وأعفى البرهان كذلك السفير إبراهيم بشري في رئاسة وزارة الخارجية والسفير حيدر البدوي مدير إدارة البحوث في وزارة الخارجية، والسفير حمد حسين يوسف مندوب السودان في الأمم المتحدة والوزير المفوض خضر أحمد إبراهيم في سفارة السودان بالإمارات.
رفض سفراء السودان
ويأتي ذلك بعد أن عبر عدد من سفراء السودان في الخارج عن رفضهم لسيطرة العسكريين على السلطة في الخرطوم.
وكانت صفحة وزارة الثقافة والإعلام بالحكومة المنحلة، نشرت بيانا من هؤلاء السفراء جاء فيه أنهم يدينون ما وصفوه بالانقلاب العسكري على الثورة، وانحيازهم إلى ما وصفوه بمقاومة الشعب.
وقالت مصادر اجتمعت مع رئيس الوزراء السوداني المخلوع، الجمعة، إن عبدالله حمدوك الذي أطاح به الجيش السوداني هذا الأسبوع مستعد للتفاوض بشأن تشكيل حكومة جديدة شريطة أن يتراجع الجيش عن انقلابه ويفرج عن المعتقلين.
وفي تصريحات بثت، الخميس الماضي، ترك قائد الانقلاب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الباب مفتوحا على ما يبدو أمام حمدوك لتولي حكومة جديدة قائلا إن حمدوك سيكون له مطلق الحرية في تشكيل الحكومة.
وذكرت المصادر التي التقت مع حمدوك إنه يرغب في الحوار لكن بشرط عودة الأمور إلى ما كانت عليه عشية انقلاب الاثنين الذي أخرج عملية انتقال السودان نحو الديمقراطية عن مسارها بعد عقود من الحكم الشمولي.
وقالت المصادر إن المواقف المتضاربة تشير إلى صعوبة التوصل سريعا إلى اتفاق ينهي الأزمة إذ قال الجيش للوسطاء إنه لن يفرج سوى عن المحتجزين الذين لا يواجهون اتهامات جنائية في تكرار لتصريحات أدلى بها البرهان هذا الأسبوع.
وعلقت دول غربية مساعدات بمئات الملايين من الدولارات التي تشتد حاجة السودان إليها منذ قيام البرهان بحلّ حكومة حمدوك واعتقال عدد من الوزراء. وطالبت تلك الدول بعودة الحكومة ذات القيادة المدنية.
ودعا معارضو انقلاب هذا الأسبوع إلى مظاهرات حاشدة غدا السبت تحت شعار “ارحلوا”.. وقتل ما لا يقل عن 11 محتجا في اشتباكات مع قوات الأمن هذا الأسبوع. ويقول السكان إنهم يخشون من التعرض لحملة قمع شاملة.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن الاحتجاجات ستكون اختبارا لنوايا الجيش لما هو قادم وحث الجيش على الامتناع عن استخدام العنف ضد المحتجين.
وقال المسؤول الذي تحدث للصحفيين طالبا عدم نشر اسمه إن واشنطن أبدت ارتياحها للسماح لحمدوك بالعودة إلى منزله، لكنه أضاف أن هذا لا يكفي لأنه لا يزال رهن الإقامة الجبرية ولا يمكنه مواصلة عمله.
وظهرت العديد من جهود الوساطة، الجمعة، بينها وساطة مصرية ولكن دون أي دلالة على إحراز تقدم.
وفي الخرطوم، تشكلت لجنة من الشخصيات الوطنية للقيام بجهود الوساطة حسبما قال عضو باللجنة لرويترز. وأضاف العضو أن اللجنة عقدت اجتماعات مع الجيش والمدنيين.
لكن دبلوماسيا غربيا قال إنه سيكون من الصعب على المواطنين القبول بتسوية تؤدي إلى العودة للوضع الذي كان سائدا قبل الانقلاب.
وأضاف “قد يكون ذلك المخرج المعقول وربما المخرج الوحيد الذي لا ينطوي على مستوى أعلى من العنف. ولكن هل سيستمر ويحظى بالقبول؟ اعتقادي الشخصي لا في كلتا الحالتين”.
وقال دبلوماسي أوروبي أيضا إن الدول الغربية لا تتطلع للتعامل مع الجيش أو التوسط في أي مفاوضات حتى يتم إطلاق سراح المعتقلين وأن يظهر الجيش التزاما بتقاسم السلطة على النحو المنصوص عليه في الإعلان الدستوري الانتقالي.
وكان من المفترض أن تؤدي عملية الانتقال للديمقراطية إلى إجراء انتخابات في عام 2023 بعد الإطاحة بحكم عمر البشير قبل عامين. ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إعادة الحكم المدني.
وقال البرهان في خطاب ألقاه الخميس إن حمدوك عرضت عليه فرصة العودة كرئيس للوزراء.
وقال وزير في حكومة حمدوك المخلوعة طلب عدم الكشف عن هويته إن أعضاء الحكومة لا يعارضون التنحي جانبا لتشكيل حكومة جديدة شريطة أن يقودها ويختارها حمدوك وأن يتم استعادة الاتفاق الانتقالي بالكامل.
وقال البرهان إنه أطاح بالحكومة لتجنب حرب أهلية بعد أن أجج سياسيون مدنيون العداء للقوات المسلحة. ويقول إنه لا يزال ملتزما بالتحول الديمقراطي بما في ذلك الانتخابات بحلول عام 2023 لكنه يفضل حكومة تستبعد السياسيين الحزبيين.
وذكر في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك) نشرت اليوم الجمعة إن الحكومة الجديدة سيقودها تكنوقراط وأضاف “لن نتدخل في اختيار الوزراء”.
وقال البرهان “سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني ولن نتدخل فيمن يختاره”.
وأضاف أنه سيتم تعيين أعضاء جدد في مجلس السيادة وهو هيئة مدنية عسكرية حلها البرهان أيضا.
ومنذ أن أصبح القائد الفعلي للبلاد في عام 2019 أقام البرهان علاقات جيدة مع مصر والسعودية والإمارات.