في الصميم – علي الزبيدي يكتب عندما يتغول الفساد
على امتداد أكثر من ١٨ عامًا مضت كان ولا زال الفساد عنوانا رئيسيا نطالعه على الصفحات الأولى من الصحف اليومية وفي العناوين الأولى لنشرات الأخبار المسموعة والمرئية وعلى مختلف توجهات الإذاعات والقنوات التلفزيونية الأرضية منها والفضائية. ويومًا بعد آخر أصبح لهذا الفساد منظومة توجهه وتقود عملياته وأصبحت له أذرع مسلحة تغتال وتختطف وتهدد بمختلف وسائل التهديد لكل من يحارب فسادهم في كل المواقع الرسمية وإذا اردنا ان نحصي ضحايا الارهاب المرتبط بمنظومة الفساد في العراق نحتاج إلى موسوعة كالتي تضاهي موسوعة غينس للارقام القياسية واليوم أتحدث عن حالة من الفساد المرتبط بالإرهاب حالة واحدة لكنها تكررت مرتين على نفس الشخص لا لشيء الا لكونه حارب الفاسدين ففي العام ٢٠١١ تم تكليف الطبيب الاستشاري الأستاذ الدكتور إبراهيم الشمري مديرا لمستشفى الكاظمية التعليمي ولكون هذا الرجل يتمتع بالنزاهة واليد البيضاء وسعى لكشف الفاسدين تعرض إلى محاولة اغتيال بعبوة لاصقة وضعت أسفل سيارته ولكن رعاية الله ودعاء المرضى الذين يتابع حالاتهم المرضية هي التي رعته فقد انفجرت العبوة بعد ترجل الدكتور من سيارته بدقيقتين وعندها قدم طلب الإعفاء من التكليف ليتفرغ إلى مرضاه بشكل كامل وفي يوم ١٢ آب الماضي تم تكليف الدكتور ذاته بمنصب مدير مستشفى الكاظمية التعليمي من جديد ولم يمضي إلا شهر وسبعة أيام لتحرق سيارته الخاصة وبفعل فاعل ومتعمد وهي رسالة تهديد جديدة لانه أراد أن يعود هذا المستشفى إلى سابق عهده في خدمة المرضى بما يرضي الله والضمير لكن عصابات الإرهاب المنظم ومافيات الفساد تابى ان تترك للوطنيين من ذوي الكفاءات العمل لان ذلك يضر بمصالحها ومصالح الجهات الساندة لها. إن إحراق سيارة الدكتور مدير مستشفى الكاظمية التعليمي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فهي رسالة تهديد مباشر من الفاسدين لكل وطني غيور ومؤتمن ولذلك فلا يجب ان تمر مرور الكرام وان تسجل ضد مجهول كما في حالات سابقة لقد نخر الفساد بنية المجتمع وخرب الفاسدون البلد ونهبوا خيراته وأن حيتانه لا زالوا يمتلكون اليد الطولى فلا بد من الحكومة أن أشد من قبضتها وأن يجري تحقيق معمق و دقيق لمعرفة خيوط هذه الجريمة وغيرها وأن يقدم الجناة ومن يقف خلفهم إلى سوح القضاء لينالوا جزاءهم العادل وهذا ما أمر الله به ورسوله والقرآن الكريم.. مجدًا وعزًا دكتور إبراهيم الشمري لك ولكل المخلصين من الكفاءات العراقية النزيهة وتبت يدا كل فاسد ومجرم أثيم.