يشهد السودان في الشهر الثالث من رمضان حربًا مستمرة، تتزامن مع تقدم الجيش السوداني الذي بدأ نشاطه منذ سبتمبر من العام السابق، وهذه الفترة من الصراع تحمل في طياتها أحداثًا متلاحقة، تتطلب منا فهم الوضع الحالي وتحليل التطورات على الأرض.
في الساعات الأولى من صباح السبت، نفذ طيران الجيش السوداني غارات جوية على عدة مواقع داخل مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان، وقد أدت هذه الغارات إلى دوي انفجارات عالية سمعها السكان المحليون، مما يشير إلى تصعيد واضح في العمليات العسكرية في المنطقة.
أما في العاصمة السودانية الخرطوم، فتستمر قوات الجيش في التقدم من محور سوبا، حيث تسير نحو الأحياء الشمالية، والقوات تقترب من أحياء النصر والأحياء القريبة من جسر المنشيه، وذلك في خطوة استراتيجية مهمة، ولا تزال قوات الدعم السريع في السودان تتحصن في منطقة جسر المنشيه ومحيطها، مما يزيد من تعقيد الوضع العسكري بالمدينة.
في منطقة شرق النيل، تواصل القوات الأمنية عملياتها، حيث تُعد منطقة حلة كوكو واحدة من البؤر الساخنة، هذه المنطقة تقع بالقرب من كافوري، التي بسط الجيش السوداني سيطرته عليها مؤخرًا، ويتواجد أيضًا عناصر من قوات الدعم السريع في محيط هذه المناطق، مما يدل على الازدحام العسكري الذي تشهده هذه المنطقة.
لا يمكن إغفال النشاط المستمر في غرب أم درمان، حيث تظل الأحياء مثل المربعات وأم بده ومدينة النخيل مسرحًا لعمليات القوات المتنافسة، والجيش السوداني قد نفذ تحركات واسعة في هذه المحاور خلال الأيام الماضية، مما يُبشر بوجود خطط عسكرية فعالة.
تحيط العمليات العسكرية أيضًا بوسط الخرطوم، وبالتحديد في المنطقة التجارية الكبرى "السوق العربي"، هناك انتشار ملحوظ لقوات الشجر وسلاح المدرعات، مما يُعتبر إشارة على ارتفاع وتيرة الصراع في هذه المنطقة، والأحياء الجنوبية مثل السجانه، والديون، وحي الزهور، والأحياء المحيطة بالصحافة تأثرت هي الأخرى، حيث تواصل القوات العسكرية التحرك وتحصين مواقعها، مما يعقّد البنية الأمنية في العاصمة.
حيث إن الوضع العسكري في السودان يتسم بالصعوبة والتعقيد، حيث تسعى القوى المختلفة لتحقيق السيطرة على المناطق الاستراتيجية، بينما يتواصل الكفاح والانهيار في بعض الأجزاء. مع دخول هذا الشهر المبارك، تبقى الآمال والمخاوف متعلقة بمستقبل البلاد والأمن العام فيها.
أعربت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية صباح اليوم الأحد، عن رفضها لأي محاولات تهدد وحدة وسيادة وسلامة أراضي السودان الشقيق بما في ذلك السعى نحو تشكيل حكومة سودانية موازية، الأمر الذي يعقد المشهد في السودان، ويعيق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية.
وتطالب مصر كافة القوى السودانية بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد والانخراط بصورة إيجابية في إطلاق عملية سياسية شاملة، دون إقصاء أو تدخلات خارجية.