مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الزبيدي يكتب : في الصميم ..مواطن بدرجة مقهورجدا !!

نشر
الأمصار

السعادة هي ان يكون الإنسان أي إنسان في حالة رضى عن نفسه وعن ما يحيط به من أمور في مجتمعه فالسعادة هي الراحة النفسية والتعامل بإيجابية مع النفس والمجتمع وقد تختلف نسبة حالة الرضا من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر بإختلاف ثقافات ونمو وتطور المجتمع والانسان نفسه ولهذا فإن للفرح والسعادة والهناء والراحة النفسية وغيرها من التسميات أحاسيس غير منظورة لكنها تحس ويستشعر بها وهذا هو تعريف السعادة في مجمله بعيدا عن نظريات الفلاسفة في مختلف العصور والمراحل الزمنية. واليوم فالانسان العراق وفق معطيات ما بعد ٢٠٠٣ وما رافقها من تغيرات في المنظومة القيمية للمجتمع فهو بعيد كل البعد عن السعادة بمفهومها الحضاري والانساني فكما هناك أسباب للسعادة لتحقيقها فإن غياب اي سبب يحول تلك السعادة المرجوة إلى تعاسة وكثيرة اسباب تعاسة الإنسان اليوم والحمد لله فهي كثيرة ومتوفرة لا تعد ولا تحصى فمن أين تأتي السعادة ونحن نعيش اسوء ايام حياتنا فالعراق اليوم دولة فاشلة كما تصنفه المنظمات الدولية المختصة على مستوى الصحة والبيئة والتعليم والخدمات والتلوث وفقدان الأمن والأمان وتفشي الجريمة المنظمة وانتشار الاتجار بالمحرمات مثل المخدرات والأعضاء البشرية وارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع يرافقها ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل ومن هم دون خط الفقر في بلد يقال انه يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم . وصحيح ان الفلوس اي المقدرة المالية تلبي جانبا من جوانب السعادة لكنها ليست كل شيء فالصحة الجسدية والنفسية عامل مهم في بناء سعادة الإنسان وجعله يعيش حالة الرضا المنشود للوصول إلى السعادة الشخصية والمجتمعية ولكن ماهي العوامل الايجابية التي تجعل المرء يشعر بالسعادة ومحيطه كله عقد اجتماعية وأمراض مع فقدان لما يصنع الفرح وحتى الإبتسامة فقد يفترض انسان ما نفسه سعيدا وهذا من حقه لكن ذلك يبقى في إطار الفرضية التي تتطلب الإثبات فالكثير منا اليوم يبحث عن السعادة في اي شيء ليعيش لحظة الفرح والرضا النفسي لكنه في واقع الأمر يعيش حالة من القهر فليس هناك ما يبعث عن السعادة رغم أنها ضرورية للفرد والمجتمع حتى النحت الذي عرف به العراقيين بأنهم من ابدع النحاتين عربيا وعالميا تغيرت ملامحه فكيف تريدون من يرى تمثال الأسد في النجف او أسد الديوانية او نصب كلية الصيدلة في المثنى ولا تصيبه الكأبة المنزمنة ورحم القبانجي الذي غنى ) سعيد الذي كضة عمرة بلا داي وعايش دون خلك الله بلا داي ) وجعل الله ايام العراقيين كلها سعادة وفرح وهناء