جيران العرب

جدل حول إهدار ترامب ملايين الدولارات بسبب نقل المهاجرين إلى جوانتانامو

الجمعة 14 مارس 2025 - 06:15 ص
مي ضاحي
الأمصار

اتهم مسئولون الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإهدار ملايين الدولارات على عملية نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى خليج جوانتانامو، تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد، بعدما قرر إعادتهم جميعًا إلى منشآت احتجاز داخل الولايات المتحدة مرة أخرى، بحسب القاهرة الإخبارية.

ووقّع "ترامب" أمرًا تنفيذيًا لتجهيز منشأة احتجاز ضخمة فى خليج جوانتانامو، تتسع لاحتجاز ما يصل 30 ألف مهاجر يتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، ضمن أجندة "أمريكا أولا"، التي تهدف إلى تخليص الولايات المتحدة من "غزو المهاجرين".

وأكد المسئولون فى إدارة ترامب - رفضوا ذكر أسمائهم - لشبكة "إيه بي سى"، أن إدارة الرئيس الأمريكي أهدرت 16 مليون دولار على إقامة منشأة الاحتجاز، التي تبين أنها لم تتوافق مع متطلبات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية فيما يتعلق باحتجاز المهاجرين، بما في ذلك توفير تكييف الهواء وغيره من وسائل الراحة.

وعقب قرار ترامب أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية 300 جندي لدعم عمليات احتجاز المهاجرين، وكانت أول طائرة من طراز سي-17 أقلعت من مدينة إل باسو في ولاية تكساس، وعلى متنها عدد صغير من المهاجرين يصل 10 أشخاص، معظمهم من عصابة دى أراجوا الفنزويلية.

ولكن خلال الأيام الماضية، كشفت شبكة ABC News، أن إدارة ترامب قررت إعادة جميع المحتجزين الذين تم نقلهم إلى خليج جوانتانامو، إذ لم يكن هناك حتى الجمعة الماضي سوى 41 محتجزًا فقط.

وعلى متن طائرة غير عسكرية، يومي الثلاثاء والأربعاء، نُقلوا جميعًا جوًا إلى لويزيانا، إذ تم احتجازهم مرة أخرى فى منشأة معالجة تابعة لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية موزعين بالتساوي تقريبًا بين مستويات التهديد المنخفضة والعالية.

وفي حديثها لصحيفة نيويورك تايمز، أكدت النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا سارة جاكوبس، عضو لجنة القوات المسلحة فى النواب الأمريكي، أن المسؤولين في خليج جوانتانامو قالوا إن تكلفة إنشاء معسكر المهاجرين بلغت 16 مليون دولار.

وتكلفت كل خيمة 3.1 مليون دولار لبنائها، على الرغم من أنها لا تفي بمعايير وزارة الأمن الداخلى، وفقًا لجاكوبس، مشددة على أنه من الواضح أنه لا توجد خطة قابلة للتنفيذ بأي حال من الأحوال للوصول إلى 30 ألف شخص.

وبحسب المسؤولين، لم تتوافق الخيام مع متطلبات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية فيما يتعلق باحتجاز المهاجرين، بما في ذلك توفير تكييف الهواء وغيره من وسائل الراحة، مشيرين إلى أن القوات التي تم إرسالها إلى هناك سيتم إعادة تعيينها للمساعدة في مهمة أخرى بالحدود الجنوبية.

وأدانت جماعات حقوقية أمريكية قرار دونالد ترامب، بتحويل معتقل جوانتانامو إلى مركز احتجاز للمهاجرين غير النظاميين، ووصفوه بالقرار الكارثي الذي لا يمكن الدفاع عنه، ويعيد ذكريات التعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى إلى الواجهة.

وأسس الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، معتقل جوانتانامو، عام 2002، لاحتجاز الإرهابيين الأجانب المُشتبه بهم، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، التي تمت بطائرات مختطفة، على نيويورك ومقر البنتاجون، وأسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.

ويقع المعتقل ضمن قاعدة جوانتانامو البحرية على بُعد نحو 700 كيلومتر على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا، وتعد أقدم منشأة عسكرية أمريكية في الخارج تأسست عام 1903، ووفقًا للحكومة الأمريكية تحتفظ أمريكا بالسلطة القضائية، بينما تحتفظ كوبا بالسيادة على المنشأة.