بسبب تلاعب مليشيات الحوثي بالاقتصاد .. الريال اليمني يواصل الانهيار
يستمر الريال اليمني بالتراجع في سوق الصرف أمام العملات الأجنبية مع فشل الإجراءات التي أقرها البنك المركزي اليمني لاحتواء هذا الانهيار.
حيث سجل الريال أدنى قيمة له في تاريخه، في تعاملات الجمعة، أمام الدولار حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 1335 ريالًا.
وتتراجع القيمة السوقية للعملة اليمنية، كل يوم خلال الفترة الأخيرة، لأسباب عدة.
ويرى خبراء اقتصاد، أنه رغم المحاولات المتكررة للبنك المركزي اليمني، لضبط سوق الصرف إلا أن المضاربة بالعملات، وضعف إدارة البنك المركزي لأزمة الريال، بالإضافة لضعف الدور الرقابي، سيقود إلى تواصل الانهيار ما لم يكون هناك تدخل قوي لضبط سوق الصرف عبر إجراءات عديدة.
كما رجح خبراء اقتصاد يمنيون، أن أسباب انهيار الريال اليمني، تعود أيضًا لحرب اقتصادية حوثية، ولدور يلعبه تجار العملة، في مناطق مليشيات الحوثي بصنعاء، عبر أذرع مالية لهم في عدن، تسهم بشكل كبير في العبث بقيمة الريال اليمني.
وتجاوزت عمولة التحويل من مناطق الشرعية إلى مناطق سيطرة الحوثيين أكثر من 110% بحيث يتم دفع عمولة بنسبة تتجاوز المبلغ المراد تحويله.
كما شهدت أسعار السلع ارتفاعًا غير معهود في الأسواق اليمنية، إذ تراجع راتب الموظف الحكومي وفقًا لأسعار الصرف الجديدة الوهمية، ليبلغ 60 دولارًا وأقل من ذلك وهو أدنى مستوى له منذ عقود.
وأوضح الخبير والمحلل الاقتصادي، وحيد الفودعي، أنه خلال 3 أشهر تقريبًا ارتفع سعر صرف الدولار الواحد مقابل الريال، نحو 400 ريال يمني، بما يعني أنه فقد 30% من قيمته خلال تلك الفترة.
وأكد الفودعي، في منشور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”، أن انخفاض قيمة العملة المحلية بهذا القدر خلال هذه الفترة القصيرة، يؤدي لزيادة عجز الميزان التجاري للبلاد.
ولفت إلى أن ما يحدث في سوق الصرف لا علاقة بالأسباب الاقتصادية المعتادة، ويعود فقط إلى الهلع لدى المواطن نتيجة الأخبار السلبية، واستغلال المضاربين بالعملة لها، والذين كثفوا من نشاطهم في الآونة الأخيرة، كما أنه يعود إلى العشوائية في الاستيراد خصوصًا المشتقات النفطية.
وأضاف، أن هذه العشوائية أتاحت للمضاربين اللعب بالاقتصاد اليمني في ظل التشتت القائم بسبب مليشيات الحوثي، والفراغ المؤسسي.