يشهد العالم خلال هذه الفترة موجة حر قاسية لم يسبق لها مثيل، حيث تُسجل درجات حرارة قياسية في معظم الدول.
وقد أدت هذه الموجة إلى وقوع العديد من الحوادث المأساوية، مثل وفاة 102 شخص في مالي بسبب مضاعفات مرتبطة بالحرارة، وانفجار مستودع للذخيرة في كمبوديا.
وتشير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن هذه الموجة تشكل خطراً حقيقياً على حياة الإنسان، حيث عانى أكثر من 1.5 مليار شخص، أي ما يقارب خُمس سكان الكوكب، في يوم واحد على الأقل، من ارتفاع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 39.4 درجة مئوية.
وتُعدّ تايلاند من أكثر الدول تضررًا من موجة الحر، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بانكوك عاصمة البلاد 47.8 درجة مئوية، مما أدى إلى وفاة 61 شخصاً.
ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، فإن التعرض لمؤشر حرارة 39.5 درجة مئوية يُمكن أن يُسبب تشنجات حرارية وإرهاق، وقد يُؤدي التعرض لفترة طويلة لضربة شمس.
وتُحذر كريستي إيبي، عالمة الأوبئة في مركز الصحة والبيئة العالمية بجامعة واشنطن، من أن ارتفاع درجات الحرارة يُشكل خطراً كبيراً على صحة القلب والأوعية الدموية، كما يُمكن أن يُسبب أمراض الحرارة تشنجات عضلية ودوخة وقيء وصداع وارتباك وإغماء وفقدان الوعي.
وتُضيف إيبي أن الناس لا يدركون عادةً أنهم يواجهون مشاكل مع الحرارة إلا بعد أن يواجهوا هذه المشاكل بالفعل، مما يُشكل خطراً كبيراً على حياتهم.
ويتوقع العلماء أن يكون هذا العام هو الأكثر سخونة في التاريخ، محطمًا الرقم القياسي المسجل العام الماضي.
ويُرجع الباحثون ارتفاع درجات الحرارة إلى نمط ظاهرة النينيو المناخي، وعقود من انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان.
ويُعدّ تغير المناخ أحد أكبر التحديات التي تواجهها البشرية في الوقت الحالي، ويتطلب مواجهة هذا التحدي تضافر الجهود من جميع الدول والشعوب.
ويشكل ارتفاع درجات الحرارة تهديدًا خطيرًا لحياة الإنسان، ويتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التحدي العالمي.
حيث شهد عام 2023 ارتفاعًا غير مسبوق في درجات حرارة الأرض، حيث بلغت نسبة الارتفاع المفاجئ 92% وفقًا لتقييم علمي حديث.
هذا الارتفاع القياسي يُنذر بخطرٍ داهم على كوكبنا، ويُؤكد مسؤولية الإنسان المباشرة في هذه الظاهرة المُقلقة.
و نسلط الضوء على أسباب ارتفاع درجات حرارة الأرض في 2023، وتأثيرات ذلك على كوكبنا، ونناقش الخطوات اللازمة لمواجهة هذا التحدي العالمي.
أسباب ارتفاع درجات حرارة الأرض في 2023:
أجرى فريق من 57 عالمًا من جميع أنحاء العالم دراسة شاملة باستخدام أساليب معتمدة من الأمم المتحدة، لتحديد أسباب الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة خلال عام 2023.
وخلصت الدراسة إلى أن 92% من هذا الارتفاع القياسي ناتج عن النشاط البشري، وخاصةً زيادة استخدام الوقود الأحفوري.
وأوضح التقرير أن تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الناتج عن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي، هو السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة.
وذكر التقرير أن معدل الاحترار في عام 2023 بلغ 0.26 درجة مئوية لكل عقد، وهو أعلى معدل سنوي تم تسجيله على الإطلاق.
وبالرغم من هذا الارتفاع القياسي، لم يجد العلماء دليلاً على تسارع كبير في تغير المناخ بخلاف زيادة حرق الوقود الأحفوري.
وتعود نسبة 8% المتبقية من ارتفاع درجات الحرارة إلى ظاهرة النينيو، وهي ظاهرة طبيعية مؤقتة في وسط المحيط الهادئ تؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل الاحترار الغريب على طول المحيط الأطلسي وعشوائية الطقس.
يُشكل ارتفاع درجات حرارة الأرض خطرًا كبيرًا على كوكبنا، ويُهدد مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك:
يُعدّ مواجهة تغير المناخ مسؤولية عالمية تتطلب تضافر الجهود من جميع الدول والشعوب.
ويمكن اتخاذ العديد من الخطوات لمواجهة هذه الظاهرة، منها:
