التهديد الحوثي المتواصل لطرق التجارة العالمية بالبحر الأحمر، لا يمكن تعطيله إلا باستراتيجية أمريكية جديدة. هكذا ترى "فورين بوليسي".
ولردع الحوثيين عن تعريض ممرات الشحن العالمية للخطر، تقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تحليل، إنه لابد من استراتيجية تقوم على التالي:
جهود أمريكية ترى "فورين بوليسي" أنها لابد أن تكون امتدادا لاستراتيجية أوسع نطاقا لإضعاف النفوذ الإقليمي لإيران. وهذا يعني تحميل إيران، التي تعد المحرك الرئيسي لأفعال الحوثيين، المسؤولية عن هجمات الجماعة من خلال العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.
كما ينبغي- وفق فورين بوليسي- للولايات المتحدة وإسرائيل التنسيق بشأن أي ضربات عسكرية أخرى ضد قدرات الحوثيين، وأن يكون العمل العسكري مستهدفا بدقة لتعطيل عمليات المليشيات إلى أقصى حد، دون الإضرار بالمدنيين.
وتقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن واشنطن أنشأت قبل أكثر من عام، وبالتحديد في ديسمبر/كانون الأول 2023، عملية متعددة الجنسيات للدفاع عن السفن التجارية واستعادة حرية الملاحة في أعقاب هجمات الحوثيين التي هددت نحو 12% من الشحن العالمي الذي يمر عبر نقطة الاختناق المعروفة بمضيق باب المندب.
بيْد أن هذه العمليات التي تقودها الولايات المتحدة لم تحد بشكل كامل من التهديد الحوثي المتواصل ضد الشحن الدولي، وذلك باعتراف قائد البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، نائب الأدميرال جورج ويكوف، الذي صرّح علنا أن الجهود الدفاعية والضربات لم تردع المليشيات. وفق المصدر نفسه.
وبحسب المجلة، لم يتغير هذا الاستنتاج كثيرا. ففي حين تراجعت الهجمات على الشحن إلى حد كبير لأن هناك عددا أقل من الأهداف انخفض الشحن بنحو الثلثين، ولكن حرية الملاحة لم تُستَعَد.
واستمرت الهجمات الحوثية المتفرقة، بما في ذلك مزاعم الضربة التي شُنِّت في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي على سفينة حاويات "ميرسك" في بحر العرب، والهجوم الذي شُن في 31 من الشهر ذاته على حاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان"، في إجبار معظم الشحن الغربي على اتخاذ طرق أطول وأكثر تكلفة ولكنها أكثر أماناً حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.
وفي الوقت نفسه، كثّف الحوثيون هجماتهم المباشرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
وفي هذا الصدد، ذكرت "فورين بوليسي" أن الحوثيين أطلقوا أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة بدون طيار على إسرائيل منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.