مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أزمات لا تنقطع.. لبنان إلى أين؟

نشر
لبنان
لبنان

ارتفعت أسعار المحروقات في لبنان بعد رفع الدعم عنها، وتحرير سعر الصرف نسبيًا، وسط أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها البلاد.

 

لبنان

طالت الأزمات الاقتصادية التي عصفت بلبنان منذ نهاية عام 2019 وحتى الآن شرائح واسعة من الشعب اللبناني، لتبدأ أزمة جديدة لارتفاع أسعار المحروقات بالبلاد.

 

وأفاد تقرير في لبنان، اليوم الأربعاء، بأن سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان ارتفع إلى 7800 ليرة، والديزل أويل صعد إلى 7700 ليرة، والغاز بلغ 10200 ليرة.

 

أصبح سعر صفيحة البنزين اليوم 95 أوكتان 304 آلاف ليرات لبنانية، وصفيحة البنزين 98 أوكتان 313 ألفا و400 ليرة لبنانية، وفقا لما ذكرته “الوكالة الوطنية للإعلام “.

 

وطبقًا للوكالة، بلغ سعر المازوت 282 ألفا و500 ليرة لبنانية، وقارورة الغاز 244 ألفا و500 ليرة لبنانية.

 

وقبل نحو أسبوعين، شهد لبنان، قفزة جنونية في أسعار المحروقات، ما شكّل صدمة لدى البلد الذي يعيش أزمة اقتصادية كبيرة أثّرت على مناحي الحياة كافة.

 

وجاءت الزيادة في أسعار المحروقات وقتها للأسبوع السادس على التوالي، ولكن بنسبة أكبر من الزيادات السابقة، إذ بلغ متوسط الزيادة في أسعار البنزين أكثر من 24% عن الأسعار المُعلنة قبل أسبوع من 20 أكتوبر الماضي.

 

وأفادت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، بأن السعر الجديد بلغ منذ أسبوعين لصفيحة (20 لتراً) البنزين الخالي من الرصاص “98 أوكتان”، سجل 312700 ليرة (206.4 دولارات وفق السعر الرسمي)، بزيادة 24.7% عن أسعار الأسبوع الماضي.

 

 

كما ارتفع سعر البنزين الخالي من الرصاص “95 أوكتان”، إلى 302700 ليرة (199.8 دولاراً)، بزيادة 24.6% عن أسعار الأسبوع الماضي.

 

أما سعر صفيحة المازوت (الديزل)، فوصلت إلى 270700 ليرة (178.7 دولاراً)، بزيادة 15% عن أسعار الأسبوع الماضي.

 

وأصدرت الوزارة بيانًا بعد إعلان الأسعار، أكدت فيه أنها تتفهم “المعاناة التي يعيشها المواطنون من جراء غلاء أسعار المشتقات النفطية وسعر صرف الدولار مما ينعكس سلباً على الدورة الاقتصادية والحياة المعيشية للمواطنين”.

 

وأوضحت أنها “ليست الجهة المتحكمة بالأسعار، إذ أن عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على تركيبة جدول الأسعار لهذه المشتقات توقيتاً ومضموناً، والجدول يخضع لآلية اعتمدت بناءً على أمرين: الأول عدم الاستقرار في اسعار الدولار داخلياً فالسعر يُحدده مصرف لبنان لاستيراد هذه المشتقات من قبل الشركات المستوردة وفق (منصة صيرفة)، والثاني ناتج عن الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمي، مما انعكس ارتفاعاً على السعر المحلي بالإضافة إلى احتساب الكِلف الإضافية كالنقل وخدمة المحطات وغيرها”.

 

 

تفاقم الأوضاع

هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار ستؤدي إلى اتخاذ قرار برفع تعرفة النقل البري.

لبنان

وقال عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، جورج براكس، في وقت سابق “إن دعم المحروقات انتهى نهائياً والجدول وُضع على أساس سعر صرف الـ20 ألف ليرة وسعر برميل النفط العالمي الذي لامس 85 دولاراً، وكل أسبوع سيتغيّر جدول تركيب الأسعار”، ولفت إلى تراجع “في استهلاك البنزين بعد ارتفاع الأسعار، وسنشهد انعكاساً سلبياً على القطاعات كافة”.

 

لبنان يشتعل مجددا بعد “انفجار البنزين”.. ووزارة الطاقة تبرّر

 

وفي رد منها على الغضب الشعبي من هذا الارتفاع للأسعار، برّرت وزارة وزارة الطاقة والمياه الأمر في بيان لها خلال الأسبوع الثالث من أكتوبر 2021، وقالت “تتفهم وزارة الطاقة والمياه المعاناة التي يعيشها المواطنون من جراء غلاء أسعار المشتقات النفطية وسعر صُرف الدولار مما ينعكس سلباً على الدورة الاقتصادية والحياة المعيشية للمواطنين”.

 

 

لبنان

ويئن لبنان تحت وطأة ظروف اقتصادية متردية وأزمة سياسية خانقة، من وقت انفجار مرفأ بيروت 2020 وهو الانفجار الضخم الذي هز العاصمة، وحدث الأنفجار على مرحلتين في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت عصر يوم الثلاثاء 4 أغسطس 2020.

 

لبنان
لبنان

لبنان قبل الانفجار، كان يمر بأزمة اقتصادية حادّة، إذ تخلفت الحكومة عن سداد الديون المترتبة عليها، وانخفض سعر صرف الليرة اللبنانية، وارتفع معدل الفقر إلى أكثر من 50%. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعباء التي خلفتها جائحة “كورونا” قد جعلت الأمر أكثر سوءٍ، فالعديد من المستشفيات في لبنان تعاني نقصًا في الإمدادات الطبية، وأصبحت شبه عاجزة عن استقبال المرضى، إضافة إلى عجزها عن دفع أجور الموظفين بسبب ما تشهده البلاد من انهيار اقتصادي، ليشهد لبنان منذ نوفمبر عام 2019 أزمة مالية واقتصادية وضعته ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية وربما إحدى أشد ثلاث أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير البنك الدولي في يونيو الماضي.

 

أحداث الطيونة

ولم يتوقف الأمر عن أزمة ارتفاع أسعار المحروقات، بل شهد محيط قصر العدل في بيروت، وتحديدا منطقة الطيونة، في 14 من أكتوبر الماضي تجمع مناصرو “حزب الله” و”حركة أمل” للتوجه نحو الاعتصام الذي يقام ضد القاضي طارق البيطار، مما أدى إلى إطلاق كثيف للنار.

لبنان

هذا وأرسل الجيش اللبناني تعزيزات كبيرة باتجاه منطقة الطيونة بعد تبادل لاطلاق النار بين مسلحين بمنطقة الطيونة.

وأسفر الحادث عن مقتل سبعة من أنصار حزب الله وحركة أمل الشيعيين.

 

ويرجع سبب هذه التظاهرات إلى أن الغرفة الأولى لدى محكمة التمييز المدنية في لبنان، رفضت أحدث شكوى مقدمة ضد قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، مما يسمح له باستئناف العمل في التحقيق.

 

وقررت الغرفة الأولى لدى ​محكمة التمييز​، عدم قبول طلب الرد الثاني المقدم من وكيلي النائبين اللبنانيين، ​علي حسن خليل​ و​غازي زعيتر​.

 

وكان القاضي طارق البيطار علق وللمرة الثالثة تحقيقه في الانفجار، بعد تبلغه دعوى تقدم بها الوزيران السابقان (علي حسن خليل​ و​غازي زعيتر​) يطلبان نقل القضية إلى قاض آخر.

 

ووجه الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، الاتهام نفسه إلى قاضي التحقيق، وقال: “القاضي مسيس ولن يصل إلى الحقيقة في تحقيق الانفجار”.

 

حيث يرى “حزب الله” و”حركة أمل”، أن قاضي التحقيقات في القضية طارق البيطار “مسيس ومتحيز” ويطالبون بعزله.

 

ويريد البيطار استجواب عدد من كبار السياسيين ومسؤولي الأمن، ومنهم حلفاء لحزب الله، بتهمة الإهمال الذي أدى إلى انفجار المرفأ الذي تسببت فيه شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم.

لبنان

 

ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين، يتعرض طارق البيطار لانتقادات سياسية، تثير غضب منظمات حقوقية وعائلات ضحايا الانفجار الذي تسبب في أغسطس عام 2020 بمقتل 214 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح.

 

وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ردا على هذا الأمر في قابلة إعلامية: “باقون في الحكومة والمعالجة الهادئة لقضية التحقيق في انفجار مرفأ لبنان جارية”، ولكنه أشار إلى أن حكومته “سلطة تنفيذية” ولا تستطيع التدخل في القضاء، مؤكدًا أنهم “ملتزمون بإجراء الانتخابات وفق المواعيد الدستورية رغم أن ما حصل اليوم غير مشجع”.

 

الأزمة الصحية بلبنان

كما انعكست تبعات هذه الأزمات التي يمر بها لبنان على قطاع الصحة، كما أثر الوضع الاقتصادي المتردي على قدرة اللبنانيين على تلقي العلاج الفعال وسط ارتفاع نسبة الإصابات بالأزمات القلبية وتفاقمها.

لبنان

 

وتشير المعلومات إلى إنه كثرت في الأشهر الأخيرة الإصابات بأمراض القلب، بلبنان وزادت أعداد الوفيات خاصة لدى شريحة الشباب الذين غالبا ما يموتون بشكل مفاجئ، الأمر الذي عزاه أطباء إلى السكتة القلبية أو الدماغية، بسبب الضغوط النفسية.

 

حيث أشارت المعلومات الى أن حوالي 600 مليون شخص أصيبوا بأمراض القلب والشرايين عالميا، وتشكل إصاباتهم 40 في المئة من أسباب الوفيات المبكرة في العالم.

 

وفي لبنان تصيب أمراض الشرايين والقلب 15 في المئة من الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 40 عاما، وتتسبب بـ37 في المئة من نسبة الوفيات المبكرة، هذا ما كشفه طبيب الأوعية الدموية والقلب، المدير الطبي لمستشفى الجعيتاوي في لبنان ناجي أبي راشد، حيث سلط الضوء على تداعيات الأزمات الأمنية والاقتصادية المتلاحقة، ومدى تأثير ذلك على صحة القلب في لبنان.

 

أزمة الكهرباء بلبنان

والتي ظهرت في يوليو الماضي، عندما أغلقت المحطتان الرئيسيتان لتوليد الطاقة في لبنان، ما أدى إلى إغراق معظم أنحاء البلاد في الظلام جراء انقطاع التيار الكهربائي شبه التام.

لبنان

وأدى الإغلاق – الناجم عن نفاد الوقود في المحطتين – إلى تفاقم الأزمة التي شهدت حصول الناس على ساعتين فقط من الكهرباء في اليوم.

وأدى نقص العملة الأجنبية إلى صعوبة دفع أجور موردي الطاقة في الخارج، وتكرر انقطاع الكهرباء في منتصف أغسطس الماضي.

 

أزمة الوقود بلبنان

بدءت تظهر أزمة الوقود في 21 أغسطس الماضي، وخاصة بعدما أعلن البنك المركزي إنه لم يعد بإمكانه دعم واردات الوقود بسعر صرف تفضيلي، الأمر الذي اعتبره الكثيرون إنهاء فعليا للدعم.

لبنان

وتلا ذلك الإعلان حالة من الذعر على نطاق واسع، مع قيام الموزعين بتقليص عمليات التسليم قبل الزيادات المتوقعة في الأسعار، واصطفاف سائقي السيارات اليائسين في طوابير طويلة على محطات البنزين.

 

أعلنت الحكومة اللبنانية رسميا في اليوم التالي، رفع أسعار البنزين نسبة تصل إلى 66 بالمئة، في خطوة قد تفاقم من أزمة الوقود الخانقة في لبنان.

 

ويعني هذا القرار عمليا، رفع الدعم عن سلعة الوقود الاستراتيجية في لبنان، وهي خطوة تقول الحكومة اللبنانية إنها تسعى لخفض النقص الحاد في الوقود، لكن توقعات تفيد بأنه سيزيد من المصاعب الاقتصادية.

 

وقالت المديرية العامة للنفط في لبنان إن قرار رفع أسعار البنزين جاء استنادا إلى الموافقة الاستثنائية من جانب الرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، مع حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، السبت في قصر بعبدا الرئاسي.

 

وارتفع سعر البنزين 95 أوكتان بنسبة 66 بالمئة، ليصبح سعر صفيحة المحروقات منذ هذا الصنف عند 129 ألف ليرة لبنانية.

 

وفي أعقاب ذلك، ساد حالة من الهلع بين اللبنانيين وخفضت شركات المحروقات الكميات التي يتم توزيعها، مما أدى إلى ظهور طوابير طويلة للسيارات أمام محطات الوقود تسببت بإغلاق الطرقات وزحمة سير خانقة.

 

لبنان إلى أين؟

لبنان

لبنان الذي يتمتع بأربعة فصول واضحة خلال السنة نظراً لطبيعته الجغرافية المميزة، ولكلّ فصل ما يُميّزه؛ ففي الشتاء يتوافد السياح للتزلّج على المنحدرات الثلجية التي تُضاهي تلك الموجودة في أوروبا، وفي فصل الصيف تعمّ المهرجانات العالمية التي تجمع الفنانين العرب والأجانب في مواقع تاريخية وتراثية في أنحاء مختلفة من الدولة، مثل: بعلبك، وجبيل، وبيت الدين، والبترون، وجونيه ولكن بعد كل هذه الأزمات التى تتالى، لبنان إلى أين؟