أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن إمدادات الغذاء المتوفرة في قطاع غزة تكفي فقط لإبقاء المطابخ العامة والمخابز مفتوحة لمدة تقل عن أسبوعين، وذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الأغذية والوقود والأدوية إلى القطاع.
يأتي هذا التحذير بعد أيام من تشديد إسرائيل للحصار بهدف الضغط على حركة حماس لقبول ترتيب بديل لوقف إطلاق النار، وذلك بعد ستة أسابيع من هدنة هشة بين الطرفين.
وكانت إسرائيل قد سمحت خلال تلك الفترة بزيادة المساعدات الإنسانية، لكن برنامج الأغذية العالمي أوضح أن مخزوناته من الغذاء قد انخفضت بشكل كبير نتيجة لتوزيعها على السكان المحتاجين.
إلى جانب أزمة الغذاء، حذر البرنامج الأممي من أن مخزون الوقود في غزة يكفي لبضعة أسابيع فقط، مما قد يؤدي إلى تعطيل الخدمات الأساسية وزيادة المعاناة الإنسانية في القطاع.
أكد برنامج الأغذية العالمي أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يستمر، مشددًا على أنه "لا يمكن التراجع عنه" في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها السكان.
وأوضح البرنامج الأممي، في بيان نشره عبر منصة "إكس" ونقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن الهدنة المستمرة منذ ستة أسابيع سمحت بوصول المساعدات إلى مليون شخص في أنحاء القطاع، من خلال استعادة نقاط توزيع الإمدادات، وإعادة تشغيل المخابز، وتوسيع نطاق المساعدات النقدية، مشيرًا إلى أن "مسار الوصول الإنساني الآمن والمستدام واضح".
وأضاف البرنامج أن استمرار وقف إطلاق النار يمثل ضرورة ملحة لضمان تدفق المساعدات إلى السكان المتضررين، محذرًا من العواقب الوخيمة لأي انتكاسة في الهدنة.
ويعيش نحو 1.5 مليون مواطن في قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، في ظل استمرار التهجير القسري والدمار واسع النطاق الذي خلفه العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا.
ومع حلول شهر رمضان المبارك، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني المواطنون من نقص حاد في الغذاء والمياه، مما يزيد من معاناتهم في ظل استمرار الحصار والتصعيد العسكري.
ذكر برنامج الأغذية العالمي، أن كميات الغذاء التي تم إدخالها إلى غزة خلال الـ8 أيام الأولى من وقف إطلاق النار، تزيد عما دخلت خلال الشهر الماضي بأكمله، حيث تم تسليم أكثر من 10 آلاف طن من الغذاء عبر جميع المعابر الحدودية المتاحة دون وقوع حوادث.