يعقد البرلمان الليبي، في وقت لاحق اليوم، جلسة عامة في طبرق، شرقي ليبيا، لحسم التعديلات على القوانين الانتخابية التي طلبتها المفوضية.
قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق، في بيان بحسب وسائل إعلام محلية، إن هيئة رئاسة مجلس النواب تدعو أعضاء المجلس لجلسة اليوم، بمقر المجلس في مدينة طبرق.
من جانبه، قال البرلماني الليبي، جبريل أوحيدة، في تصريحات صحفية، إن الجلسة سيحضرها رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، وستكون مفتوحة للتشاور والنقاش بشأن التعديلات التي طلبتها المفوضية.
بدوره، أكد عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي، وصول رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السائح إلى طبرق مع 40 نائبا من المنطقة الغربية لحضور جلسة اليوم.
وكان رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح، قال في مؤتمر صحفي أمس، إن المفوضية لا زالت تنتظر تعديلات مجلس النواب الفنية على قانوني الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مشيرًا إلى أن الأمر سيحسم خلال الأسبوع الجاري، حتى تنطلق مباشرة عملية الانتخابات.
كما أعلن السايح عن عملية نشر قوائم الناخبين المسجلين بقاعدة بيانات المفوضية، اليوم الاثنين، في مراكز الانتخاب، لإتاحة الفرصة لذوي المصلحة للطعن خلال (48) ساعة من تاريخ النشر، مهيباً بالناخبين التأكد من وجود أسمائهم في المراكز المسجلين بها استعداداَ لاستلام بطاقتهم الانتخابية في وقت لاحق.
قال رئيس المفوضية، عماد السايح، في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، “إن فتح باب الترشح للانتخابات النيابية والرئاسية سيكون حال استكمال الاستعدادات الفنية واللوجستية”.
وأضاف: “حسب تقديراتنا، سنعلن فتح باب الترشح في النصف الأول من الشهر المقبل بعد استكمال كافة الاستعدادات الفنية واللوجيستية، ولن نحيد عن التزامنا بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ولن نتساهل مع أي محاولة للنيل من سمعة المفوضية”.
وكان مصدر في المفوضية اعتبر قبل أيام أن الموعد المناسب لفتح باب الترشح هو الأول من نوفمبر، بما يمكنها من اتخاذ المراحل المرتبطة بالانتخابات بأريحية تامة وصولا لتاريخ 24 ديسمبر.
وأوضح المصدر أن “تأخير فتح باب الترشح عن الأول من نوفمبر، يعني احتمالية ترحيل موعد إجراء الانتخابات بأيام قليلة حسب المدة التي يعلن فيها باب الترشح بعد الأول من نوفمبر، وأنه في هذه الحالة ستكون الانتخابات في يناير، حال عدم وجود عوائق أخرى”.
في سياق أخر، ألقت قوة مكافحة الإرهاب في ليبيا القبض على عدد من عناصر تنظيم “داعش” بمدينة مسلاتة الواقعة شرق العاصمة طرابلس، وذلك بالتنسيق مع النائب العام، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الليبية.
وفي حين كشفت مصادر محلية، أن المقبوض عليهم 8 عناصر، هم من أبناء المدينة نفسها، وقاتلوا تحت أمرة صلاح بادي وقادة آخرين للمجموعات المسلحة منذ العملية المسماة باسم “فجر ليبيا”، ووصولا إلى مواجهة الجيش الليبي في حرب تحرير العاصمة الأخيرة، وذلك في محور عين زارة بـ”ميليشيا 01”.
ولكن انضمام هؤلاء العناصر مؤخرا إلى “داعش”، يطرح تساؤلات كثيرة حول عودة نشاطه في الغرب الليبي بشكل كبير، بعدما ظل منحصرا لفترة طويلة على مواقع جنوب البلاد، ما يبين أن للتنظيم أهداف جديدة، يرى مراقبون أن أهمها هو إفشال الانتخابات المقبلة.
ورجحت المصادر أن “الداوعش” في المنطقة الغربية يختبئون أيضا في وديان مدينة نسمة، أو في وادي ماجر ببلدية زليتن ومناطق بمدينة صبراتة، كما أنهم ينشطون في بعض المواقع بالجنوب مثل سوف الجين التابعة لبلدية سبها، لكن الجيش الليبي ينفذ هناك عملية واسعة لمكافحة الإرهابيين والمجموعات المسلحة.
وشدد المحلل السياسي الليبي أمير زروج على أن الهدف من وراء هذا الظهور هو محاولة منع عقد الانتخابات، مشيرا إلى أن الطرف الذي يسعى إلى عرقلتها هو المستفيد من عودة نشاط “داعش” في ليبيا بهذا الشكل.
وتابع زروج: “هم لا يريدون لليبيا أن تصل إلى الاستقرار، وسيفعلون أي شيء لتقديم الدليل والبرهان على ذلك، ثم يبررون الحاجة إلى تأجيل موعد الانتخابات وإغراق الشعب في الفوضى”.
ودعا المحلل السياسي إلى أن ينتبه الليبيون إلى تلك المحاولة، وأن يكون مطلبهم هو عدم التأجيل، ومحاسبة المعرقلين، وعدم السماح بترك الأصوات التي تروج إلى عدم إمكانية عقد الانتخابات.
وروجت قيادات لـتنظيم الإخوان، خلال الفترة الماضية، لصعوبة إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده، في حين يسعى رئيس مجلس الدولة الإخواني، خالد المشري إلى عرقلتها بشتى الطرق، وآخر ما فعله في هذا السياق هو إرساله خطاب، يحمل طابع التهديد، إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لكي لا تعتمد قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الصادرة مؤخرا عن مجلس النواب.
وسبق أن صدرت تحذيرات من عودة نشاط التنظيم بشكل واسع في المنطقة الغربية، حيث قال عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الليبي، علي التكبالي، إن الدواعش يتواجدون في منطقة الخطاطبة بصبراتة وفي الزاوية، ويتجولون ليلا ونهارا بسياراتهم المصفحة، التي ترفع عليها أعلاما سوداء، وهم يحملون بنادق الكلاشينكوف والمسدسات، وحتى رشاشات بعيدة المدى، مؤكدا أن الميليشيات تحميهم وتزودوهم باحتياجاتهم، وهم يمتهنون الخطف والسطو والتهريب.
كما تحدث تقرير “مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية”، الصادر عن مؤسسة “ماعت” في القاهرة يوليو الماضي، عن المحاور الرئيسية لاستراتيجية داعش في ليبيا، إذ “يبحث عن نقاط ارتكاز بديلة في ليبيا”، بعد أن وضع قدما في جنوب البلاد، معلنا عن هذا الوجود بتفجير استهدف به رجال الشرطة في مدينة سبها يونيو الماضي، مستغلا الثغرات الناجمة عن عدم توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.