الاتحاد الإفريقي يدعو لحل سلمي للمواجهات في إثيوبيا
أعرب الاتحاد الإفريقي عن قلقه العميق لتصاعد المواجهات العسكرية في إثيوبيا، مجددا دعوته لجميع أطراف النزاع لحماية وحدة البلاد وسيادتها والبحث عن حل سلمي.
وأوضح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد أنه يتابع بقلق عميق تصاعد المواجهة العسكرية في إثيوبيا ويحث مرة أخرى جميع الأطراف على حماية وحدة أراضي وسيادتها الوطنية.
وشدد رئيس المفوضية على مطالبته الأطراف بالدخول في حوار سعيا لإيجاد حل سلمي لمصالح البلاد، داعيا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والاحترام الكامل لأرواح وممتلكات المدنيين فضلاً عن البنية التحتية للدولة.
ودعا فكي رئيس المفوضية الأطراف إلى حث مؤيديهم على عدم القيام بأعمال انتقامية ضد أي مجتمع والامتناع عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف والانقسام.
وأضاف أنه يذكر الأطراف بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بالامتثال للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان مع إيلاء اهتمام خاص لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدة الإنسانية الى المجتمعات المحتاجة.
وأكد رفكي مجددا التزام الاتحاد الأفريقي المستمر بالعمل مع الأطراف لدعم عملية سياسية توافقية.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإثيوبي شن غارة جوية على مركز لتدريب عناصر جبهة تحرير”تجراي” في منطقة “عدي هغاراي” بإقليم تجراي.
وكان قد أعلن مجلس الوزراء الإثيوبي حالة الطوارئ في البلاد، أمس الثلاثاء، عقب التطورات التي تشهدها البلاد في الحرب الدائرة بعدة جبهات ضد جبهة تحرير تجراي.
فيما أوضح تقرير أممي إثيوبي، اليوم الأربعاء، أن أطراف النزاع في إقليم تجراي، شمالي البلاد، ارتكبوا انتهاكات قد ترقى جرائم ضد الإنسانية”جرائم حرب”
وقال تقرير مشترك للأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، إن “هناك أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن جميع أطراف النزاع في تجراي قد ارتكبوا، بدرجات متفاوتة، انتهاكات لحقوق الإنسان وبعضها قد يرقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف: “لقد اتسم صراع تجراي بوحشية شديدة، وخطورة الانتهاكات والتجاوزات التي وثقناها تؤكد على الحاجة إلى محاسبة الجناة من جميع الأطراف”.
مواجهات عسكرية في تيجراي
وشهد إقليم تجراي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مواجهات عسكرية استمرت لنحو 3 أسابيع أطاحت بجبهة تحرير تجراي بعد أن فرت قياداتها إلى الجبال عقب دخول قوات الجيش الإثيوبي.
غير أن الحكومة الإثيوبية أعلنت، نهاية يونيو/حزيران الماضي، قرارا مفاجئا بوقف إطلاق النار ضد الجبهة وسحب قوات الجيش كاملا من تجراي، لتعود الجبهة مجددا للإقليم وتسيطر عليه.
ثم سرعان ما بدأت جبهة تحرير تجراي تنفذ اعتداءات على إقليمي أمهرة وعفار بعد أن دخلت إلى عدة مناطق ومدن أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص بالإقليمين.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار أحادي الجانب في الـ10 من أغسطس/آب الماضي وإعلان حالة الاستنفار في كامل البلاد.
وبدأ الجيش الإثيوبي الفيدرالي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار عمليات عسكرية مشتركة ضد جبهة تحرير تجراي، لإجبارها على الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها بالإقليمين.
ولا تزال المواجهات العسكرية جارية على عدة جبهات بإقليمي أمهرة وعفار بين الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار، ضد جبهة تحرير تيجراي.