مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ليبيا.. من الحرب بين الشرق والغرب إلى دعم الاستقرار في العاصمة

نشر
الأمصار

سنوات طويلة من الصراع والحروب بين الشرق والغرب، شُكّلت حكومة وحدة وطنية في ليبيا في مطلع العام بعد حوار ليبي-ليبي في جنيف برعاية الأمم المتحدة، على أن تدير مرحلة انتقالية تقود الى انتخابات حُدّدت الرئاسية منها في 24 ديسمبر.

التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، السيد عبدالحميد الدبيبة، صباح اليوم الخميس، بمقر المؤتمر بوزير الخارجية المصري السيد سامح شكري، بحضور سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى ليبيا، والوفد المرافق له، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس الحكومة، وذلك قبيل انطلاق اعمال مؤتمر ليبيا للاستقرار.

وقد نقل وزير الخارجية المصري، تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي وتمنياته لحكومة الوحدة الوطنية بنجاح هذا المؤتمر.

وقد أعلنت وزارة الخارجية الليبية، أن وزيري خارجية السعودية ومصر، الأمير فيصل بان فرحان والوزير سامح شكري وصلا اليوم إلى طرابلس لحضور المؤتمر.

كما أعلنت السفارة الأمريكية، في وقت سابق اليوم وصول مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، يال لمبرت والسفير الأمريكي، ريتشارد نولاند لحضور المؤتمر.

كما وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى مطار معيتيقة للمشاركة في مؤتمر ليبيا للاستقرار.من صراع

إرادة شعب

أكد رئيس الحكومة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، الخميس، إن العاصمة طرابلس باتت آمنة ومستقرة، مضيفا أن رحلة البناء انطلقت في البلاد.

وقال في بداية كلمته بمؤتمر “استقرار ليبيا” الذي تجري فعاليته بمشاركة دولية واسعة، اليوم الخميس “نعقد اليوم مؤتمر استقرار ليبيا داخل حدود البلاد بعد أن كانت تعقد مؤتمرات الدعم خارجها”.

وتابع “مؤتمر اليوم يؤكد إرادة الشعب ولا يغفل مخاوف المجتمع الدولي المهتم باستقرار ليبيا والمنطقة”.

ومضى قائلا “نجحنا في تنفيذ أغلب تعهداتنا بخصوص أزمة الكهرباء”.

وأضاف “أؤكد التزامنا بتحقيق استقرار البلاد، وشكلنا لجنة معنية بدعم الانتخابات وإجرائها” نهاية العام الجاري.

ويذكر أنها المرة الأولى في منذ إسقاط نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، تستضيف ليبيا مؤتمرا دوليا، تشارك فيه وفود من نحو 30 دولة عربية وأجنبية.

ويرمي المؤتمر إلى التوصل إلى “موقف دولي وإقليمي موحّد داعم ومتناسق” يساهم في “وضع آليات ضرورية لضمان استقرار ليبيا، خصوصاً مع قُرب موعد إجراء الانتخابات”، وفق تصريح سابق لوزير الخارجية نجلاء المنقوش.

وتكمن الأولوية بالنسبة إلى المجتمع الدولي في إجراء الانتخابات البالغة الأهمية، التي لا تزال تحيط بها شكوك كثيرة بسبب الانقسامات الداخلية الحادّة.

وأكدت المنقوش أن المؤتمر يرمي أيضاً إلى “التأكيد على ضرورة احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ومنع التدخلات الخارجية السلبية”، مشددة على أن هذه هي “أهمّ المنطلقات لتحقيق الاستقرار الدائم لبلادنا”.

وسيتطرق المؤتمر إلى مسألة “انسحاب المرتزقة والمسلحين الأجانب والقوات الأجنبية التي يشكّل استمرار وجودها تهديداً ليس فقط لليبيا، بل للمنطقة بأسرها”، وفق المنقوش.

سيتناول “دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، بما يعزّز قدرته على حماية أمن ليبيا وسيادتها ووحدة ترابها”

دعم مغادرة المرتزقة من ليبيا

أكدت وكيلة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة، روز ماري ديكارلو، على دعم مغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.

جاء ذلك في كلمة ديكارلو في مؤتمر دعم “استقرار ليبيا”، اليوم الخميسن بمشاركة وزارية دولية واسعة في طرابلس.

وقالت وكيلة الشئون السياسية في الأمم المتحدة، إن مؤتمر “استقرار ليبيا” دليل على تحقيق الاستقرار في البلاد.

وتابعت ديكارلو:  “الحوار بين الأطراف السياسية كافة مطلوب لتحقيق الاستقرار في ليبيا”.

وشددت على دعم الأمم المتحدة لمخرجات لجنة 5+5 لضمان انسحاب أي قوات أجنبية من ليبيا.

وتكمن الأولوية بالنسبة إلى المجتمع الدولي في إجراء الانتخابات البالغة الأهمية، التي لا تزال تحيط بها شكوك كثيرة بسبب الانقسامات الداخلية الحادّة.

ويتطرق المؤتمر إلى مسألة “انسحاب المرتزقة والمسلحين الأجانب والقوات الأجنبية التي يشكّل استمرار وجودها تهديداً ليس فقط لليبيا، بل للمنطقة بأسرها”، وفق المنقوش.

ويتناول “دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، بما يعزّز قدرته على حماية أمن ليبيا وسيادتها ووحدة ترابها”.

ينظر للانتخابات المزمع عقدها 24 ديسمبر المقبل باعتبارها خطوة حاسمة لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى منذ 2011.

موقف دولي وإقليمي موحد

وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إن الؤتمر يهدف إلى التوصل إلى موقف دولي وإقليمي موحّد داعم ومتناسق، يساهم في وضع طرق ضرورية لضمان استقرار ليبيا، خصوصاً مع قُرب موعد إجراء الانتخابات.

وتكمن الأولوية بالنسبة الى المجتمع الدولي في إجراء الانتخابات البالغة الأهمية ولكن التي لا تزال تحيط بها شكوك كثيرة بسبب الانقسامات الداخلية الحادّة.

ويقول الخبير في مركز غلوبل إينيشياتيف للأبحاث، عماد الدين بادي لوكالة فرانس برس من جنيف إنّ أحد أبرز التحديات يكمن في “التركيز على الحركة الحالية من أجل الإفادة منها للتوصّل إلى استقرار ليبيا، لأن دولاً عدة تريد لليبيا أن تستقر، حتى لو بشروطها الخاصة.

وهناك تحد آخر يتمثل في “التركيز على نتائج مؤتمر برلين لأن جزءا من سبب عقد هذا المؤتمر هو التوصل الى نسخة ليبية من آلية برلين”.

احترام سيادة ليبيا

وقالت المنقوش إن المؤتمر يرمي أيضاً إلى التأكيد على ضرورة احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ومنع التدخّلات الخارجية السلبية، مشدّدة على أنّ هذه هي أهمّ المنطلقات لتحقيق الاستقرار الدائم لبلادنا.

وغذّت الانقسامات الليبية تدخّلات خارجية من دول عدّة دعمت أطرافاً مختلفة في النزاع.

وعُقد في برلين في مطلع العام الماضي مؤتمر دولي حول ليبيا تعهّدت خلاله الدول العمل على إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا والالتزام بعدم إرسال السلاح إليها وذلك للمساعدة في وقف الحرب في هذا البلد.

وسيتطرق المؤتمر إلى مسألة انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية التي يشكّل استمرار وجودها تهديداً ليس فقط لليبيا، بل للمنطقة بأسرها.

وسيتناول دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، بما يعزّز قدرته على حماية أمن ليبيا وسيادتها ووحدة ترابها.

مرتزقة ومقاتلون أجانب

وأفاد تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر عن وجود قرابة عشرين ألف من المرتزقة والمقاتلين الأجانب في ليبيا: روس من مجموعة فاغنر الخاصة، وتشاديون، وسودانيون، وسوريون… وأيضاً مئات العسكريين الأتراك الموجودين بموجب اتفاق ثنائي وقعته أنقرة مع الحكومة الليبية السابقة عندما كانت في أوج صراعها مع حكومة موازية في الشرق.

وتقول طرابلس إنّ عدداً ضئيلاً من المرتزقة غادر البلاد. في بداية أكتوبر، اتفق وفدان عسكريان ليبيان، أحدهما من الشرق والآخر من الغرب على “خطة عمل شاملة” لسحب المرتزقة، لكنهما لم يحدّدا أيّ جدول زمني لذلك.

أمّا على صعيد القوات العسكرية، فعلى الرغم من قيام حكومة وحدة وطنية بين الشرق والغرب، لا تزال قوات المشير خليفة حفتر، القائد العسكري النافذ والمرشّح إلى رئاسة الجمهورية، تسيطر على شرق ليبيا، بينما تسيطر مجموعات عسكرية موالية للحكومة على غربها.

وقالت المنقوش إنّ من الأهداف التي يسعى إليها المؤتمر “تقديم الدعم الفني في مجال فكّ ودمج العناصر المسلّحة غير المتورطة في أعمال إرهابية وإجرامية وتأهيلها أمنياً ومدنياً”.

تدخل كويتي

قال وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، اليوم الخميس، خلال مشاركته في مؤتمر دعم ليبيا: الدول العربية حريصة على أمن واستقرار ليبيا.

وتابع: “نؤكد التزامنا بوحدة وسيادة ليبيا ورفض التدخلات الخارجية بشؤونها”.

وأضاف: ندعو لإخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا بشكل تدريجي ومتزامن وتابع:هناك حرص عربي على إجراء الانتخابات الليبية في موعدها.