رافد جبوري من واشنطن يكتب: الصدر وإيران
دعوة الصدر لدول جوار العراق بعدم التدخل في الشئون العراقية هي اقوى رسالة شبه مباشرة يوجهها ضد ايران منذ الانتخابات العراقية.
صحيح ان بيان زعيم التيار الصدري يعدد كل دول جوار العراق ويشملها بدعوته ،
وصحيح ان من بين تلك الدول من له علاقات واسعة ومباشرة بالقوى السياسية العراقية بعيدا عن حكومة بغداد.
لكن دور ايران في عمليات تشكيل الحكومات العراقية في الماضي كان الابرز والاهم والاكثر تاثيرا . وهذا امر يعرفه الجميع واولهم الصدر نفسه اذ اضطر الى تغيير موقفه الرافض لمنح ولاية ثانية لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي بعد انتخابات 2010
الظروف الان مختلفة والصدر اقوى من 2010 ولكن اولويات ايران حاضرة بل وظرفها اكثر حرجا وهو لا يسمح بكثير من التساهل في الساحة العراقية.
ايران لن تسمح بان تكون نتائج الانتخابات العراقية في المحصلة خسارة لها. والصدر، كما قلنا سابقا ، ليس عدوا لايران ولن يشارك في جهد يضعفها استراتيجيا .
لكن الجميع يريد تعزيز المواقع على اكثر من مستوى :
الاول هو عملية تشكيل الحكومة التي يريد الصدر ان يكون له المركز الاول في قيادتها سواء جاءت برئاسة مصطفى الكاظمي او غيره بينما يريد خصوم الصدر بزعامة المالكي فرض التعادل على الصدر او قلب الطاولة باهداف متاخرة.
المستوى الثاني هو جولة المباحثات بين ايران واميركا والدول الكبرى من اجل العودة الاتفاق النووي. فبايدن يريد العودة للاتفاق وايران ايضا ولكنها تريد العودة بشروطها وبضمانات لعدم تراجع اميركي اخر .
والمستوى الثالث والذي قد يكون الاهم هو ان السنوات الاربع المقبلة قد تشهد تغييرات كبيرة في القيادة في ايران وايضا القيادة الدينية الشيعية في العراق في النجف. وهي تغييرات قد تحدث اعادة توزيع لمراكز القوى و السلطة.
نقلًا عن صفحة رافد جبوري في فيس بوك