لبنان يحيي الذكرى الثانية لانتفاضة 17 أكتوبر 2019
أحى لبنان، اليوم الأحد، الذكرى الثانية لانتفاضة 17 أكتوبر 2019، بمسيرة بوسط بيروت رافضة للتدخلات الإيرانية، وقاموا بإضاءة “شعلة الثورة”.
وجاء إحياء ذكرى انتفاضة 17 أكتوبر بتحركات محدودة تمثلت بشكل أساسي بمسيرة دعا إليها وشارك فيها مجموعات من المجتمع المدني اللبناني حيث انطلقت من قصر العدل في بيروت باتجاه وسط العاصمة اللبنانية.
ورفع المشاركون شعارات عدة طالبت بتحقيق العدالة في انفجار بيروت ورفض الاحتلال الإيراني ومن بينها، “استعادة الدولة لتقديم لبنان الجديد”، و”القرار للشعب باستعادة الوطن وبناء الدولة”، و”مسيرة المقاومة اللبنانية ضدّ الاحتلال الإيراني”، “القرار للشعب”، “استعادة وطن وبناء دولة”، “الاشتباك مع السلطة خيارنا الوحيد لبناء دولة”.
وتأتي الذكرى الثانية للانتفاضة التي خرجت ضد السلطة والمنظومة السياسية في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة متنوعة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
طالت مختلف فئات المجتمع ورفعت نسبة الفقر إلى مستوى غير مسبوق.
وفيما نتج عن انتفاضة أكتوبر عام 2019 استقالة حكومة سعد الحريري، دخل لبنان حينها في أزمة سياسية تفاقمت مع انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس.
وعلى إثر هذا الانفجار استقالت أيضا حكومة حسان دياب ولم تنجح الخلافات السياسية في تشكيل حكومة إلا قبل حوالي شهر ونصف الشهر حيث تم تشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي.
لكن وبعد أسابيع قليلة من نيل حكومة ميقاتي الثقة تلقت ضربة تمثلت بالخلافات والضغوط السياسية التي تمارس ضد المحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت ولا سيما من حزب الله وحلفائه وصلت إلى حد المواجهة العسكرية على الأرض الخميس الماضي خلال أحداث الطيونة، ما يهدد مصير الحكومة الجديدة ويعود بهذا البلد إلى المربع الأول.
حيث تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية للتظاهرات العارمة التي شهدها لبنان في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 وما عُرف لاحقاً بـ”انتفاضة 17 تشرين”، فيما لا تزال البلاد تهتز على وقع الاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية.
في ذاك اليوم تفجرت احتجاجات شعبية غاضبة في العاصمة بيروت رفضاً لفرض مزيد من الضرائب، سرعان ما توسعت لتعم معظم أنحاء البلاد، في مشهد عكس توحّد الشعب اللبناني خلف المطالب ذاتها وضد الطبقة السياسية.
وعلى الرغم من أن هذه التظاهرات أرغمت الرئيس سعد الحريري على تقديم استقالة حكومته، بعد 12 يوماً على اندلاعها، استمرت الاحتجاجات عدة أشهر قبل أن تتراجع في ربيع 2020 تزامناً وتفشي وباء كورونا.
اليوم.. تأتي هذه الذكرى وسط خيبات أمل يعيشها المواطن اللبناني الذي مر بنكسات وصعوبات عديدة طيلة هذين العامين، ولعل أبرزها تفاقم الازمة الاقتصادية على وقع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، فضلاً عن شح المشتقات النفطية في البلاد ووقوف اللبنانيين طوابير أمام محطات البنزين لتعبئة سياراتهم.. أزمات اقتصادية ومعيشية واجتماعية انطلقت من رحم حراك السابع عشر من تشرين في بدايته، إلاّ ان هذا الحراك اصطدم بكثير من من الصعوبات والعراقيل التي حالت دون تحقيق أهدافه الحقيقية.
واجهت الثورة العديد من التحديات التي جعلتها في مرمى نيران التساؤلات، أبرزها معركة الأحزاب السياسية الثمينة مع الوقت ضد مجموعاتها إذ استطاعت تحمّل ضغوط الشارع وقلب الموازين لصالحها. كما أن نجاح بعض الشخصيات، التي انتفعت من أحزابها السياسية على مر السنوات وكانت جزءاً لا يتجزأ من فسادها، في اختراقها بعدما رأت فيها تحقيقاً لأهداف وغايات شخصية بعيدة كل البعد عن الأهداف الوطنية السامية، أثارت الشكوك حول من يقف وراءها ومن يقودها، لتجري بعدها رياح التغيير التي حملتها في أسابيعها الأولى بما لا تشتهي سفنها بسبب انقسام الثورة إلى ثورات وتشتت الأهداف وتضارب المصالح واختلاف الأهداف والتوجهات الرئيسية، وعوض أن تكون هذه الثورة غايةً أصبحت وسيلةً للانتقام السياسي، فبات السؤال هل فشل مشروع الثورة في ذكراها الثانية؟ وهل يعود الحراك اللبناني؟
يقول ناشطون لبنانيون إنهم يستعدون بدءا من اليوم لإعادة إحياء “نبض الشارع” بالتزامن مع ذكرى اندلاع “الثورة”، لأن ما بدأ قبل سنتين لم يصل إلى خواتيمه وأن الطبقة السياسية تحاول تعويم نفسها مجدداً، على حد تعبيرهم.