راسين جا.. حكاية مغني راب ترك الشهرة لرعاية أطفال الشوارع في موريتانيا
أطفال يولدون ويتركون بلا بيوت ولا رعاية، تخلت عنهم أمهاتهم، ولكن في موريتانيا وجدت هذه الفئة من يحنو عليها وينتشلها من ضياع الحياة، ومن نظرة المجتمع القاسية.
مغني الراب “راسين جا”، والذي عانى من المشكلة نفسها في بدايات حياته، بدأ هو الآخر في احتضان اللقطاء والمشردين وأطفال الشوارع، لينضم إليه متطوعون ينشرون الوعي ويجمعون التبرعات ويبعثون الأمل في نفوس الصغار الأبرياء…
بدأت قصة راسين ذات صباح قبل 30 عاما، حين كانت سيدة ستينية من قومية الهالبولار تدعى عائشة سي، عائدة إلى منزلها في مقاطعة السبخة بنواكشوط فلاحظت شيئا يتحرك داخل قطعة قماش موضوعة بجانب أحد الجدران، ولوهلة توهمت أنها تسمع صوتا خافتا قبل أن تكتشف طفلا حديث الولادة يبدو أن أمه تخلصت منه بوضعه في هذا المكان.
وسرعان ما تجمهر أهل الحي بين مستنكر ومتعجب ومتسائل عن مصير الطفل، لكن السيدة قالت لهم إنها ستأخذ الطفل عندها وتربيه كابن لها وأخبرتهم أنها ستسميه راسين.
قبل أن يبدأ اهتمامه بالأطفال كان راسين چا قد أصبح معروفا كمغني راب وكعازف، وحاول بعد تأسيس جمعيته الجمع بين الموسيقى ورعاية الأطفال، ثم اكتشف صعوبة الجمع بينهما، فقرر التوقف عن صفة الفنان جزئيًا.
رغم التعب والمعاناة يقول راسين إنه يشعر كل صباح بسعادة غامرة وهو يبدأ يوما من العمل من أجل أطفاله.. ويؤكد: “هؤلاء أبنائي وإخوتي الصغار.. وسأرعاهم حتى آخر يوم من حياني”، وتؤوي جمعية رعاية الأطفال فاقدي السند العائلي 84 طفلا، أصغرهم ابنة شهر واحد وأكبرهم في الخامسة.
