السودان.. تفاصيل لقاء وفد المبادرات الوطنية مع حمدوك
أزاحت قيادات بتحالف الحرية والتغيير، ومصادر قيادية بالتحالف الستار عن تفاصيل اللقاء مع رئيس الحكومة المنحلة، عبد الله حمدوك.
التقى رئيس الوزراء في السودان، الدكتور عبد الله حمدوك، مع وفد “المجلس المركزي القيادي للحرية والتغيير”، حيث دار حوار شفاف ومفتوح حول كل القضايا المتعلقة بتحديات الانتقال المدني الديمقراطي، بجانب قضية شرق السودان.
وذكر مجلس الوزراء السوداني، في بيان صحفي، أن اللقاء يأتي في إطار جهود رئيس الوزراء ولقاءاته الهادفة لإيجاد حلول للتحديات والأزمات التي تحيط بالعملية الانتقالية.
نقل الوفد لحمدوك، مقترح المكون العسكري حول حل الازمة السياسية الراهنة عقب قرارات 25 أكتوبر ، بان يكون العضو 15 بمجلس السيادة المقترح.
وأطلع رئيس الوزراء أعضاء المجلس المركزي القيادي للحرية والتغيير على نتائج لقاءاته مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وأعضاء من المكون العسكري أمس واليوم حول هذه القضايا.
قضية شرق السودان
كما أطلعهم على لقاء اللجنة الوزارية التي كونها مجلس الوزراء برئاسة الدكتور حمدوك مع رئيس مجلس السيادة من أجل مناقشة قضية شرق السودان في ظل تعثر عمل مؤسسات الدولة ضمن الشراكة.
وأكد المجلس المركزي للحرية والتغيير التزامه بالشراكة وفقاً للوثيقة الدستورية، كما جدد رغبته في توسيع قاعدة الحرية والتغيير بضم كل قوى الثورة صاحبة المصلحة في التحول المدني الديمقراطي،
ورحب بالجهود التي يبذلها رئيس الوزراء في هذا الاتجاه بما في ذلك اتصالاته مع حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان.
وفيما يتعلق بالوضع في شرق السودان، أكد اللقاء التأمين على وجود قضية لأهل شرق السودان يجب التعامل معها بجدية وتقديم معالجات جادة لها.
وأكد المجلس المركزي للحرية والتغيير عزمه على العمل بكل طاقته لتشكيل المجلس التشريعي بأوسع تمثيل ممكن لقوى الثورة.
وفي ختام الاجتماع، أكد المجلس المركزي القيادي للحرية والتغيير مواصلة دعمه لرئيس الوزراء ولمبادرته (الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق إلى الأمام) ووقوفه بجانبه لاتخاذ القرارات التي من شأنها الوصول بالانتقال إلى بر الأمان.
في غضون ذلك ذكر عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير، نصر الدين حسن، أن وفد مجموعة المبادرات الوطنية الذي يضم د. مضوي ابراهيم ، مبادرة جاعة الخرطوم، بروفيسور حيدر الصافي الحزب الجمهوري، فضل الله برمة رئيس حزب الامة القومي ، يوسف محمد زين الحزب الوطني الاتحادي التقى بحمدوك بمقر اقامته الجبرية. ونقلوا له مقترح المكون العسكري.
من جانبه أبلغ حمدوك، الوفد، أنه جاء بتوافق سياسي عريض والأمر متروك للقوى السياسية لتقرر في ذلك.
رفض ضم حمدوك
من ناحية اخرى رفض المجلس المركزي للحرية والتغيير مقترح ضم حمدوك لمجلس السيادة المقترح ..وتمسك بالعودة للنظام الدستوري ما قبل 25 أكتوبر.
لكن في ذات الوقت قال مصدر بقوى الحرية والتغيير ، أن حمدوك ذكر للوفد (قرار مشاركتي في السلطة بيد الحرية والتغيير كحاضنة سياسية عليهم إتخاذ القرار المناسب حول المشاركة وفقا لما تراه مناسبا).
في موازاة ذلك كشفت مصادر أخرى ،عن اجتماع موسع عقد بمنزل رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر ،ضم عضوية من المجلس المركزي للحرية والتغيير. مجموعة الميثاق الوطني ، ممثلة في رئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو مناوي ، ورئيس حركة العدل والمساواة د. جبرئيل إبراهيم وغيرهما، بجانب مجموعة ساطع الحاج -غير موقعة على ميثاق الحرية والتغيير – وشخصيات قومية – ومضوي ابراهيم .بروفيسور حيدر إبراهيم . وأمن الاجتماع على ضرورة تهيئة المناخ السياسي للدخول في حوار شامل مع مختلف القوى السياسية السودانية ، وإطلاق سراح المعتقلين. ورفع حالة الطوارئ المفروضة منذ 25 أكتوبر …وشدد المجتمعون على أهمية شمولية المبادرات على أن تكون شاملة لحل الأزمة الماثلة بصورة جذرية .
في مقابل ذلك ذكرت مصادر منفصلة ، أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أصدر 480 قرارا بإعفاء مسؤولين بالدولة منذ 25 أكتوبر ، وأكدت ذات المصادر أن القيادة العسكرية قد تعلن رئيس الوزراء في اي لحظة في ظل عدم وجود مفاوضات مباشرة.
في سياق ذي صلة، اعتبر المجلس المركزي للحرية والتغيير في بيان له ، أن حديث البرهان لقناة الجزيرة عن الانتقال الديمقراطي بالسودان خطوة مهمة .وعلى البرهان تهيئة المناخ السياسي للحوار
برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين. في ذات الاتجاه أكد المتحدث باسم المجلس المركزي للحرية والتغيير والأمين السياسي لحزب الأمة القومي الواثق البربر للجزيرة ، بأنه لم يعرض على حمدوك العودة كرئيس للوزراء.
مستقبل السودان
أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالله حمدوك، أنه لا خوف على مستقبل السودان، وأن تماسك قوى الحرية والتغيير من متطلبات المرحلة الحالية.
جاء ذلك لدى اجتماعه، برئاسة مجلس الوزراء بوفد من قيادات الحرية والتغيير لمناقشة قضايا وحدة وتماسك قوى الحرية والتغيير.
وتسلم رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء مذكرة حول المبادرة الوطنية الطريق إلى الأمام، والتي أكدت على دعم مبادرة رئيس الوزراء، كما حوت التأكيد على أهمية توسعة المشاركة بآلية المبادرة لتمثيل كل أطياف المجتمع السوداني، خاصة التمثيل النسوي والشباب،
وناقش الاجتماع قضية التأخير في تشكيل المجلس التشريعي وتكوين المفوضيات والتي يؤدي غيابها لقصور في اضطلاع الحكومة التنفيذية بمهامها.
وأكّد الاجتماع وجود قضايا أساسية تحتاج لاختراق وحلول مباشرة خاصة فيما يتعلق بالوضع المعيشي للمواطنين.
وأوضح القيادي في قوى الحرية والتغيير السيد محمد عصمت أن رئيس الوزراء أبدى تأييداً كبيراً لوحدة الحرية والتغيير وضرورة تماسكها، مشيراً إلى أن اللقاء تناول آلية مبادرة رئيس الوزراء.
حيث تم خلال الاجتماع التوصل إلى تفاهم بإضافة بعض المكونات التي غابت عن عملية التشكيل الأولي للآلية.
وأضاف عصمت، أن الاجتماع اطلع أيضاً على رؤية رئيس الوزراء فيما يلي تعيين الولاة على أُسس تضمن الالتفاف الجماهيري والمجتمعي خلق حواضن سياسية مقدرة داخل الولاية، حتى يتمتع الولاة بسند سياسي واجتماعي.
وأوضح عصمت، أن اجتماع اليوم اتفق على خلق آلية تواصل مستمر مع مكتب رئيس الوزراء خاصة في هذه الظروف التي تتطلب التشاور المستمر حول العديد من القضايا، واصفاً اللقاء بالشفاف والمُثمر، حيث اتسم حسب وصفه بقدر كبير من الرشد الوطني المطلوب في مثل هذه الظروف.
أكد رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك، أن اهتمام حكومته بشرق البلاد، يعد من صميم وأولويات الاهتمام بكل القضايا الاستراتيجية التي تتعلق بالدولة، مشددا على أهمية أن يتكاتف الجميع لتحقيق التنمية لسكان شرق السودان.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك مع وفد الإدارة الأهلية لقبيلة “الأمرأر”، بقيادة الناظر علي محمود.
وأعرب حمدوك، عن دعمه لمبادرة الناظر علي محمود، ناظر عموم قبيلة “الأمرأر” لدعم السلام والاستقرار بولاية البحر الأحمر (شرق السودان)، موكدا التزام الحكومة الانتقالية بمساندتها لحفظ التقاليد العريقة للتعايش السلمي بين مختلف مكونات شرق البلاد بحكمة الإدارات الأهلية.
وقال حمدوك: “بعد إعفاء ديون السودان، فإن كل الموارد الجديدة التي ستتوفر للحكومة، سيكون لشرق السودان أولوية في تخصيصها”.
من جانبه، أكد ناظر عموم قبيلة “الأمرأر”، أن زيارتهم لرئيس الوزراء تأتي لدعم مبادرته (الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق للأمام)، موضحا أن الوفد قدم مطالب تتعلق بمعالجة الفراغ الإداري بمناطق شرق السودان وخلق فرص عمل لاستيعاب طاقات أبناء الشرق والمساهمة في بناء ونهضة المنطقة.
وعلى صعيد آخر، التقت مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية بمكتبها، ممثلي دول الترويكا وهم “دونالد بوث مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية، وبوب فيرويذر مبعوث بريطانيا، وإندري ستيانسن مبعوث النرويج”.
وبحث اللقاء بين الجانبين موقف السودان من سد النهضة ومطالبته بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي في الثامن من يوليو الجاري، وكذلك موقف السودان من تطورات الأوضاع الخطيرة في إثيوبيا وحرصه على إقرار السلام فيها وفي الإقليم، وفق بيان لوزارة الخارجية السودانية.
كما ناقش اللقاء سير عملية السلام في السودان والتقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية سلام جوبا، بالإضافة إلى إنشاء آلية تقويم ومتابعة لتنفيذ الاتفاقية.
وأكد ممثلو دول الترويكا أهمية تنوير وإشراك المجتمع الدولي في جهود حكومة الفترة الانتقالية، كما قدموا تنويرا عن زيارتهم إلى مدينة كاودا، مؤكدين أهمية بناء الثقة للمضي قدما في عملية التفاوض مع الأطراف غير الموقعة على اتفاقية السلام.