مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بين العائق الإيراني والخطر العثماني..هل تعود سوريا لأحضان الجامعة العربية

نشر
الأمصار

تأتي زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق لتعيد إلى الواجهة مسألة عودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية، وتثير عدة ملفات هامة في تلك العلاقة الهامة بين العرب والقضية السورية برمتها منذ شغور المقعد السوري في عام 2011، والتي تعتبر أبرزها ما موقف الدول الكبرى من تلك العلاقة، خاصة بعد قانون قيصر الأمريكي الذي يعاقب كل من يطبع العلاقات مع الأسد، وموقف العرب من الميليشيات الإيرانية التي تتحرك بحرية داخل الأراضي السورية وخاصة دول الخليج، والتحدي التركي والتوغلات التركية داخل سوريا وهل سيحد منها الموقف العربي، وأخيرًا هل ستدخل سوريا في مجال تسويات أو مقايضات سياسية بين العرب وإيران أو روسيا لحلحلة بعض القضايا.

 

كشف المحلل السياسي السوري، عمر الحبال، أن  موضوع عودة سورية إلى الجامعة العربية إشكالية بالنسبة لغالبية للشعب السوري بسبب تهجير أكثر من ١٥ مليون سوري من بيوتهم ، سورية  باتت مجتمع غير متوازن اجتماعيا بسبب هجرة الشريحة العاملة والمنتجة في المجتمع بين سن ١٨ و٦٠ سنة، لأنها مطلوبة لخدمة العسكرية وخدمة الاحتياط والذي، بموجب القانون، يحق استدعاء من قام بإتمام الخدمة العسكرية حتى  عمر ٤٥ سنه، والخدمة الاحتياطية غير محددة المدة وهناك أعداد كبيرة قضت تسع سنوات في الخدمة العسكرية الالزامية ولم يتم تسريحها.

قانون قيصر..مسمار جحا في العلاقات

سوريا

وأكد الحبال في تصريحات خاصة لـ”الأمصار”، أن أبرز الإشكاليات التي تواجه الدول العربية في عودة العلاقات تكمن في قانون قيصر، حيث صدر قانون قيصر الأمريكي بتاريخ ٢٢ يناير ٢٠١٩ والذي يلزم الرئيس الأمريكي والحكومة الأمريكية وكل الأمريكيين بمعاقبة نظام الأسد ويمتد القانون ليعطي صلاحيات واسعة للرئيس الأمريكي لفرض عقوبات حول العالم على كل من يدعم أو يتعامل مع النظام السوري الذي أيضا استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب المحاصر مرات كثيرة وموثقة من قبل خبراء الأمم المتحدة..

وبين المحلل السوري، أن قانون قيصر سيحجم من حجم العلاقة العربية بنظام الأسد، وهو سيكون المحور الرئيسي في العلاقة، لأن هناك فقرة في قانون قيصر تعطي الرئيس الأمريكي غض النظر عن معاقبة بعض الجهات إذا كان فيه تأثير على الأمن القومي الأمريكي وعلى أن يكون غض النظر هذا معللا بخطاب يقدمه للكونجرس كل ٦ أشهر.

سوريا

وأردف الحبال، أنه  صدر قانون قيصر ووقعه ترامب على مضض بعد أن رفضه مرتين كما رفض توقيعه قبله أوباما، لكن تم تقديم قانون قيصر ضمن حزمة قوانين منها الموازنة الأمريكية والتي لم يعد بإمكان ترامب تأخيرها لذلك كان عليه إما أن يوقع كل حزمة القوانين أو يرفضها كلها وهذا مالم يعد متاحا له، ولذلك فإن أمريكا الملتزمة والملزمة قانونيا وأخلاقيا بتطبيق قانون قيصر هي من تبحث اليوم عن وسيلة للتخلص من هذا القانون لذلك مصلحتها أن تلقي الحمل على الجامعة العربية وتحملها المسؤولية عن إعادة تأهيل نظام مجرم بالقول أن العرب كلهم هم من اعادوا له الشرعية وهم يتحملون المسؤولية الجرمية واللا أخلاقية وتأخذها حجة بتحميل العرب كل جرائم النظام المثبتة بالأدلة القطعية.

وأوضح المحلل السوري أن هذا يتضح في غض الطرف الأمريكي عن الزيارات العربية للأسد، لأننا نعرف أنه لا يمكن لدولة مثل الإمارات ان تتصرف بمفردها دون موافقة أمريكا ، وما صدر من امتعاض وزارة الخارجية الأمريكية حول زيارة وزير خارجية الإمارات مجرد كلام إعلامي وإلا لكانت استخدمت قانون عقوبات قيصر أو لوحت به ضد الإمارات.

الوجود الإيراني.. العائق الحقيقي أمام سوريا

سوريا

وأشار الحبال إلى أنه منذ فترة وبعض الدول التي تؤيد بشار الأسد، مثل العراق والجزائر ضمنيا، حاولت مرارا طرح عودته إلى جامعة الدول العربية لكن معظم الدول تخشى تحمل تبعات القرار، وأن تتدخل بهذا الشكل داخل القضية السورية بالمخالفة للقرارات الدولية، والبعض الأخر مخافة من النفوذ الإيراني داخل سوريا.

وبين الحبال، أن الوضع الداخلي السوري يكمن  اليوم في أن روسيا هي من تمسك بزمام الأمور في سورية والأسد غير قادر على إتخاذ أي خطوة دون موافقتهم فالروس هي من تسيطر على قيادة الأركان وتسيطر على الأجواء، في نفس الوقت الوجود الإيراني تحتاجه روسيا لأن جيش الأسد فقد معظم قواته إضافة لعدم وجود إرادة قتالية لدى جنوده وضباطه بعد حرب إستمرت ١٠ سنوات، ولذلك روسيا هي صاحبة قرار بقاء قوات الميليشيات الإيرانية وتلك مشكلة مزدوجة لأن المجرم بشار أسد أيضا يعتمد على تلك الميليشيات لتقوم طهران بحمايته ومنع سقوطه.

ولفت المحلل السياسي السوري، أن اللاعب الرئيسي في هذه الجزئية هي المملكة العربية السعودية وتليها الكويت لانهما أكبر المتضررين من الهيمنة الإيرانية التي تستهدفها من الجنوب بواسطة الحوثي ومن الشمال الميليشيات في العراق ، لذلك أعتقد ستتخذ موقف صلب في مؤتمر القمة العربية القادم والذي سيعقد في الجزائر في شهر مارس القادم، إلا إذا حدثت مستجدات على المستوى الدولي والإقليمي، وزيارة وزير خارجية الإمارات خطوة جس نبض واختبار أولي، خاصة وأن الأسد لا يمكنه دفع فواتير حاليًا لهذا التقارب  لأنه وقع لروسيا بعقود لما فوق الأرض وما تحت الأرض كما منح لإيران ما تبقى، والآن هو يطلب ثمن إعادته شكليا والثمن المطلوب منهم تحمل مسؤولية كل ما اقترفه تجاه وتجاه الشعب السوري والعربي.

ورقة مفاوضات

سوريا

بينما ترى راما نور قضباشي، مسئولة المكتب الصحفي لحركة النضال الفلسطينية في دمشق القريبة من النظام السوري، أن  زيارة الامارات لسورية لست من اجل الجامعة العربية فقط، بل من اجل ايجاد مخرج لدول الخليج في ملفات أخرى ومنها الملف اليمني خاصة وأن معركة مأرب لا تزال كفة الحوثي هي الرائجة، حيث ان السعودي والاماراتي يريد انهاء الحرب وبذات الوقت حفظ ماء الوجه بعد ٨اعوام من الحرب ودون حصاد اي نتيجة او هدف من اهداف الحرب

وأكدت قضباشي لـ”الأمصار”، أن الجهود المبذولة حاليًا تعتبر ومحاولة من السعودي والاماراتي لإبداء حسن النوايا وان يكونوا بدل ايران وحزب الله في المشهد السوري، مبينة أنه ستذهب كل الامور باتجاه مصالح دمشق دون التخلي عن ايران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية، والحفاظ على علاقات اقتصادية تعود بالخير على الشعب السوري.

العودة بالشروط السورية

وأضافت ، مسئولة المكتب الصحفي لحركة النضال الفلسطينية ، أن سورية اذا رجعت للجامعة العربية ستعود ضمن شروطها وليس شروط دول الخليج، لأن تلك الدول جاءت إلى سورية بعد اخذ الاذن من أمريكا، وواشنطن ليس من اولوياتها اقامة حرب مع سورية والعراق ولبنان ايران بشمل مباشر وانما تريد احتواء الازمات ومحاولة تبريدها لا حل الازمات في هذه البلدان مع انفراجات اقتصادية بين الحين والاخر

وبينت قضباشي، أن الولايات المتحدة مستفادة من المشهد السوري الحالي لأنها تقوم بسرقة النفط السوري والعراقي لصالحها، وهو نفسه السيناريو الأفغاني لأن وجود معدن الليثيوم الموجود في أفغانستان امريكا والصين يسعون بكل الطرق للحصول عليه فهو يعادل الذهب عندهم كونه المعدن الاساس في الصناعات التكنولوجية المتطورة.

الخطر التركي.. عامل توحيد بين العرب مع سوريا

سوريا

لا يمكن إغفال تهديد تركيا للمصالح العربية عبر أجندة جماعة الإخوان المسلمين ومحاولاتها المستميته التدخل في الشأن الليبي وزعزعة أمن واستقرار دول الخليج ومصر والمغرب العربي ممن لفظوا المشروع الإخواني يظل رابط هام بين العرب والقضية السورية برمتها لوقف أطماع أردوغان داخل الأراضي السورية.

كشفت ليلى خالد الإدارية بمنتدى حلب الثقافي، أن تركيا تريد استعادة امجادها العثمانية وبحلة جديدة عبر الميثاق المللي التركي وبأطماعهم الاحتلالية تدخلوا في سوريا وذلك بضم المناطق المحتلة في سوريا من عفرين مرورا بأعزار والباب وجرابلس ادلب وتل ابيض وراس العين وصولا لولاية الموصل…كل ذلك بالتزامن مع اقتراب مئوية معاهدة لوزان المشؤومة على الشعوب مثل  الكرد والارمن والاشور والسريان .

وعددت خالد أسباب أزمة أردوغان التي تجعله يخطط لإحتلال الأراضي السورية، وهي تردي الاوضاع الاقتصادية، وتدني شعبيته نتيجة انتقال من النظام البرلماني الى الرئاسي، انتشار الفساد بشكل غير مسبق ووثائق رجل الاعمال سادات بكر وفضائح ابنه بلال وغيرهم دليل ذلك، و السجل الحافل بانتهاكات حقوق الانسان وازماتها مع كل دول الجوار، و والاهم عدم حل القضية الكردية ومخاوفها من التحول الديمقراطية لان ذلك سوف يقضي  عليه وعلى ذهنيته العفنة، وها خطرًا على امبراطوريته المزعومة ومبايعته من قبل زمرة الاخوان المسلمين كسلطان لهم.

سوريا

-وأضافت الإدارية بمنتدى حلب الثقافي، أنه من مخرجات استانا وسوتشي الغير معلنة هي عدم السماح بدخول تركيا المناطق في سوريا دون التنسيق مع روسيا وخاصة مناطق الشهباء ك تل رفعت كونها هي من تتحكم في قرارات الحكومة السورية والمسيطرة على الجو كذلك، بالإضافة الى أهمية الموافقة الامريكية الضمنية لتركيا عند اي اجتياح لمناطق سيطرة الادارة الذاتية الديمقراطية وخاصة كوباني و منبج.

وأوضحت خالد، أن أردوغان بات يستخدم الحملات العسكرية في شمال سوريا من أجل التسويق والاستهلاك الداخلي في تركيا نتيجة تدني شعبيته وعدم قدرته على التدخل العسكري الفعلي لذا يلجأ لاستخدام طائرات مسيرة في استهداف اداريين بارزين في مؤسسات الادارة الذاتية وقيادين في قوات سوريا الديمقراطية واستهداف دائم للمدنيين وهذا مؤشر واضح على ضعف تركيا في اتخاذ قرارات حاسمة وفشلها الدبلوماسي الذريع على كل المستويات والمحافل .

وقد ظهر ذلك جليا اثناء محادثات -أردوغان الأخيرة، عندما طالب بوتين من أردوغان بتنفيذ ما تم الاتفاق حوله سابقاً في سوتشي استانا ” في فصل الفصائل ” المتشددة عن المعتدلة ” وسحب القوات التركية والفصائل التابعة لها، من جانبي الطريق الدولي M4 والتلميح بالخروج النهائي من ادلب، فكان الرد التركي كالعادة التهديد بضرب واجتياح مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ومحاولة تهيئة الأرضية لذلك ، لكن هذه المرة اتهم أمريكا وروسيا بحماية قوات سوريا الديمقراطية كمؤشر على فقدان التوازن وضياعه للبوصلة، وواضح جداً ان هذه المرة الامور لا تسير وفق ما تشتهيه تركيا على المستويين الداخلي والخارجي وسوف تبوء سياساتها بالفشل.

 

وطالبت خالد الحكومة السورية القيام بمسؤليتها و بواجبها السيادي الدستوري في حماية مواطنيها وحدودها في الاحتلال التركي ومطالبة الجهات الدولية الرسمية مجلس الامن والأمم المتحدة بخروج الاحتلال التركي من الأراضي السورية المحتلة وبدء مفاوضات ومحادثات جديدة بين الادارة الذاتية والحكومة في دمشق للتوصل إلى حل سياسي داخلي دون تدخلات خارجية والتنسيق بين الجيش السوري و قسد في مكافحة الارهاب ومحاربة المرتزقة ومواجهة الاحتلال التركي إذ ما تطلب ذلك و العمل بالتوافق على تنفيذ قرار 2254 في الانتقال السياسي .

 

وفي نفس السياق أوضحت فهيمة حمو، عضوة المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، أن الدولة التركية لها أطماعها التوسعية في منطقة الشرق الأوسط وتسعى لإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية باحتلالها المباشر داخل الأراضي السورية والعراقية وقد وصل التواجد التركي لأكثر من مكان.

 

وأوضحت حمو، أنه منذ بداية الأزمة السورية استغلت الثورة السورية باسم الإسلام وجندت السوريين وحتى القاصرين ضمن صفوف المرتزقة بحجة الدفاع عن الشعب السوري ولكن فيما بعد استخدمتهم كمرتزقة لديها والدفاع عن سياستها في المنطقة واستطاعت عن طريق هؤلاء المرتزقة وبضوء أخضر من روسيا وكتمان الدول الأوربية والأمم المتحدة بأن تحتل الشمال السوري أمام مرأى الجميع ولعبت على التوازن بين القطبين المتداخلين في سوريا أمريكا وروسيا لمصلحتها حيث تم مقايضة مناطق ضمن سوريا بمناطق أخرى وقد جمعت كم هائل من المرتزقة في إدلب لتصبح منطق ادلب قنبلة موقوتة ومعقدة الحل ولكن في هذه المرحلة ولت زمن المقايضات وازدادت مشاكل تركيا الداخلية اقتصادياً وسياسياً وتريد تصديرها إلى خارج الحدود وحتى في مناطق الاحتلال التركي لا يوجد استقرار في هذه المناطق ويرتكب انتهاكات بحق الأهالي بأبشع صورها من قتل وخطف واغتصاب وسرقة آثار المنطقة وحضارتها دون ان يتخذ أحد من الدول موقفاً أو بيان تجاه هذه الانتهاكات.

فوبيا تركية في سوريا

سوريا

وأضافت عضوة المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، أن تركيا أصبحت في حالة فوبيا من مشروع الإدارات الذاتية بحجة حماية أمنها القومي ولكن إذا للمنطق فشمال سوريا  لديها أمها القومي وواجب على قوات سوريا الديمقراطية الدفاع عنها، ففي المرحلة الأخيرة وتهديد أردوغان المتكررة لشن عملية هجوم على مناطق شمال وشرق سوريا ومنطقة تل رفعت بالشهباء هي فقط مفرقعات إعلامية لكسب موقفاً سياسياً بين الدول بعد أن أصبحت سياسته من أضعف السياسيات، وثانياً التركي لا يستطيع التقدم بأي احتلال جديد في وجود القوى الموجودة في شمال وشرق سوريا وعدم إعطاءه الضوء الأخضر ففي الشبهاء يوجد الروسي والإيراني، بينما في شمال شرق سوريا يوجد فيها دول التحالف والولايات المتحدة الامريكية لذلك يقوم بقصف مستمر بالطائرات المسيرة واستهداف إداريين من المواطنين السوريين لزرع الخوف بين الشعب وإفراغ المشروع من مضمونه ولكن الشعب يتمتع بإرادة قوية وموقف تجاه الهجمات والقصف والسياسة التركية وإصرار الشعب بإنهاء الاحتلال في كافة المناطق السورية والمطالبة للحوار بين كافة الأطراف لأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية ومن اهم الخطوات للحوار، أنهاء كافة الاحتلالات في الأراضي السورية، إعادة المهجرين إلى بيوتهم، إطلاق سراح المعتقلين من كافة الأطراف، وذلك لكي نصل إلى سوريا جديدة تليق بالسوريين بحيث تكون سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية