال مستمر في اقتحامات الأقصى ولن نسمح بتهويد الشيخ جراح
ربما يكون من الصعب أن تقف في مواجهة واقع يسوء يومًا بعد يوم، حيث إن محاولة تغييره تتفاقم بطرق مختلفة وتتغير مساراته وفقاً لتغير طبيعة الأحداث، وتظل العديد من تفاصيل والنقاط المهمة معلقة لحين إشعار أخر، هذا هو ما تشهده القدس الشرقية من انتهاكات مستمرة منذ سنين، والتي يمكن من خلالها إدراك العديد من تفاصيل المشهد الفلسطيني الراهن.
تهجير وتنكيل واعتقال واغتصاب أرض مقدسة وغيرها بدون وجه حق، يعتبر قضية سكان حي الشيخ جراح هي مستقبل القدس الشرقية، وبالتالي تفتح آفاق لمستقبل التسوية والدولة الفلسطينية المرتقبة، وبالرغم من أن قضية تهجير العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين ليست جديدة، فيعتبر تهجير العائلات وتشريدهم من أساسيات النهج الإسرائيلي المستخدم ضد الفلسطينيين للسيطرة على أرضهم وممتلكاتهم، وهو بعينه من أساسيات المشكلة وسبب تطوراتها.
وبعد الحراك الذي حدث في الفترة الماضية في حي الشيخ جراح، هبطت مفاجأة كالصاعقة على رؤوس قوات الاحتلال والمستوطنيين، حيث جاءت ردود الأفعال المحيطة إقليمياً ودولياً متضامنة مع الحراك وداعمه للقدس ضد التهويد والحفاظ على هويتها الفلسطينية، وكانت ردود الأفعال في العالم مساهمة وداعمه لسكان حي الشيخ جراح بالقدس.
ولكن لا يغير الاحتلال من تصرفاته العنيفة، وتستمر الاقتحامات داخل المسجد الأقصى حتى يوم الخميس 6 من يناير 2021، من قبل الحراسات المشددة لقوات الاحتلال وعدد كبير من المستوطنيين المتطرفين، وبعض من الصحف الإسرائيلية، وقيادة الحاخام إيهودا جليك، ويقومون بممارساتهم المزعومة ويجرون العديد من المقابلات الصحفية، لتدليس الحقائق وتزوير الوقائع لمجتمعهم وباقي المجتمعات التي تتعامل معهم.
وفي تصريح خاص لموقع “الأمصار” قال المطران عطا الله حنا، مطران القدس ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن اقتحامات اليهود مستمرة في المسجد الأقصى، واقتحم المسجد الأقصى العديد من المستوطنون في باحات وساحات المسجد وذلك دخولا من باب المغاربة وخروحا من باب السلسلة يتقدمهم المتطرف ايهودا غليك بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.ويقدر عددهم بالكثير من العشرات، كما أن المستوطنيين، لم يكتفو باقتحام الاقصى فقط، بل يسعون فسادا في الأرض، وأغلقوا الطرق أمام شاحنات المواد الغذائية عبر معبر كرم أبو سالم المتجه نحو قطاع غزة.
وأضاف مطران القدس، أنه لن يمر مخطط تهجير الأهل في حي الشيخ جراح، لأن ذلك يعتبر مخطط لنكبة فلسطينية جديدة، ويعد الوضع الآن كما هو فقط اعتصامات لسكان الحي ومتضامنين اجانب معهم، ننتظرين ماذا ستاتي به الحكومة الاسرائيلية المزمع تشكيلها في الايام القادمة.
وأوضح ، أن قضية الشيخ جراح تحولت إلى قضية رأي عام وذلك يرجع لنشطاء التواصل الاجتماعي حيث اظهرت الصور والفيديوهات المعاناة الحقيقية والظلم والانتهاكات التي يعاني منها الفلسطينيون منتشرة في كل مكان.
وتطرق في حديثه، عن الحرب في غزة وما نتج عنها من تدمير وتنكيل بالأهالي وفزع الأطفال، قائلا: ” الحرب في غزة عدوان غاشم عليه كان من قبل اسرائيل ..الان يتدخل في الوضع الوسطاء بقيادة مصر لبناء وترميم ما تم هدمه وعمل هدنة طويلة الامد وتبادل للاسرى، والأسبوع القادم لقاء لقادة الفصاءل الفلسطينية في القاهرة”.
ودعا، إلى المساهمة في إعادة إعمار غزة وإعادة بناء ما تم تدميره، والوقوف بجانب العائلات المنكوبة والتي أصبحت بدون مآولى، موضحا، أن الوضع الانساني في قطاع غزة مأساوي ونتمنى ان يزول، مطالبا الفلسطينيين بدعم صمود المقدسيين الذين يقفون في الخطوط الامامية دفاعا عن القدس ومقدساتها واوقافها وخاصة في حي الشيخ جراح وفي سلوان كما وفي غيرها من أحياء القدس .
وأختتم حديثه قائلًا: “الشعب الفلسطيني تعرض للعديد من المآساة والعدوان المستمر والفزع الدائم والعديد من النكبات والظلم في جميع سبل الحياة والتي اساسها الأمان، وعلى لرغم من تلك المعاناة فإن شعبنا لن يرفع راية الاستسلام وسيبقى الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم وانتمائهم لوطنهم ومقدساته، حيث أن الاوقاف والمقدسات الاسلامية مستهدفة كما هو حال الأوقاف المسيحية لا سيما في منطقة باب الخليل، أما ما يحدث في حي الشيخ جراح وفي سلوان فإنما يندرج في اطار سياسة التطهير العرقي ومحاولة شطب الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة”.