لبنان.. ارتفاع أسعار المحروقات بشكل “جنوني”
ارتفعت أسعار المحروقات في لبنان، اليوم الأربعاء، بشكل “جنوني” كما وصفها الإعلام اللبناني، وسط أزمة اقتصادية هائلة يعيشها المواطنون.
ويأتي هذا الارتفاع بعد أن بات مصرف لبنان يؤمن دولارات استيراد الوقود وفق سعر صرف منصة “صيرفة”، وبعد أن ارتفعت أسعار المحروقات عالمياً، بخاصة بعد رفض تكتل “أوبك +” زيادة الإنتاج بشكل يضاهي تعافي الطلب، في حين تشهد الليرة اللبنانية هبوطا حادا في قيمتها بالنسبة للدولار في السوق السوداء، بعد أن فقدت أكثر من 90% من هذه القيمة.
وأصدرت وزارة الطاقة المياه- المديرية العامة للنفط جدول تركيب أسعار المحروقات صباح اليوم، وجاء كالآتي:
– سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان بـ302700 ليرة لبنانية (ارتفع 59900 ليرة).
– سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان بـ312 ألفا و700 ليرة لبنانية (ارتفع 62000 ليرة).
– سعر المازوت بـ270 ألفا و700 ليرة (زاد 35500 ليرة).
– قارورة الغاز بـ 229600 ليرة (ارتفع 9400 ليرة).
(1 دولار = 20500 ليرة لبنانية، في السوق السوداء الموازية).
وقال جورج البراكس عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، إن الدعم رفع نهائياً عن صفيحة البنزين، وإن ارتفاع سعر صفيحة البنزين يعود إلى أن سعر الدولار بجدول تركيب الأسعار لوزارة الطاقة احتسب على 20 ألف ليرة لبنانية للدولار الأمريكي بدل أن كان يحتسب 16 ألف ليرة لبنانية، بالإضافة إلى ارتفاع برميل النفط عالمياً.
وأوضح أن “البنزين كان لا يزال مدعوماً من قبل مصرف لبنان بتأمين الدولارات لاستيراده بعكس المازوت الذي تحرر استيراده والشركات المستوردة أصبحت تؤمن الدولار اللازم للاستيراد ووزارة الطاقة تحدد أسعاره بالدولار”.
ولفت البراكس إلى أن “اللبناني يعاني من ارتفاع سعر صفيحة البنزين والمازوت والمواد الغذائية والأقساط المدرسية”. معتبراً أن “ارتفاع أسعار المحروقات سيزيد الطين بلة وسيزيد العذاب والأسى، فوضع المواطن اللبناني غير مريح وعلى السلطة أن تجد حلول سريعة وليس شعارات”.
وعلق ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، على الارتفاع الكبير، قائلًا: “الارتفاع الجنوني لأسعار البنزين اليوم، ضربة موجعة للمواطن ولأصحاب المحطات”.
وأوضح “أبو شقرا” في حديث إذاعي، أن “راتب المواطن أصبح بقيمة أربع صفائح من البنزين”.
وعلق المواطنون بصدمة على هذا الارتفاع الذي طال لقمة عيشهم أكثر فأكثر وسط توقع بارتفاع مستمر في الأسابيع المقبلة بعد ارتفاع سعر برميل النفط عالميا، ويواكبه ارتفاع في سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية التي صارت حاليا في أدنى مستوياتها بعد تخطي سعر الدولار عتبة 20 ألف ليرة لكل دولار.
وغرد رواد التواصل الإجتماعي فعبروا عن صدمتهم متسائلين كيف لنا أن نصل إلى مراكز عملنا بعد اليوم؟
ويرى اللبنانيون أن أزمة البنزين مستمرة وإن غابت مشاهد طوابير الذل أمام محطات الوقود التي باتت تفتح أبوابها يومياً، فالأزمة هي بالنسبة إليهم في الأسعار الخيالية التي تفوق قدرتهم على التحمّل خصوصاً أنه لا يقابلها أي خطوة تصبّ في صالحهم أو تعوّض عليهم هذا الغلاء، وحتى البطاقة التمويلية لم تبصر النور بعد.
وترجمت أزمة البنزين بشكل خاص في قطاع النقل العام وتعرفة سيارات الأجرة التي بدورها تشهد فوضى كبيرة بحيث إن كل سائق أجرة بات يعتمد تسعيرته الخاصة التي أصبحت تتخطى 30 ألف ليرة لبنانية لمسافة قريبة جداً.