بعد الاتهامات بـ القتل.. حكاية القمة الأمريكية الروسية الجامعة بين بايدن وبوتين
بدأت منذ قليل أعمال القمة الروسية الأمريكية، بين الرئيسين بوتين، وجو بايدن، ومن المتوقع أن تشهد هذه القمة العديد مناقشة العديد من الملفات، إلا أن خلف هذه القمة تصريحات واتهامات متبادلة بين البلدين، فما تفاصيل ما جرى قبل هذا اللقاء؟
في مارس الماضي، تبادل الرئيسان الأمريكي، جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، اتهامات بالقتل في تصريحات إعلامية، أحدث ضجة كبيرة.
في البداية وصف الرئيس الأمريكي- المنتخب للتو وقتها- جو بايدن، نظيره الروسي بالقاتل، وفي المقابلة نفسها، التي أجريت مع المذيع الشهير جورج ستيفانوبولوس، في تلفزيون “إيه بي سي” الأمريكي، قال إن بوتين سيدفع “ثمن” التدخل في الانتخابات الأمريكية عامي 2016 و2020.
وبعد انطلاق الاتهام الأول، علق بوتين على الاتهام قائلًا، إن القاتل من يصف الآخر بذلك، مضيفًا أنه دائما ما نرى مواصفتنا في شخص آخر ونعتقد أنه مثلنا.
هل تتدهور العلاقات الأمريكية الروسية؟ وما مصير مصلحة البلاد؟
ورغم تصريحات بايدن- بوتين، الإعلامية، إلا أن بوتين شدد في اللقاء نفسه الذي علق فيه على الاتهام، على أن بلاده لن تقطع علاقاتها بواشنطن، بل ستعمل على ما يصب في مصلحة بلاده.
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن تصريحات الرئيس الأمريكي سيئة جداً، ومن الواضح أنه لا يريد تحسين العلاقات مع بلدنا”، مضيفاً من هذا المبدأ سننطلق من الآن فصاعداً.
لكن موسكو، استدعت سفيرها في واشنطن لإجراء مشاورات حول سبل تصحيح العلاقات الروسية-الأمريكية” بحسب ما أعلنت السفارة الروسية في الولايات المتحدة.
وقالت السفارة إن التصريحات المتهورة لمسؤولين أمريكيين يمكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقات التي تشهد خلافا كبيرا أساسا.
هل تستدعي الخارجية الأمريكية ممثلها من موسكو؟
الخارجية الأمريكية، أكدت أنها لا تعتزم استدعاء ممثلها من موسكو، فيما قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية إن استدعاء سفير هو أمر نادر في الدبلوماسية الروسية مضيفة أنها لا تذكر أنه تم القيام بمثل هذه الخطوة.
وفي أبريل الماضي،فرضت الولايات المتحدة عقوبات واسعة على روسيا، تشمل إجراءات تستهدف 32 شخصا وكيانا وتطبيق حظر على شراء سندات الحكومة الروسية بدءا من 14 يونيو وطرد 10 دبلوماسيين روس، لترد موسكو لاحقا على هذه الإجراءات بطرد 10 دبلوماسيين أمريكيين وخطوات أخرى.
القمة الأمريكية الروسية هل تحد من الأجواء الملتهبة؟
في اتصال هاتفي جمع بين الرئيس الأمريكي، ونظيره الروسي في 16 أبريل 2021، اقترح بايدن على بوتين، عقد قمة ثنائية هذا الصيف في أوروبا لمناقشة كامل دائرة الخلافات بين البلدين، بينما أكدت موسكو وواشنطن لاحقا مناقشتهما التحضير للاجتماع.
وفي 4 مايو الماضي، أعلن بايدن، أنه يأمل في عقد لقاء مباشر مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوروبا خلال شهر يونيو.
وقال بايدن، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، ردا على سؤال حول ما إذا كان يقترح عقد لقاء مع بوتين خلال جولته إلى أوروبا للمشاركة في قمتين للناتو ودول مجموعة “G7” في شهر يونيو، إن هذا ما يأمله ويتوقعه.
بعد ذلك بأيام، وتحديدًا في 7 مايو الماضي، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يتوقع أن يتمكن من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبا، فيما العمل مستمر على تحديد مكان وزمان هذا اللقاء.
وقال بايدن أنا متأكد من أنه يمكننا القيام بذلك، لكن الآن لا يوجد وقت محدد أو مكان محدد، نحن نعمل على ذلك.
موعد ومكان القمة الأمريكية الروسية!
في 25 مايو الماضي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في بيان لها إن الرئيسين سيلتقيان في جنيف السويسرية في يونيو 2021، وسيناقش الزعيمان عددا كبيرا من القضايا الملحة، في إطار السعي لاستعادة الثقة والاستقرار في العلاقات الأمريكية-الروسية.
فيما أكد الكرملين، في بيان له تزامنًا مع تصريحات ساكي، إن روسيا تطلع لمناقشة الأوضاع الخاصة بتطورات العلاقات، ومشاكل الاستقرار الاستراتيجي بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالأجندة الدولية بما في ذلك الاستجابة لجائحة فيروس كورونا وتسوية الصراعات الإقليمية.
تفاصيل القمة الثنائية الأمريكية الروسية المرتقبة؟
في الأول من يونيو الجاري، أعلنت روسيا، رغم التصريحات المتبادلة التي تعكس روحًا إيجابية، أنها لا تتوقع اختراقًا دبلوماسيًا خلال القمة بين الرئيسين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر صحفي افتراضي، إنه لا أوهام لدى بلاده، ولا محاولة لإعطاء الانطباع بأنه سيتحقق اختراق، أو تتخذ قرارات تاريخية تؤدي إلى تغييرات أساسية.
ورغم تصريحات الخارجية الروسية، إلا أن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، أكد أن لقاء الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن، فرصة لمناقشة القضايا المعقدة بين البلدين.
وقال إن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة والدول الأوروبية، تدهورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.
فيما نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن القمة لن تشهد حديثا، عن إعادة العلاقات لوضعها السابق.
وأشار بيسكوف، إلى أن روسيا لم تمر بأفضل الخبرات خلال المحاولات السابقة لإعادة العلاقات لوضعها السابق مع الولايات المتحدة.
استعداد منذ 50 عامًا
وفي 9 يونيو، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض إنه بعد عقود في مجلس الشيوخ وثماني سنوات كنائب للرئيس في عهد باراك أوباما، قام بايدن بواجبه، مضيفة أنه كان يستعد منذ 50 عاما، في إشارة إلى أول رحلة خارجية له بعد توليه الرئاسة، والتي ستشهد القمة المنشودة.
بينما قال بايدن في مقال رأي نشره عبر صحيفة “واشنطن بوست”، إنه “يغادر إلى أوروبا في أول رحلة خارجية خلال رئاسته، حيث تدور الرحلة حول إدراك التزام أمريكا المتجدد تجاه حلفائها وإثبات أن الديمقراطيات يمكنها مواجهة التحديات وردع تهديدات هذا العصر الجديد.
موضوعات القمة الثنائية الأمريكية الروسية
بحسب الخدمة الصحفية للرئاسة الروسية، سيناقش بوتين وبايدن، آفاق العلاقات الروسية-الأمريكية، ومسائل الاستقرار الاستراتيجي والقضايا العالمية الملحة، بما في ذلك مكافحة جائحة فيروس كورونا وسبل حل النزاعات الإقليمية.
إقبال صحفي على القمة الأمريكية الروسية
وتشهد القمة المرتقبة إقبالا صحفيًا، وقال المتحدث باسم الخارجية السويسرية، بيير آلان، إن أكثر من ألف صحفي قدموا طلبات، مؤكدًا أن خدمة المعلومات بوزارة الخارجية السويسرية تواصل التحقق من المعلومات المقدمة من أجل استكمال عملية الاعتماد في أقرب وقت ممكن.
ووفقًا لوزارة الخارجية السويسرية، سيعمل المركز الإعلامي في مركز المؤتمرات الدولي بجنيف في الفترة من 14 إلى 17 يونيو، وللوصول إلى المنشأة، سيتعين على العاملين في وسائل الإعلام تقديم إما شهادة التطعيم بلقاحات معتمدة من سويسرا أو الاتحاد الأوروبي أو منظمة الصحة العالمية، أو اختبار “بي سي آر” سلبي أو دليل على التعافي من فيروس كورونا.
نصائح ترامب حول القمة الأمريكية الروسية
لم يخل الحديث عن القمة من سخرية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ونصائحه، فتمنى لبايدن حظًا سعيدًا في محادثاته مع بوتين، وخلال بيان له نصح بايدن بإلا يغفو خلال الاجتماع، وأن ينقل أطيب التمنيات للرئيس الروسي.
كما نصح ترامب، خلفه جو بايدن، قبل لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن يفعل ما بإمكانه لينال احترام روسيا، مشيرًا إلى أنه عندما كان رئيسا، استطاع أن يعقد اجتماعا ممتازا ومثمرا في العاصمة الفنلندية هلسنكي مع الرئيس الروسي، حسب قوله.
وأضاف أنه بالرغم من الأخبار الكاذبة التي صدرت لاحقا حول هذا اللقاء، الولايات المتحدة نالت الكثير، بما فيه احترام الرئيس بوتين وروسيا.