دراسات وأبحاث

بدء المرحلة الثانية من مفاوضات غزة.. تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق

الثلاثاء 18 فبراير 2025 - 09:05 م
مصطفى سيد
الأمصار

بعد أسابيع من المماطلة، وافقت الحكومة الإسرائيلية رسميًا على بدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تهدف إلى تحويل التهدئة المؤقتة إلى اتفاق دائم يُفضي إلى إنهاء العمليات العسكرية وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع. 

تأتي هذه الخطوة بعد ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة ودول إقليمية، وسط ترقب لموقف الفصائل الفلسطينية بشأن تنفيذ بنود الاتفاق.

إسرائيل تخضع للضغوط وتوافق على المفاوضات

جاءت الموافقة الإسرائيلية خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، الذي عُقد مساء الإثنين، حيث أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن المفاوضات ستنطلق خلال الأسبوع الجاري، دون تحديد موعد أو مكان انعقادها.

وكان من المقرر أن تبدأ هذه المفاوضات مطلع فبراير الجاري، إلا أن إسرائيل أرجأتها وسط تباين في مواقف قياداتها السياسية والأمنية بشأن شروط المرحلة المقبلة. 

لكن التدخل الأمريكي، الذي قاده المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أجبر الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بالمحادثات، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية لاستمرار الحرب في غزة وتداعياتها الإنسانية.

تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق

وفقًا لما تم الاتفاق عليه، فإن المرحلة الثانية من المفاوضات، التي تمتد لمدة 42 يومًا، تشمل عدة بنود رئيسية، أبرزها:

1. وقف إطلاق نار دائم وإنهاء العمليات العسكرية

2. تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

3. انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة

4. مستقبل إدارة غزة بعد الحرب

دور الوساطة الدولية والإقليمية

1. الولايات المتحدة تكثف ضغوطها

لعبت الإدارة الأمريكية دورًا محوريًا في دفع إسرائيل نحو الموافقة على بدء المفاوضات، حيث كثّف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جهوده خلال الأيام الماضية لإقناع الجانب الإسرائيلي بعدم تعطيل تنفيذ الاتفاق.

تأتي هذه التحركات الأمريكية في ظل ضغوط داخلية على إدارة الرئيس جو بايدن، حيث يواجه انتقادات من الأوساط السياسية والحقوقية بسبب استمرار دعمه العسكري لإسرائيل رغم تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

2. الدور المصري والقطري في الوساطة

موقف الفصائل الفلسطينية وترقب لردود الأفعال

لم يصدر بعد رد رسمي من حركة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى على تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن مصادر مطلعة أفادت بأن الحركة تشترط وجود ضمانات دولية لتنفيذ البنود كافة، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى والانسحاب الإسرائيلي.

من جهتها، ترى الفصائل الفلسطينية أن نجاح هذه المرحلة يعتمد على مدى التزام إسرائيل بتعهداتها، وعدم اتخاذ إجراءات قد تعرقل تنفيذ الاتفاق، مثل عمليات الاعتقال المستمرة في الضفة الغربية، أو تصعيد الغارات الجوية في غزة.

التحديات والعقبات أمام تنفيذ المرحلة الثانية

رغم التوصل إلى اتفاق مبدئي، لا تزال هناك عدة عقبات قد تؤثر على سير المرحلة الثانية، ومنها:

  1. الخلافات الداخلية في إسرائيل، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معارضة قوية من الأجنحة اليمينية المتشددة التي ترفض أي انسحاب من غزة دون "ضمانات أمنية".
  2. عدم وضوح آلية تنفيذ الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بموعد وجدول زمني دقيق لانسحاب الجيش الإسرائيلي.
  3. إمكانية حدوث تصعيد ميداني، في حال وقوع هجمات من الفصائل الفلسطينية، أو استئناف عمليات القصف الإسرائيلي، ما قد يهدد استمرار المفاوضات.

السيناريوهات المحتملة

مع بدء المرحلة الثانية من المفاوضات، يبرز سيناريوهان رئيسيان لمستقبل الوضع في غزة:

نجاح المفاوضات وإرساء تهدئة دائمة

فشل المفاوضات وعودة المواجهات

تترقب الأوساط الدولية والإقليمية بحذر مسار المرحلة الثانية من المفاوضات، وسط آمال بأن تؤدي إلى حل مستدام ينهي سنوات من الصراع في غزة.

 لكن نجاح الاتفاق سيعتمد على مدى التزام الأطراف بتعهداتها، وقدرتها على تجاوز الخلافات السياسية والأمنية التي لطالما عرقلت جهود السلام في المنطقة.