رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

اجتماع وزراء الخارجية في الدوحة.. هل يعني انتهاء أزمة قطر مع الرباعي العربي؟

نشر
الأمصار

دلالات عدة وكبيرة تظهر وتلوح في الأفق من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة، أهمها توحيد العرب في وجه تعنت الجانب الإثيوبي بشأن سد النهضة، فضلًا عن إمكانية انتهاء أزمة قطر مع الرباعي العربي.

اجتماع استثنائي في الدوحة

يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعاً استثنائياً في الدوحة الثلاثاء المقبل، من أجل بحث تطورات تلك القضية.

وأوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن الاجتماع سيعقد بناء على طلب مصر والسودان وعلى هامش الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده في الدوحة.

وساطة الاتحاد الإفريقي

ومصر كانت قد أعلنت أن مسار المفاوضات الحالية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لن يحدث أي تقدم ملحوظ، بعد أن تصاعدت التوترات منذ تعثر المحادثات التي توسط فيها بين الدول الثلاث في أبريل الماضي (2021).

وكانت كل من القاهرة والخرطوم جددتا سابقا دعوة المجتمع الدولي من أجل المساعدة في حل نزاعهما المستمر منذ عقد مع إثيوبيا حول السد العملاق، الذي تشيده أديس أبابا على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

تهديد لمصر والسودان

كما تمسكتا بضرورة التوصل لاتفاق دولي ملزم، ينظيم كمية المياه التي تطلقها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر، لاسيما في حالة حدوث جفاف لعدة سنوات، وهو ما ترفضه أديس أبابا.

كذلك، اعتبرتا أن الخطة الإثيوبية القاضية بإضافة 13.5 مليار متر مكعب من المياه عام 2021 إلى خزان السد تشكل تهديدًا لهما.

تنسيق جهود البلدين على الأصعدة الإقليمية والقارية

كانت مصر والسودان أكدتا على أهمية تنسيق جهود البلدين على الأصعدة الإقليمية والقارية والدولية لدفع إثيوبيا على التفاوض بجدية وبحسن نية وبإرادة سياسية حقيقية من أجل التوصل لاتفاق شامل وعادل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة، بعد أن وصلت المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي.

تعليق وزير الري

وقال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري، إن مسار المفاوضات الحالية بشأن سد النهضة الإثيوبي تحت رعاية الإتحاد الإفريقي لن يؤدي لحدوث تقدم ملحوظ، وإن مصر والسودان طالبتا بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط بين الدول الثلاث.

رسالة من السيسي لقطر

بينما توجه وزير الخارجية سامح شكري، مساء الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة حاملاً رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بشأن التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية في أعقاب التوقيع على “بيان العُلا” في 5 يناير 2021، والتطلع إلى اتخاذ مزيد من التدابير خلال الفترة المُقبلة لدفع مجالات التعاون الثنائي ذات الأولوية بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

الوضع العربي الراهن

وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية سوف يشارك خلال الزيارة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد بدعوة من قطر رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، وذلك لمواصلة التنسيق والتشاور بشأن الوضع العربي الراهن وسبل تعزيز آليات العمل المشترك إزاء التحديات المتنامية التي تواجه الدول العربية والمحيط الإقليمي.

دورة غير عادية لمجلس الجامعة

كما سيشارك الوزير شكري في دورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث تطورات قضية سد النهضة، والتي ستعقد بناء على طلب من مصر والسودان في أعقاب الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، بالإضافة إلى المشاركة في الاجتماع الأول للجنة فلسطين.

ومن المقرر أيضًا أن يعقد وزير الخارجية جلسة مباحثات مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

إعادة فتح المجال الجوي

وكانت قد افتتحت قمة دول مجلس التعاون الخليجي، في مدينة العلا السعودية، بمشاركة أمير دولة قطر، عقب إعلان الرياض والدوحة إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية والبحرية بينهما، بعد ثلاث سنوات من المقاطعة، وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مستهل القمة أن الدول المشاركة وقعت بيانًا “لتأكيد التضامن والاستقرار”.

وسُمّيت القمة بـ”قمة قابوس والشيخ صُباح”، بتوجيه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، تكريمًا لسلطان عُمان وأمير الكويت اللذين وافتهما المنيّة العام الماضي.

ووقع المشاركون في القمة على بيان ختامي، في حضور مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاريد كوشنر، يتعلّق بالمصالحة العربية، لينهي رسميًا الأزمة مع قطر ويلم شمل وحدة التعاون العربي والخليجي.