المنع من العمل وممارسة الرياضة.. هكذا تنتهك طالبان حقوق المرأة الأفغانية
أقرت حركة طالبان اليوم السبت بقتلها لأربعة ناشطات حاولن مغادرة البلاد عن طريق مطار مزار شريف وفقا لما نقلته شبكة الاذاعة البريطانية بي بي سي.
قمع طالبان للنساء الأفغانيات
وفي سبتمبر الماضي، تجمع عشرات النساء الأفغانيات خارج القصر الرئاسي في العاصمة كابول، لمطالبة طالبان باحترام حقوق المرأة وفقا لما عرضته شبكة يورو نيوز الأوروبية، بينما فرق التظاهرة عدد من المسلحين من حركة طالبان بقنابل مسيلة للدموع .
وقالت إحدى المتظاهرات لموفدة يورونيوز إلى كابول “نحن جميعًا موظفات، نحن نساء متعلمات وحاصلات على درجات الماجستير والدكتوراه”.
وفي أكتوبر الماضي، أفادت الإذاعة الفرنسية ذائعة الصيت ”مونت كارلو” الفرنسية بأن حركة طالبان التي استولت على الحكم في أفغانستان الأشهر الماضية بعد انسحاب كافة القوات الأمريكية من البلاد، قامت بقطع رأس الرياضية الأفغانية ”محجبين حكيمي” والتي تلعب في فريق كرة الطائرة النسائية.
يأتي هذا فيما فرضت حركة طالبان مزيدا من القيود على موظفات الحكومة بالعاصمة الأفغانية، حيث منعت بعضهن من العودة إلى العمل ، وفقا لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وقالت نعمة الله باراكزاي، رئيسة قسم التوعية العامة لطالبان ببلدية كابول للصحيفة الامريكية، إن طالبان طلبت من موظفات المدينة عدم الحضور إلى وظائفهن، مضيفة أن التوجيهات لا تتضمن النساء العاملات في قطاعي الصحة والتعلم، فيما أكدت أنه سيستمر دفع رواتب موظفات الحكومة.
طالبان تتعهد بحماية المرأة الأفغانية
أعلنت حركة “طالبان” أنها ستتيح إمكانيات للنساء لتولي مناصب في الحكومة في أفغانستان في وقت لاحق، وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، للصحفيين في كابل: “هذه الحكومة مؤقتة وستكون هناك وظائف للنساء بما يتوافق مع أحكام الشريعة”، وتابع قائلًا: “هذه هي البداية، لكننا سنتيح مجالًا للنساء، وسيكون بإمكانهن دخول الحكومة هذه ستكون المرحلة الثانية”.
وأكد مجاهد، أن موضوع المرأة حساس ولها الحق في العمل والتعليم وفق القيم الإسلامية، مؤكدًا على انه سيكون هناك حضور نشط للمرأة الأفغانية.
قيود طالبان على ممارسة النساء للرياضة
كما أكدت حركة طالبان أنها ستفرض قيودا مشددة على ممارسة المرأة للرياضة، حيث قال نائب رئيس اللجنة الثقافية للحركة أحمد الله واثق في لقاء تلفزيوني، إن “ممارسة الرياضة ليست حاجة ضرورية ومهمة للنساء في أفغانستان”.
وأردف، أن “حكومة طالبان لن تسمح للنساء بالرياضة، التي يمكن خلال القيام بها الكشف عن أجسادهن، وهو الأمر الذي لن تتهاون معه الحركة، ونحن نعيش في عصر الإعلام، لهذا ستنتشر صور ومقاطع فيديو للنساء وهن يمارسن الرياضة التي تكشف عن أجسادهن ثم يشاهد الناس ذلك. لن نسمح بهذا الأمر مطلقا”.
تغيير وزارة شئون المرأة لشرطة الأخلاق
وفي سبتمير الماضي ، قام عمال في العاصمة الأفغانية كابل، بتغيير اللافتات الخاصة بوزارة شؤون المرأة ووضعوا مكانها لافتات “شرطة الأخلاق” التابعة لطالبان.
كما تمت تغطية لافتة المبنى بلافتة أخرى باللغتين الدارية والعربية كُتبَ عليها “وزارة الإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وسبق وأن نشرت موظفات في أفغانستان عدد من مقاطع الفيديو نقلتها وكالة رويترز يقولون فيها أنهن يحاولن الذهاب إلى العمل منذ عدة أسابيع لكن كان يُطلب منهن العودة إلى المنازل.
يذكر أن حركة طالبان عندما حكمت أفغانستان في الفترة من 1996 إلى 2001، لم تكن تسمح للفتيات بالالتحاق بالمدارس وكانت تمنع النساء من العمل والتعليم.
مخاوف دولية على المرأة الأفغانية في ظل طالبان
وفي ظل هذه المخاوف المتعدد على المرأة الأفغانية في حكم طالبان، طالبت العديد من الجهات الدولية، الحركة بضرورة احترام حقوق المرأة.
حيث أدانت الأمم المتحدة عدم التزام حركة طالبان بتعهداتها حول حقوق المرأة الأفغانية، وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، العالم بضخ السيولة في أفغانستان لتجنب انهيارها اقتصاديا موضحًا أن واحد من كل 3 أفغانيين لن يكون بوسعهم الحصول على الطعام، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة حذرت من تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان، وطالبت بوضع آلية لمراقبة وضع حقوق الإنسان بالبلاد التي تشهد أزمة إنسانية.
وأفاد غوتيريش، في لقاء مع وسائل إعلام، خلال مؤتمر جنيف لدعم المساعدات الإنسانية لأفغانستان، بأنه “منزعج بشكل خاص لرؤية عدم وفاء حركة طالبان بالوعود التي قطعتها للنساء والفتيات الأفغانيات”، موضحًا “أحثّ طالبان على الوفاء بوعودها للنساء والفتيات وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني”.