علي الزبيدي يكتب : في الصميم ..طبق المقلوبة هل سيقلب النتيجة ؟
عشرون يوما أو تزيد قليلا تفصلنا عن يوم الانتخابات المقبلة في العاشر من تشرين الأول المقبل . والمتابع لمجريات الدعاية الانتخابية والتحشيد الانتخابي يرى أن هذه الدعاية توزعت بين الوعود العريضة للناخبين وبخطب رنانة مرة وبوسائل دعاية في اغلبها بائسة مرة اخرى كونها لا تطرح البرنامج الانتخابي للمرشح والذي يجب ان يكون بحسابات الوضع السياسي العام وطبيعة التحالفات والتكتلات السياسية التي املتها اللعبة الانتخابية نفسها لكننا نرى ان العديد من المرشحين استسهلوا طريقة تقديم اطباق الطعام (المسلفن) والذي لا يعدو عن كونه قليلا من الرز مع ربع دجاجة أو طبق مقلوبة أو سلة طماطم وخيار وبصل وكلها طبعا تحمل كارت السيد المرشح وصورته وتسلسله في قائمة المرشحين والمنطقة الانتخابية. وما دام القانون قد أجاز الدعاية الانتخابية فلا ضير ان يمارس المرشح حقه كاملا في الدعاية والترويج لنفسه ولكن وهنا تسكب العبرات ! فهل باستغلال جوع الفقراء وحاجتهم وهل نزل الكرم الحاتمي على المرشحين في فترة الدعاية الانتخابية ولن يلحظوا وجود من هم تحت خط الفقر طيلة السنوات الماضية فجاؤوا ليقدموا لهم طبق المقلوبة مقابل ان يمنحهم هؤلاء البسطاء اصواتهم يوم الانتخابات . قد يقول قائل ان إطعام الطعام من الكرم والكرم بطبيعته شجاعة فما الضير من تقديم الطعام للفقراء؟. الضير ان هذا الكرم ليس خالصا لوجه الله ومشروطا وليس كما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) فهل يعتقد المرشحون ان طبق المقلوبة سيزيد من فرص فوزهم في هذه الانتخابات؟ هؤلاء المرشحون وأقرانهم الآخرون الذين استغلوا وجودهم في المواقع الإدارية والوظيفية وقاموا بحملات تنظيف أو ترقيع بعض الشوارع بردم الحفر والجور أو التفتيش عن عوائل متعففة لتقديم مساعدات عينية كلها محسوبة وتجير ضمن الدعاية الانتخابية المكشوفة والتي لا ترتقي إلى طموح المواطن الذي يهتم بما يطرحه المرشح من برنامج انتخابي لمرحلة مهمة من حياة العراقيين . ولكن يبدو أن الكثير من المرشحين استسهلوا الدعاية المهينة لإنسانية الإنسان وخاصة الفقراء منهم . واخيرا إن من يغير نتائج الانتخاب هو وعي الناخب وليس طبق المقلوبة.