حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من تفاقم أزمة الفقر الغذائي بين الأطفال في شرق لبنان، حيث كشفت أن أكثر من 50% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من نقص حاد في التغذية، مما يعرضهم لمخاطر صحية خطيرة على المدى الطويل.
ووفقًا لتقرير صادر عن المنظمة، فإن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع معدلات التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للأسر اللبنانية واللاجئين قد أسهمت بشكل كبير في تفاقم أزمة الأمن الغذائي، مما أثر بشكل مباشر على صحة الأطفال ونموهم.
وأوضحت "يونيسف" أن تعليق برامج التغذية في لبنان جاء نتيجة تقليص المساعدات الخارجية، خاصة بعد خفض التمويل الأمريكي، مما زاد من صعوبة وصول الأطفال إلى الغذاء الصحي والمتوازن.
كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لاستئناف برامج التغذية وضمان وصول المساعدات الإنسانية للأسر الأكثر تضررًا، محذرةً من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال، مما سيؤثر على مستقبل جيل كامل في لبنان.
يواجه لبنان واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه الحديث، حيث أدت الأوضاع المالية المتردية إلى انهيار الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتغذية، مما جعل الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الأطفال، في مواجهة مباشرة مع الجوع وسوء التغذية.
وتسعى المنظمات الإنسانية إلى توفير حلول مستدامة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، وضمان استمرارية برامج التغذية، وتحفيز الاستثمارات الدولية في القطاع الصحي والغذائي.