السودان.. فنانون تشكليون يعيدون ترميم النصب التذكاري بـ”الأبيض”
قام فنانون تشكيلون بالسودان بترميم النصب التذكاري لشهداء ثورة ديسمبر في مدينة الأبيض لسيرته الأولى، وذلك بعد تعرضه للتخريب على يد مجهولين.
وشهدت واقعة تخريب النصب التذكاري لما يعرف محلياً بـ”شهداء مجزرة الأبيض” الذي حدث في 11 سبتمبر الجاري، ردود أفعال غاضبة في السودان وسط إدانات واسعة لهذا العمل الذي بوصف بأنه جبان.
ومن جانبهم، عمل الفنانون بتفانٍ لعودة التنصب التذكاري لشهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم لأجل إكمال التغيير السياسي في البلاد.
وبدوره، توعد وزير الإعلام السوداني حمزة بلول، المتورط في هذه الجريمة بالعقاب بعد تسجيل بلاغ ضد مجهول في مدينة الأبيض؛ حيث استخدم “فأسا” في وقت قياسي لتخريبه.
وأكد وزير الإعلام السوداني، أن تخريب النصب التذكاري يستهدف رمزية الثورة السودانية وهو ما لم يسمحوا به مطلقاً.
وأوضح الوزير السوداني قائلا: “النُصُب التذكارية ستمتد لكل المدن، وستبقى في الميادين والشوارع لتذكير الأجيال بعظمة هذا الشعب وثورته المجيدة، وسنردع بالقانون الأيادي التي تمتد لتخريبها”.
ويذكر أن أحداث ما عرف محليا بـ”مجزرة الأبيض” جرت في 29 يوليو 2019 في مدينة الأبيض غربي السودان عندما أطلق جنود الرصاص الحي على مجموعة طلاب خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بحكومة مدنية.
وحينها، أثارت قضية شهداء الأبيض غضب الرأي العام السوداني، كونها إحدى أبشع حوادث القتل عقب إنهاء حكم الرئيس المعزول عمر البشير، وحظيت باهتمام السلطات العدالية وقيادة وقوات الدعم السريع التي سارعت في رفع الحصانة عن 9 من منسوبيها متهمين بالتورط في الجريمة.
وفي سياق متصل، قضت محكمة سودانية في يوم 5 أغسطس الماضي، بالإعدام شنقا قصاصاً على 6 جنود بعد أدانتهم بمجزرة الأبيض.
وأدانت المحكمة حينها، جندي سابع تحت المادة 130 من القانون الجنائي السوداني والمتعلقة بالقتل العمد، وأحالت ملفه إلى محكمة الطفل لاتخاذ التدبير المناسب بشأن الحكم، نسبة لصغر سنه.
ومن جانبهم، اهتم سكان مدينة القضية الأبيض الواقعة في إقليم كردفان غربي السودان، بشهداء هذه المجزرة وعملوا لهم نصب تذكاري تخليداً لهم، والذي طالته أيادي التخريب بعد مضي عام على الحادثة الدامية.
و تمت إعادة النصب التذكاري شامخا في ميدان الحرية بوسط الأبيض التي تبعد العاصمة الخرطوم غرباً بنحو 400 كم، وسط سعادة واحتفاء من سكان المدينة وعائلات شهداء المجزرة.