اتحاد الشغل: لا رؤية لمستقبل تونس دون الأحزاب والمجتمع المدني
أبدى الاتحاد العام التونسي للشغل التونسي، وهو من أكبر المنظمات الوطنية في البلاد، رفضه لإقصاء الأحزاب من الحياة السياسية، واختلافه مع رؤية رئيس الجمهورية قيس سعيد، بشأن الحوار الوطني وسبل الخروج من هذه المرحلة، فيما وجه سعيد، الحكومة بإحداث منصات للتواصل الافتراضي في كل مناطق البلاد؛ لتمكين الشباب، وكل فئات الشعب من المشاركة في حوار وطني حقيقي لصياغة مستقبل البلاد.
كما انتقض اتحاد الشغل فكرة «اللجان الشعبية» القريبة من مشروع الرئيس السياسي. ويعتبر المناوئون لها أن هناك هدفاً يرمي إلى تحجيم دور الأحزاب في الحكم كما تعلي من سلطة الجهات المحلية.
وبدأ البعض من أنصار الرئيس بتنظيم حملات تفسيرية لبسط هذه الأفكار الجديدة في تونس.
وأشار الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي، أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية إلا بوجود الأحزاب والفيصل هو صندوق الانتخابات حسب ما تقرره إرادة الشعب.
وقال خلال تجمع عمالي ونقابي أنه يرفض رفضاً قطعياً العمل بما أسماه «اللجان الشعبية»، مضيفاً أنه لا أحد بإمكانه رسم مستقبل تونس بمفرده خارج إطار المنظمة الشغيلة، في إشارة إلى غياب «التشاركية» بشأن مناقشة الإصلاحات في سياسة الرئيس قيس سعيد.
وينتظر فيه الجميع بما في ذلك المنظمات والأحزاب شكل الحوار الوطني الذي لمح له الرئيس سعيّد وتعهد بإطلاقه تحت ضغط الشركاء الدوليين لتونس ومن بينهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تحدث الرئيس سعيّد، عن شكل آخر مختلف للحوار.
وبحسب ما أشار إليه سعيّد، فإن الحوار يتوجه لأن يكون مع الشعب ومع ممثلي الشباب في الجهات عبر وسائط ومنصات رقمية دون أي إشارة إلى الأحزاب أو المعارضين أو المجتمع المدني. وطرح هذا غموضاً في وسائل الإعلام المحلية.
وعبر الأمين العام للاتحاد، عن استغرابه من شكل الحوار الذي قدمته رئاسة الجمهورية قائلا: «كيف سيكون الحوار ما لم يتم تشريك الجميع بما في ذلك اتحاد الشغل؟».
كان سعيد قد وجه، أمس الأول، وزير تكنولوجيات الاتصال، نزار بن ناجي، بإحداث منصات للتواصل الافتراضي في كل مناطق البلاد في أقرب الآجال؛ لتمكين الشباب خصوصاً، وكل فئات الشعب التونسي عموماً، من المشاركة في حوار وطني حقيقي عبر عرض مقترحاتهم وتصوراتهم في المجالات كافة، مؤكداً في السياق ذاته، ضرورة إشراك كل التونسيين في الداخل والخارج في هذا الحوار الوطني والاستماع إليهم والانصات لمطالبهم.
و كشف استطلاع رأي يحمل اسم «البارومتر السياسي»، لشهر أكتوبر أجرته مؤسسة «سيجما كونساي» المستقلة في تونس، بالتعاون مع صحيفة «المغرب» المحلية، عن ارتفاع نسبة ثقة التونسيين في المستقبل للشهر الثالث على التوالي بنسبة 74.3%. ووفق الاستطلاع الذي نشرته الصحيفة، ارتفعت نسبة الثقة في رئيس الجمهورية إلى 77%، محرزاً بذلك تقدماً بأربع نقاط مقارنة بشهر سبتمبر الماضي. أما رئيسة الحكومة نجلاء بودن، فاحتلت المرتبة الثانية بنسبة 51%.