أسيا والمحيط الهادئ ترحب بطلب الإمارات استضافة “COP28”
أيدت كلا من مجموعة آسيا والمحيط الهادئ طلب الإمارات استضافة مؤتمر الدول الأطراف COP28 في عام 2023.
يأتي هذا فيما قال ملك المغرب، الملك محمد السادس، إنه مع تواتر تقارير خبراء المناخ، يتأكد للجميع أن التوقعات الأكثر قتامة أصبحت واقعا مريرا، ويضع البشرية أمام خيارين، إما الاستسلام للتقاعس المدمر للذات، أو الانخراط بصدق وعزيمة في إجراءات عملية وسريعة، قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المسار الحالي الذي أثبت عدم فعاليته.
جاء ذلك في خطاب وجهه الملك محمد السادس، إلى المشاركين في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 26″، التي افتتحت أشغالها اليوم الاثنين بغلاسغو في سكوتلاندا، وهو الخطاب الذي تلاه عزيز أخنوش رئيس الحكومة.
وأوضح الملك أن الاستجابة العالمية لتهديد وباء “كوفيد 19″، كشفت عن مقومات كانت توصف بغير المتاحة لدعم مكافحة التغيرات المناخية.
حيث تمكنت مجموعة من الدول التي تقع على عاتقها المسؤولية التاريخية والأخلاقية على تدهور الوضع البيئي الحالي، من تخصيص موارد تمويلية هائلة.
وأشار إلى أن تلك الدول أبانت أن تخفيف أنشطتها المضرة بالمناخ والبيئة ممكن، دون أن يكون لذلك نتائج لا يمكن تحملها، مهنئا المملكة المتحدة على جهودها لإنجاح تنظيم ورئاسة “كوب 26″، معتبرا أنه مناسبة لتقوية التزامنا الجماعي بمكافحة المخاطر الكبيرة التي تهدد مستقبل البشرية.
وأضاف: “الأكيد أننا في حاجة ملحة لإرادة سياسية حقيقية، والتزام أكثر إنصافا تجاه فئة واسعة من البشرية، تتحمل تبعات نظام اقتصادي عالمي لا تستفيد بشكل عادل من منافعه. فضعف التمويل والدعم التكنولوجي، بالنظر للضرر المناخي الذي تتحمله إفريقيا، هو تجسيد صارخ لقصور المنظومة الدولية الحالية”.
ولفت الملك إلى أمله في أن تتمكن هذه الدورة، من تحفيز ذكاء جماعي عالمي، يؤسس لمجتمع إنساني مستدام ومتضامن، يعلي قيم الإنصاف والعيش المشترك، وفق تعبيره.
واعتبر أنه انطلاقا من هذه القناعة الراسخة، يعزز المغرب التزامه متعدد الأبعاد بقضايا المناخ، من خلال رفع طموح مساهمته المحددة وطنيا لتخفيض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45.5٪ بحلول عام 2030، وذلك ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية منخفضة الكربون في أفق 2050.
وشدد على أن هذه الاستراتيجية المتكاملة تهدف إلى الانتقال إلى اقتصاد أخضر ينسجم مع أهداف الاستدامة، وتعزيز قدرة الصمود والتكيف وحماية البيئة، التي يقوم عليها النموذج التنموي الجديد للمملكة. وبنفس العزم،
يضيف الملك، يعزز المغرب انخراطه، إلى جانب البلدان الإفريقية الشقيقة، لمواجهة التداعيات المدمرة للتغيرات المناخية، من خلال المبادرات التي أطلقها لتكيف الزراعة والأمن والاستقرار والولوج إلى الطاقة المستدامة، وكذا اللجان المناخية الإفريقية الثلاث، التي انبثقت عن “قمة العمل الإفريقية” المنعقدة في نونبر 2016 بمراكش.
ويرى الملك أن التغييرات الواجب اتخاذها، للحد من استفحال تداعيات أزمة المناخ أصبحت معروفة، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل مترددا؛ بل يجب المضي قدما لتفعيل حلول ملموسة بأجندة تنفيذ محددة، مدعومة بإرادة سياسية قوية لتغيير المسار المقلق الذي يتجه إليه العالم. وفي ختام خطابه الذي تلاه عزيز أخنوش،
دعا الملك محمد السادس إلى صحوة الضمير العالمي، وإلى الالتزام الجماعي والمسؤول، لمواجهة التغيرات المناخية، من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.