بحث الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، وولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، خلال مكالمة هاتفية مساء الخميس، «سُبل تسوية الأزمة الأوكرانية»، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة.
وجاء في بيان صادر عن الكرملين: «تم إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي محمد بن سلمان آل سعود. وهنأ الرئيس الروسي قيادة وشعب المملكة العربية السعودية بمناسبة شهر رمضان المبارك، ووجه أطيب التمنيات إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود».
وأشار البيان إلى أن «بوتين أشاد بجهود الوساطة التي تبذلها الرياض. وأضاف الكرملين: «من جانبه، أشاد الرئيس الروسي بجهود الوساطة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، وشكر بشكل خاص على تهيئة الظروف المواتية لإجراء محادثات بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة في الرياض في 18 فبراير».
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الروسي السعودي المرتفع وأكدا التوجه نحو تطويره بشكل ودي وبناء.
ولفت البيان إلى أنه تم خلال المحادثة مناقشة «قضايا التعاون الروسي السعودي الراهنة في إطار 'أوبك+'».
وتابع الكرملين: «تم التأكيد على أهمية هذا الشكل الفريد لضمان استقرار سوق النفط العالمي، والحفاظ على التوازن بين العرض والطلب لصالح كل من المنتجين والمستهلكين للخام. كما تم التأكيد على التزام روسيا والمملكة العربية السعودية بمراعاة الالتزامات التي تم التعهد بها في إطار أوبك+».
من جانبه، أشار ولي العهد السعودي خلال المحادثة إلى أهمية تسوية الأزمة الأوكرانية، وأعرب عن استعداده للمساهمة في تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وجاء في البيان: «في ضوء الاتصالات الدولية التي أجريت على أراضي المملكة، أشار محمد بن سلمان إلى أهمية تسوية الأزمة الأوكرانية، كما أعرب عن استعداده لمواصلة بذل كل الجهود لتطبيع العلاقات الروسية الأمريكية».
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، تأييده لإعادة فتح قنوات الحوار مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، بهدف إيجاد حل للأزمة الأوكرانية، مُؤكدًا أن أي تسوية يجب أن «تتضمن ضمانات أمنية لأوكرانيا»، حسبما أفادت وسائل إعلام فرنسية، الثلاثاء.
وقال ماكرون: إن «الاتحاد الأوروبي قد قدّم مساعدات بقيمة 138 مليار يورو لدعم كييف»، مُضيفًا: «أوروبا لا تقلل بأي حال من مسؤوليتها في دعم أوكرانيا»، مُؤكدًا أن باريس والاتحاد الأوروبي «يتشاركون مع ترامب السعي نحو السلام».
وأضاف الرئيس الفرنسي بعد لقائه في واشنطن مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب: «نحن نُريد السلام. لكن هذا السلام لا يمكن أن يعني استسلام أوكرانيا أو وقف إطلاق النار دون ضمانات».
ووصف ماكرون مصادرة الأصول الروسية المُجمدة بأنها إجراء يتعارض مع القانون الدولي. وأكد أن هذه الأصول لا يمكن مصادرتها لهذا السبب.
من جانبه، أعلن ترامب اليوم أن النزاع في أوكرانيا يُمكن تسويته في الأسابيع المقبلة، كما ذكر أن اتفاقية المعادن الأرضية النادرة مع كييف سيتم توقيعها «قريبًا جدًا».
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ليست مُهتمة باتفاقية الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن الموارد، وأوضح أن روسيا تمتلك كميات أكبر من المعادن الأرضية النادرة، وأن موسكو ستكون «سعيدة بالعمل» مع واشنطن في هذا المجال.
وأشار بوتين إلى أن روسيا مُستعدة لتزويد السوق الأمريكية بحوالي مليوني طن من الألومنيوم لتحقيق استقرار الأسعار، كما أضاف أن البلدين يمكنهما إطلاق مشاريع مشتركة لتعدين الألومنيوم، على سبيل المثال في إقليم كراسنويارسك.
وفي وقت سابق، صرح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بأنه يأمل في لقاء نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، قريبًا جدًا، مُؤكدًا استعداده لهذا اللقاء «في أي وقت»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء.