مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ماذا وراء زيارة الوفد العسكري السوداني سرًا لإسرائيل؟

نشر
الأمصار

أعلنت وسائل إعلام سودانية، أمس الجمعة، أن وفدًا عسكريًا سودانيًا قام بزيارة إسرائيل سرًا، بقيادة نائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو حميدتي.

وجاءت الزيارة بعد عدد من الأحداث التي شهدها السودان، ومنها اعتصام شرق السودان المتمثلة في قفل طريق الشرق والتسبب في إغلاق الموانئ البحرية، والتي تمثل بوابة اقتصادية هامة للسودان، وما تبعها من محاولة الإنقلاب الفاشلة، وحدوث تداعيات بين العسكريين والمدنيين، وخروج مظاهرات للمطالبة بحكم مدني وفض الشراكة مع المجلس العسكري.

لتواجه الشراكة بين “المدنيين والعسكريين” في الحكومة الانتقالية بالسودان تحديات بالغة التعقيد، وأوصلتها إلى مرحلة تعليق الاجتماعات الرسمية المشتركة.

وكانت هذه الشراكة ذات يوم محل احتفاء إقليمي ودولي، ووصفت بأنها نموذج يحتذى به بالنظر لتجارب بعض البلدان في المنطقة التي حدثت فيها تغييرات وثورات شعبية مماثلة.

وبدأت هذه الخلافات في أعقاب المحاولة الانقلابية 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، التي قام بها ضباط في القوات المسلحة ومدنيون لهم ارتباطات بنظام الرئيس السابق عمر البشير.

ليخرج الفريق محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، ويؤكد بوضوح إنهم لم يناقشوا أمر تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين، وليس ضمن أجندتهم في الوقت الراهن لجهة أن الأمر سابق لأوانه.

و قطع الطريق على مطالب قوى الحرية والتغيير إعطاء الحكومة المدنية حق الإشراف على جهاز الأمن والشرطة قائلا” لن نسلّم الشرطة والجهاز إلا لحكومة منتخبة.

 

كما حاول التأكيد على إنهم كعسكريين يمثلون مفتاح الخروج من أزمة البلاد بينما المدنيين همهم اللهث على كراسي الحكم وقال إنّ الأزمة الراهنة بيّنت لهم أنّ طموح المدنيين في الكراسي،بينما تفكيرهم كعسكريين ينصب في كيفية إخراج البلاد من أزمتها التي تعيشها الآن.

ورأى محللون أن التصريحات السابقة تعتبر تكريس للحكم العسكري في الفترة الإنتقالية بمشاركة مدنية لا تحمل سمات المعارضة الحالية للكيان العسكري في مجلس السيادة وهو ما يفسر قيام جسم موازي للحرية والتغيير يطالب الآن بإنتزاع شرعية رسمية من رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة .

 

وأكد الخبراء أن مع زيارة دقلو لاسرائيل في هذا التوقيت يشير بأنه لا يمكن النظر إليها بعيد عن الأحداث التي تمر بها السودان، لاسيما أن إسرائيل معروفة التفاهمات البراغماتية مع الأنظمة العربية بصرف النظر عن التزامها بحاكمية الديمقراطية، وحقوق الإنسان.

وأوضح الخبراء والمحللون السياسيون إن لإسرائيل تأثير كبير على السياسة الأمريكية والمعروف إن البيت الأبيض برئاسة الرئيس بايدن من أكثر المتحمسين لدعم تجربة الديمقراطية في السودان والحكومة المدنية.

 إذ رفضت الولايات المتحدة بحسم إي محاولة للإنقلاب العسكري في السودان، وهددت بإعادة فرض العقوبات مجددًا كما دعت إلي تكوين جيش موحد وعدم وجود فصائل عسكرية موازية خارج منظومة الجيش السوداني، كما طالبت بتبيعة الأجهزة الأمنية للمدنيين.

ورغم موقف الولايات المتحدة من حكم السودان إلا أن تصريحات الفريق محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، أبدت بأنها تسير في إتجاه مغاير لما تطرحه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويحاول المحللون استقراء السياسات التي ربما تجعل تلك القوى إما تغض الطرف عن مطالبها أو تنتهج مواقف مغايرة لمواقفها السابقة المتعلقة بدعم الحكومة المدنية فيما يتعلق بشق الأمني والعسكري.

 بينما يرى المراقبون إن الحملات التي قام بها قوات جهاز الأمن ضد العناصر الإسلامية المتشددة ربما تصبح أحد الكروت الرابحة لصالح المكون العسكري تجاه علاقته مع إسرائيل أو الولايات المتحدة بدرجة أقل حول إبقاء جهاز المخابرات في حضن العسكر، وعدم تسليم رئاسة السيادة في تلك الظروف للمدنيين.

 ولكن يؤكد المراقبون أن الولايات المتحدة يمكن أن تغض الطرف عن هيكلة قوات الدعم السريع بطلب إسرائيلي بحجة إن تلك القوات يمكن أن تساهم وهي موحدة بذات خصوصيتها من لعب دور مهم في عمليات مكافحة تجارة البشر والهجرة غير الشرعية .

ومن المحتمل أن تغض الطرف عن محاولات تبعية جهاز الأمن للمدنيين، لكنها قد تدعم بشدة تكوين جهاز مدني للأمن الداخل لصناعة معادلة آمنة في الحكم تحمي التجربة الديمقراطية وتقطع طريق العودة لاسلامي النظام السابق .