مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عمرو عبد المنعم يكتب : كيف تحولت سوريا لساحة تجارب ارهابية؟ شهادات الجهاديين من كل لون (2-2)

نشر
الأمصار

 

يكشف ديريه في كتابه كيفكان الدعم يتدفق مع تشكيل حركات المعارضة السورية، بتمويل سخي من أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج، ويوما بعد يوم تزداد عمليات القصف ويتضاعف هروب المدنيين من القتال، وتكتظ مخيمات اللاجئين. وظلت تركيا تحتضن سلسلة كبرى من المنظمات المدعومة من الدول الغربية، وساعدت هذه الدول على انشاء أحزاب سياسية بمسميات عدة وبمعاونة جيش من النشطاء الاعلاميين.
أسس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قاعدة شعبية من أنصاره داعمة للمعارضة، وأدار شبكة واسعة من المؤسسات داخل وخارج سوريا، فيما أسس حزب التحرير الإسلامي وجودا قويا في مناطق المعارضة.
لقـد أفتـى العديـد مـن العلمـاء بـأن الجهـاد فـي سـوريا بات فرض عيـن علـى كل مسـلم، ودفعـت الفتـاوى، والدعـوات إلـى الجهـاد فـي سـوريا الشـباب المسـلم المتحمـس إلـى الاستجابة، حيـث انضـم أكثـر مـن 2000 شـاب على الاقل للجهـاد مـن الأردن وحدهـا، والتي يربطها أطول خط حـدودي مع إسـرائيل. التحـق آلاف الشـباب مـن مختلـف دول العالـم بالجهـاد ً مـن حيـث السـرعة وسـعة النطـاق، وغضـت الحكومـات البصـر عـن الهجـرة للجهـاد، وتأثـر بعـض الشـباب فـي الغـرب بأحداث البلـد الذي مزقتـه الحـرب، وهـم الذيـن كانـوا قـد فقـدوا الثقـة منـذ زمـن بعيـد بوسـائل الإعلام الغربيـة، واتجهـوا نحـو إصـدارات الحـركات الجهاديـة نفسـها!

ويتابع المؤلف الذي التقى بكل الحركات الجهادية في سوريا في 11 نوفمبر 2011 أعلن عن وجود تكتل اسلامي سلفي جهادي تحت اسم حركة احرار الشام الاسلامية وكانت تتألف من حركة الفجر الاسلامية وكتائب الايمان والأحرار والطليعة وتضم 30 ألف مقاتل وترفع شعار قتال العدو الصائل والدفاع عن اهل السنة وبناء الدولة الاسلامية في سوريا
عبر الحدود تدفق الشبان من جنسيات مختلفة تحت راية الجهاد المخادعة، وقد رافق مؤلف الكتاب مجموعة جاءت من ليبيا باسم “شهدا طرابلسط وتتكون من عشرات المقاتلين المدبرين جيدا ولديهم خبرات واسعة بعد مشاركتهم بالحرب الاهلية الليبية، ولقد أصبح الناس يشاهدون بالشوارع جنسيات متعددة لغات وألوان مثل الإيغور والشيشان والأوزبك والأتراك ولهجات خليجية وأخرى إفريقية، وكأن زمن جهاد الروس في أفغانستان قد عاد إلى سوريا!!
وفتح المؤلف حوارات واسعة مع عدد كبير من المقاتلين الأجانب من جنسيات مختلفة
و تشكلت كتيبة المهاجرين من مقاتلين اجانب من القوقاز الى جانب عرب وسوريين وتحولت إلى “جيش المهاجرين والانصار” بقيادة ابوعمر الشيشاني والذي اعلن البيعة لتنظيم الدولة الاسلامية فأحدث انقساما في صفوف الحركة ويجري تحالفات مع فجر الشام وجبهة النصرة وامارة القوقاز الاسلامية.
وهكذا تحولت سوريا لوجهة رئيسية للجهاديين، وساحة واسعة تستفيد من غض الحكومات لبصرها عن تدفق هؤلاء من كل أصقاع الدنيا لتلبية النداء المقدس الذي اطلقه علماء السنة، ورأينا الحزب التركستاني الإسلامي لنصرة اهل الشام والقادم من اقليم شينغيانغ او تركستان الشرقية قبل ضمه للصين، وهم من المجاهدين الأويغورـ وتزوج بعضهم من السوريات.
ثم انطلق جند الأقصى وهو تنظيم جهادي سلفي وأعلن ولاءه لتنظيم القاعدة 2015، ومؤسسه ابي عبدالعزيز القطري، أو محمد العثامنة، ثم بدات الاتهامات تلاحق التنظيم بالعلاقة مع تنظيم الدولة الغسلامية، فوقعت مواجهات مسلحة بينه وبين جند الاقصى واحرار الشام 2016 في ريف حماة وادلب.
ماذا جاء بمقاتلين اجانب وعرب لسوريا؟

ظهر تنظيم “مجاهدو أشداء” المعروف بتدريب واستقطاب المجاهدين الجدد من الشباب.وقد طالب قائده في حوار مع مؤلف الكتاب بأن تتبنى تركيا ثورة شعب سوريا لما لها من مصالح مشتركة معهم بتقوية المكون السني ليمنع دخول خطر الاحزاب الانفصالية الكردية والاقليات العلوية والاحزاب الشيعية لتركيا.

ثم ينشر مؤلف الكتاب لقاءه مع أبي فاطمة الحلبي احد قادة جبهة النصرة عام 2012 منذ بداية تأسيسها للعمل في سوريا بهدف “نصرة المستضعفين” وقال انهم يريدون اقامة دولة اسلامية غير علمانية لا ان “يسوق البعض لديمقراطية نظام غربي مستوردة من مجتمع كنائسي لتطبق على اغلبية مسلمة” وتطرق لمواصفات الدولة الاسلامية والتي تعد احكام القصاص فيها رحمة بالمجتمع ومانعة للجريمة فيه حتى لو بدت قاسية على الفرد.

التقى مؤلف الكتاب ايضا بمجاهدين غربيين في جبهة النصرة ومنهم ابوعمرو من “ويلز” والذي قال: يجب ان تعلم الحكومة البريطانية اننا جادون في اقامة دولة اسلامية في بلاد الشامن وقال آخر نرويجي: “اخبرن اي قوة سوف تقف في وجه 20 الف استشهادي من دولة الإسلام في العراق والشام”،

فيما تحدث جهادي مصري يدعى ابوسليمان عن انتقاد مرير للديمقراطية بعدما حدث من سقوط الرئيس مرسي ورأى أن المصريين اهل الديمقراطية اثبتوا انهم يعبدون صنما من العجوة، لأن الديمقراطية جاءت بالاسلاميين لكنهم انقلبوا عليها وحاربوها!!! وتساءل اين منظمات حقوق الانسان من اطفال المسلمين وما يحدث في سوريا وما يجري في سجون العالم العربي!

ثم هتف جهادي سعودي: يا طواغيت العرب والعجم اتيناكم هنا في بلاد الشام تبايعنا على الموت لإعلاء كلمة الله،كما تبايعتم على الموت لحفظ كراسيكم.

التقى مؤلف الكتاب كذلك بالمقاتل الامريكي ماثيو وقد شارك في الثورة الليبية وانضم للمقاتلين للاطاحة بنظام العقيد القذافي ثم سعى للالتحاق بثورة سوريا وهو يتجول بلباسه العسكري في شوارع سوريا ويقول بان رحلته بدات من مغامرة في ليبيا لمساعدة اصدقائه الثوار هناك لكنها لم تنته ويامل ان ينشر فيلما يجمع فيه مشاهداته تلك خلال الثورات.

جهاديو مصر في سوريا
في بداية العمل العسكري للجيش السوري الحر، بدأ دخول ما يعرف بظاهرة الجهاديين المصريين إلى سوريا من مصر، وشكل ابوسهل المصري أول مجموعة قتالية للمصريين تحت اسم المرابطين في احدى مزارع ريف حلب الغربي.

رفضت الجماعة التواصل مع مؤلف الكتاب الصحفي، لحرصها على السرية، ولكن يلاحظ المؤلف ممن التقاهم انهم من الطبقة المثقفة بمعنى انهم اطباء ومهندسون ومعلمون، وقدموا الجماعة باعتبارها مستقلة لا ترتبط باي جهة داخل سوريا او خارجها، ولكنها بنت علاقا طيبة مع الجيش السوري الحر والحركات الجهادية على السواء.وقد شاهد المؤلف مدين ديريه عناصر التنظيم يشاركون الجيش السوري الحر بالمواجهة المسلحة ضد هجوم حزب الله اللبناني ومليشيات شيعية على بلدة عندان وهو اليوم الذي قتل فيه اكثر من 12 من عناصر المعارضة بينهم عدد من الجهاديين المصريين.

وظل تنظيم المرابطين يعمل تحت قيادة ابوسهل المصري () وينشط عسكريا وينظم حملات خيرية وينشر اطباء في المشافي العامة والدعاة المتمكنين في العلوم الشرعية .

دارت حوارات بين مدين ديريه وعناصر من تنظيم المرابطين المصري، وفهم أنهم يسيرون بدعوة ابن تيمية في فتواه إلى جهاد النصيرية (العلوية) وهو النظام السوري الحاكم والذي قمع الأغلبية السنية، وهذا جعلهم ينفرون للجهاد في سوريا لحماية اهل السنة.

كانت لابي سهل تجارب جهادية سابقة اثناء الغزو الامريكي للعراق قبل ان يتم اعتقاله من قبل اجهزة الامن السورية وابعاده الى مصر 2005 بعد ان امضى عامين في سجون سوريا. وخلال عهد الرئيس المصري السابق محمد مرسي استفاد الجهاديون من سياسة تسهيل رحلاتهم إلى سوريا، فأرسل الشيخ ابوسهل رجلا يدعى ابا الدحداح لمصر واسس مكتبا اغاثيا لمساعدة السوريين هناك وذلك تحت مسمى حملة “أمة واحدة”.

بموازاة ذلك ظل ابوعلي وابواسحاق يعملون على اعادة اطباء الى الحدود التركية من اجل العودة الى مصر، وكان اشهرهم الدكتور طارق فهيم، وأيضا ابوالفرج اليمني وهو مفكر شرعي بالتنظيم

ومع اختفاء أبو الفرج اليمني وهو محمد شرف قيادي جهادي مصري قتل الأمير العسكري أبابلال المصري عام 2015 في ريف حلب.

قتل معظم عناصر التنظيم وتوزع من بقي منهم بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية والحركات التي تضم مقاتلين اجانب ، وعاد عناصر التنظيم العاملون في الدعوة إلى مصر حيث ان اغلبهم اعضاء في حزب النور المصري حسب ما اكدوه، ثم قتل امير التنظيم أبوسهل في 2013 في ريف حلب، وتفكك التنظيم بالكامل بعد تشديد سفر الجهاديين من مصر، وتولي الرئيس السيسي الرئاسة في مصر.
يتساءل مؤلف الكتاب اخيرا: هل ينتصر الأمريكان والغرب وحلفاؤهم العرب في سوريا، كما انتصروا بالوكالة على السوفييت في أفغانستان؟ وهل تم استغلال الجهاديين مرة أخرى في خضم قتال عقائدي شرس ضد العدو الثاني للغرب والأنظمة العربية إيران وحزب الله اللبناني؟ ولماذا لم يتم التحقيق العلني المستقل في وصول آلاف الشباب إلى سوريا من أجل الجهاد (لم يعلموا أنهم يزج بهم في محرقة) وبعلم من أجهزة الاستخبارات الغربية؟
ينشر المؤلف داخل الكتاب عدد من الصور ا النادرة لأول مرة للزرقاوي وقادة القاعدة الكبار إضافة الى وثائق ومستندات وصور تنشر لأول مرة
تم