إلغاء “الغناء” في مهرجان بابل يثير جدلًا واسعًا
احتدم الجدل في الأوساط الشعبية العراقية، عقب قرار محافظ بابل، حسن المنديل، إلغاء الفعاليات الغنائية في مهرجان بابل الدولي، المقرر إقامته اليوم الخميس، ويمتد حتى عدة أيام.
وكان قد وصل إلى العاصمة بغداد، خلال الأيام الماضية، عدة نجوم، سيشاركون في المهرجان، مثل الفنانة شمس الكويتية والنجمة شذى حسون، على أمل وصول المشاركين الآخرين.
وكان من المقرر، أيضا أن تشارك النجمة نوال الزغبي والفنان صلاح حسن وماهر أحمد، فضلاً عن حاتم العراقي ورحمة رياض وحسام الرسام وآخرون.
ولكن جاء قرار مفاجئ، من محافظ بابل حسن منديل، بإلغاء الفعاليات الغنائية في مهرجان بابل، بداعي الاستجابة لضغوط من جهات دينية.
ومن جانبهم، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة وجهت اللجنة العليا لمهرجان بابل، الشركات الراعية للمهرجان، تقضي بإلغاء الفقرات الغنائية، استجابة لطلبات ومناشدات “طلبة العلوم الدينية وشخصيات اجتماعية”.
بدوره، قال مدير مهرجان بابل الدولي، أحمد الربيعي، إنه ” لا أحد سيتمكن من عرقلة فعاليات المهرجان”.
وأضاف الربيعي، في تعليق له، أن “هناك تهديدات من قبل عدة جهات اجتماعية وطلبة العلوم الدينية وصلت للمحافظ بقطع الطرق نحو مكان المدينة الأثرية وموقع المهرجان إذا أجريت الفعاليات الغنائية لكون محافظة بابل هي مدينة الإمام الحسن”، مبينًا أن “الطلب جاء مستدلًا بالقدسية التي تحتويها المحافظة بمراقدها الدينية”.
وأضاف أن “المحافظ أصدر توجيهه كإخلاء للمسؤولية وإجراء روتيني استجابة لطلب شريحة معينة، مؤكدًا أن “الجهات الراعية والاممية والدولية المسؤولة عن المهرجان رفضت ذلك رفضًا قاطعًا”.
كما أكد مدير المهرجان أن “الجهات الدولية اعتبرت أن لا سلطة للحكومة المحلية على المهرجان وهو يجري ضمن مكان مدرج دوليًا على لائحة التراث ولا يمكن لأي جهة التصرف بمثل هكذا تصرفات تمس سمعة المدينة الأثرية والقرار الدولي بإدراجها على اللائحة العالمية”.
وتتضمن فعاليات المهرجان، مشاركة فنانين عرب وعراقيين وفرق شعبية عربية وأجنبية، إلى جانب فعاليات عرض الأزياء البابلي والعزف والرسم الحر وفعاليات الطيران الشراعي والمناطيد والدبكات العربية والكردية فضلا عن فعاليات ثقافية وادبية وفنية أخرى.
ومهرجان بابل الدولي، هو مهرجان سنوي يتم إقامته على مدرجات مدينة بابل الأثرية في محافظة بابل وسط العراق انطلقت فعالياته أول مرة عام 1987م. يتم خلاله استضافة العديد من الفرق العراقية والأجنبية التي تقوم بعروض فنية وموسيقية متنوعة ضمن فترة المهرجان كان يديره نقيب الفنانين العراقيين الأسبق داود القيسي.
توقفت فعاليات المهرجان منذ عام 2003م على إثر حرب العراق والتدهور الأمني الذي اعقبها لكن تم استئناف فعاليات المهرجان. جذب هذا المهرجان الكثير من المشاركات من كل انحاء العالم ليقدموا انواع الموسيقى كالموسيقى الشعبية، والاوبرا والبالة وأشهر الكتاب لمناقشة وقراءة كتبهم وكان هناك الكثير من المحاضرات والندوات تقام على نطاق واسع من الثقافة والأدب والفن والمواضيع الاثرية.
ومن المقرر أن يشهد المهرجان خلال أيامه الخمسة، مشاركة لمختلف الفرق الموسيقية المحلية، ومنها: “الخشابة البصرية والفرقة الكردية وفرقة الرمادي للجوبي”.
وعلى مستوى الدول العربية، ستشارك فرقة الفنون اللبنانية والفرقة المصرية والفرقة الأردنية والسورية في العديد من الحفلات.
كما ستقيم الفرقة الشعبية التركية والفرقة الروسية والفرقة الهندية حفلات خلال أيام مهرجان بابل، إلى جانب مشاركة فرقة الفلامنغو الإسبانية.
ودائما ما تواجه الفعاليات المدنية، والاجتماعية، في العراق، رفضاً من جهات تدعي أنها تمثل المجتمع الديني، أو أجواء الحوزات العلمية والمراجع، غير أن المراجع المعتبرين لا يعترضون على إقامة تلك التجمعات.
ورفض ناشطون ومدوّنون، هذا الاتجاه، واعتبروه محاولة لإضافة صبغة دينية على المدن التراثية.
ومن جانبه، يرى الناشط العراقي واثق المياحي أن “اعتراض تلك المجاميع والجهات لا يتعلق بالدين، وإنما هناك قلق من تلك الجهات على الانفتاح العراقي الحاصل، تجاه المجتمعات العربية، والتوأمة الحاصلة والتعاون المشترك بشكل متكرر، والزيارات المتبادلة من قبل مسؤولين في دول الجوار إلى البلاد، وهو ما يعارض مشروعهم الرامي إلى عزل العراق عن المجتمع العربي والدولي”.
وأضاف المياحي أن “المجتمع العراقي الأصيل لا يعترض على تلك الفعاليات، وإنما نشاهد هناك بعض الشخصيات غير المعروفة أصلاً تبدي، اعتراضها على كل النشاطات التي تقيمها وزارة الثقافة، حتى فعاليات السينما والمسرح”.
أخبار أخرى: مهرجان بابل الدولي
افتتاح مهرجان بابل الدولي بمشاركة 50 دولة عربية وعالمية
يستعد الفنان حاتم العراقي، لإحياء أولى حفلات مهرجان بابل الدولي، مساء اليوم الخميس الموافق 28 أكتوبر 2021.
وكان قد أكد العراقي، عبر حساباته في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي الخاصة سعادته بالعودة إلى هذا المهرجان العريق في وطنه العراقي، وقال: “قريبًا بعد غياب طويل نلتقي في أحضان وطننا الغالي العراق الحبيب في مهد الحضارات بابل الحبيبة، في حفل افتتاح مهرجان بابل الدولي يوم الخميس”.
وأوضح حاتم العراقي، أنه بدأ من الآن الاستعداد للحفل برفقة فرقته الموسيقية التي ستضم أهم العازفين والموسيقيين في العراق، متضمنًا برنامجه أغنيات متعددة من أرشيفه وجديده الناجح جدًا، مع إعداده لعدد من الأغنيات التي سيقدمها لأول مرة في هذا المهرجان الذي يعتز بالمشاركة به.
مهرجان بابل
ومهرجان بابل الدولي هو مهرجان سنوي يتم إقامته على مدرجات مدينة بابل الأثرية في محافظة بابل وسط العراق، وقد انطلقت فعالياته أول مرة عام 1987م، يتم خلاله استضافة العديد من الفرق العراقية والأجنبية التي تقوم بعروض فنية وموسيقية متنوعة ضمن فترة المهرجان كان يديره نقيب الفنانين العراقيين الأسبق داود القيسي.
ويشارك بالمهرجان هذا العام أكثر من 50 دولة عربية وعالمية، المقرر انطلاقه يوم 28 أكتوبر الجاري.