عقوبات واشنطن على عناصر حزب الله اللبناني.. ردع وعقاب يستهدف إيران
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على ثلاثة مسؤولين في حزب الله اللبنان، منهم اثنين من أعضاء مجلس النواب ومسؤول أمني ينسق بين الحزب والأجهزة الأمنية.
ذهب البعض أن العقوبات تعكس استراتيجية أمريكية تهدف إلى مزيد من التصعيد ضد حزب الله في لبنان من خلال دفع الحكومة اللبنانية إلى قطع اتصالاتها بالحزب، بينما يرى آخرون أن العقوبات ما هي إلا امتداد للعقوبات المتزايدة ضد إيران.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان إن هذه الخطوة جاءت ضمن جهود الولايات المتحدة للتصدي “للتأثير الضار” لحزب الله المدعوم من إيران في لبنان.
تأثير مضر
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: “إن المسؤولين الثلاثة استغلوا مناصبهم لتهريب سلع محظورة إلى لبنان والضغط على المؤسسات المالية اللبنانية لمساعدة حزب الله وتقويض المؤسسات اللبنانية وتفادي العقوبات الأمريكية على داعمي وممولي حزب الله اللبناني”.
وهذه هي المرة الأولى التي يدرج فيها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية أعضاء في البرلمان اللبناني على قائمة العقوبات التي تستهدف أشخاصاً تتهمهم واشنطن بتقديم الدعم لمنظمات إرهابية.
مسؤولون حزب الله اللبناني
قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن العقوبات الأمريكية على مسؤولين في حزب الله اعتداء على البرلمان وعلى كل لبنان.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على ثلاثة مسؤولين في الحزب منهم اثنان من أعضاء مجلس النواب ومسؤول أمني ينسق بين حزب الله والأجهزة الأمنية.
لبنان بين واشنطن وإيران
يقول الكاتب والمحلل السياسي جوني منير في صحيفة “الجمهورية” اللبنانية إن الهدف من تلك العقوبات “هو ردع النفوذ الكبير الذي حَظي به حزب الله بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. لكنها خطوة ضغط معنوية، ما يعني أنّ واشنطن ترفع مستوى ضغطها في لبنان وفق مسار حَذر ومدروس ووفق درجة واحدة لا أكثر. فهدفها أن تحاكي إيران مع تمسّكها بالاستقرار الداخلي اللبناني”.
يرى خير الله أن العقوبات الأمريكية الأخيرة ليست موجهة إلى لبنان، بل إلى إيران، ويقول: “المقلق أيضا أن العقوبات الأمريكية تشير إلى مدى جدّية إدارة دونالد ترامب في الذهاب إلى أبعد حدود في عزل إيران”.
ويرى وليد شقير في “الحياة” اللندنية أن العقوبات الأمريكية الجديدة “قد لا تضيف جديداً على المنحى التصاعدي لاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الله، بصفته أحد أذرع طهران في تمددها الإقليمي منذ سنوات”.
“فإن أهمية استهداف نواب في البرلمان تعود إلى رمزيته من جهة، وإلى بعده السياسي من جهة ثانية. العقوبات تطال أشخاصا في قلب المؤسسات اللبنانية، وهي امتداد لتصاعد العقوبات على إيران والحرس الثوري، التي تَعدُ إدارة دونالد ترامب بالمزيد منها. لكن اللافت في القرارات الأخيرة هو دعوة وزارة الخزانة الأمريكية الحكومة اللبنانية إلى قطع اتصالاتها بحزب الله، على رغم معرفتها باستحالة ذلك كونه جزءا منها”.
يقول جويس كرم في موقع “ميدل إيست أونلاين” إن العقوبات “تحمل تداعيات ورسائل للداخل والخارج”
- الرسالة الأولى: التي أرادت واشنطن توجيهها هي للبنان ولحلفاء حزب الله قبل الحزب نفسه، بإنذارهم بأن الغطاء السياسي فقد صلاحيته وأن المنطقة الرمادية التي تحيط علاقة حزب الله بالدولة والأجهزة الأمنية اللبنانية مرفوضة من إدارة دونالد ترامب”.
- الرسالة الثانية: هي للأوروبيين، بأنه لا تمايز في قراءة واشنطن بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله”.
- الرسالة الثالثة: فهي لإيران، بأن رفع التخصيب وتحريك أذرع الحرس الثوري الإيراني لن يوقف العقوبات بل سيضاعفها. عقوبات ترامب ضد حزب الله تبني على قلق الأوروبيين من إيران وعلى مؤشرات روسية للتعاون تحت الطاولة في سوريا بهدف كبح طهران”.
المسؤولون الثلاثة
أمين شري
قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن البرلماني اللبناني أمين شري استغل نفوذه للضغط على المؤسسات المالية للدولة لمساعدة حزب الله في الحد من تأثير العقوبات الأمريكية، وأضح البيان أن لشري علاقات باللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
محمد حسن رعد
وقال البيان أن البرلماني محمد حسن رعد انتخب رئيسا لكتلة نواب حزب الله في البرلمان (مجلس الشورى) لتنفيذ أجندة الجماعة، والتقى عام 2017 برجلي الأعمال التابعين لحزب الله أدهم طباجة وحسين علي فاعور، اللذين فرضت عليهما الولايات المتحدة عقوبات في عام 2015، لضمان استمرار تمويل الحزب رغم العقوبات
وفيق صفا
وأوضح البيان أن وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله صفا استغل موانئ لبنان ومعابره الحدودية في عمليات التهريب التي شملت المخدرات والسلاح وتسهيل سفر أعضاء الجماعة؛ وهو يتولى التنسيق بين حزب الله والمؤسسات الأمنية اللبنانية والدولية منذ عام 1987
وبموجب قرار وزارة الخزانة الأمريكية فإنه يحظر على المواطنين الأمريكيين التعامل مع الشخصيات الثلاثة، ويتم تجميد أي أصول تابعة لهم في الولايات المتحدة، كما يحد أيضا من قدرتهم على الاستفادة من النظام المالي الأمريكي.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: “نبعث برسالة تقول إن على بقية أعضاء الحكومة اللبنانية وقف التعامل مع هؤلاء الأشخاص الذين أدرجناهم على قائمة العقوبات”.