علي الطواب يكتب: اليمن.. قطر عربي تائه بين محيطه العربي وامتداده الحوثي الإيراني
هل سيعود اليمن السعيد أم سيظل حبيسا.. سؤال يدور بداخلنا ونحن في سياق العمل الاخباري والإعلامي بصوره المختلفة مقرؤة ومسموعة ومرئية.
تتراكم الذكريات عن اليمن الموصوف سعيداً طيبا بلد الممالك المتعاقبة تاريخياً ومع كل تلك الذكريات نجده تعيسا حزينا لا يملك من أمره شيئا.
فهو وقع أسيراً في براثن إيران الشيعية الصفوية الدموية واظن أنه لن يخرج منها قريبا ووقع كذلك في ظل أزمات داخلية طاحنة غذائية ودوائية وإعمارية وتنموية حتى أصبح قطرا عربيا مشلولا لا يقوي علي الحركة أو التمدد أو حتي يتعاطى مع جيرانه بحكم الاتصال التاريخي والجغرافي عادته المملكة العربية السعودية لاستخدامه أرضه في قصف عشوائي مصيبا الحجر والبشر معًا.
أما السلطنة فلا يملك الا حق الجار، والمصيبة الكبري أنه أصبح شرديا طريدا أمام وطنه العربي الضارب بجذوره في عمق اعماق التاريخ العربي القديم والحديث.
وما زاد الطين بلة ذلك ما يوصف بأنه حالة من اللامبالاة دولية وللأسف الشديد إقليمية عربيا وكأنها تخليص حسابات من شقيق عربي أخطأ أحد بنيه علي عبدالله صالح حينما آمن لفصيل شيعي خرب أضاع الولد والبلد في نعرات طائفية إرهابية واضاع البلاد والعباد استجابة لنداء الخراب والعذاب الإيراني.
اليمن الذي يمتلك مقومات الدولة الناجحة هو الآن خرب
سواحل ممتدة بطول أطراف الدولية إقليمية ودولية ثروات طائلة كلها دون فائدة …ولعلكم تتابعون معي حجم ثروات اليمن
يمتلك اليمن موارد كافية من النفط والغاز الطبيعي تُلبّي الاحتياجات المحلية إلاَّ أنَّ اليمن لم يعد مُنتِجاً رئيسياً مقارنةً بالدول الأخرى في الشرق الأوسط ويصل احتياطي اليمن من النفط ما يزيد عن 4 مليارات برميل و490 مليار م3 من الغاز
ورغم هذا كله فان الإرهاب والتبعية الإيرانية حائط صد منيع أمام أي تقدم يمني يمني أو حتى يمني عربي، فلغة القتل ورائحة الموت تملأ اليمن السعيد وتجعله يوميا يعيش كأنه يموت.
إنها دعوة من القلب أن يعود اليمن الي الحاضنة العربية لان البديل سيكون الأسوأ والأخطر مما يتخيل البعض لذا فمشروع اليمن يحتاج الي مهندس عربي يقوده تحت مظلة الجامعة العربية ومع تقديري واحترامي للموفدين الأمني و الأمريكي لليمن لكن المجدي هو المبعوث العربي والعربي فقط لهذا الجزء الغالي من عالمنا العربي من ناحية الجنوب.. خسارة كبيرة أن يترك وحيدا يصارع الموت والخراب والدمار.
ومن المعيب والخطير والمؤسف أن نترك ما يقرب من ٢٧ مليون نسمة في مهب الريح تأخذه حيث تشاء بسواحل عملاقة مليئة بالخير الوفير من شواطئ بحر العرب الي الساحل الغربي على البحر الأحمر والمحيط الهندي… موقع استراتيجي عظيم يتمناه القاصي والداني.. يا سادة نصرة اليمن إنما هي فريضة سياسية عربية وإقليمية فرض علي المحيط العربي أن ينصر أخاه بدلا من أن يتركه مهان.
دعواتكم لليمن أن يعود سعيدا كما كان.