عقدت الهيئة المديرة لمهرجان الأغنية التونسية جلسة تقييمية مع أهل القطاع ومختلف ممثلي وسائل الإعلام وكل الأطراف الفاعلة في المجال الموسيقي لمناقشة تصورات ومضامين الدورة الثالثة والعشرين والتي اختتمت فعالياتها يوم 11 مارس 2025.
واستهل مدير مهرجان الأغنية التونسية الملحن الطاهر القيزاني حديثه خلال هذه الجلسة التقييمية تحت عنوان "المهرجان وبعد" بالتأكيد على الدور الكبير للنقد والتقييم في تطوير المهرجان عبر مناقشة مختلف وجهات النظر.
ووصف الطاهر القيزاني اللقاء الإعلامي المخصص للإعلان عن تفاصيل الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الأغنية في 18 فيفري المنقضي بالمثمر مشددا في حديثه خلال الجلسة التقييمية "المهرجان وبعد" على أنه قدم برنامجه وتصوراته في جلسة أولى في أكتوبر الماضي وذلك بعد تعينه من قبل وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي مديرا لمهرجان الأغنية.
وعرج الطاهر القيزاني على شروط المشاركة في مسابقات مهرجان الأغنية التونسية في دورته الثالثة والعشرين والتي فتحت المجال لكل الأنماط الموسيقية دون استثناء.
وردا على الانتقادات التي طالت اختياره لجنة واحدة للفرز والتحكيم أوضح مدير مهرجان الأغنية الطاهر القيزاني أن الطريقة التي اعتمادها هي الأكثر شفافية من منظوره إذ يتعامل أعضاء اللجنة مع الأعمال المشاركة بصفتها أرقام دون أن يعرفوا هوية المتنافسين ومنح الطاهر القيزاني في هذا السياق الكلمة للفنانة عائدة النياطي وهي من أعضاء لجنة الفرز والتحكيم لتتحدث عن تجربتها في مهرجان الأغنية.
وفي هذا الإطار شددت الفنانة عائدة النياطي أن عملية الفرز والتحكيم خضعت لمعايير ومقاييس نوعية ووقتية حددتها الأعمال المشاركة بمختلف أنماطها وبلغ عددها 149 واصفة انتاجات كل المشاركين بالقيمة إلا أن المسابقات تفرض اختيار عدد معين من المشاركات.
وعن معلقة مهرجان الأغنية والومضة الخاصة بالترويج لفعاليات أعرق التظاهرات الموسيقية في بلادنا اعتبر الطاهر القيزاني اختيار المرأة في ملامحها وتفاصيلها التونسية وهي تتجول ليلا في شارع الحبيب بورقية انعكاس لرسالة فنية تثمن الهوية الثقافية والإرث الموسيقي من ناحية ومن ناحية أخرى رسالة سياسية تعكس الأمان والحرية في شارع الحبيب بورقيبة. ورفعت هذه الدورة عبر خياراتها ما قبل وبعد المهرجان وخلال فعالياته من 8 إلى 11 مارس شعار "تونس تغني".
وفي سياق رسائله الفنية والجمالية وقيم الحرية والأمن ومبادئ اللامركزية أعرب الطاهر القيزاني على أهمية انفتاح المهرجان على الفضاءات الثقافية وعروض الشارع في مختلف مناطق الجمهورية والتي تجسدت تصوراتها من خلال فعالية "الركح المفتوح" في 28 فيفري 2025 وهي المحطة الأولى قبل انطلاق المهرجان في 8 مارس 2025.
الدردشة الفنية: "الأغنية إلى أين.." يوم 6 مارس 2025 بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية "النجمة الزهراء" وبحضور وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي ضمن برمجة الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الأغنية التونسية كانت المحطة الثانية قبل المهرجان واعتبر الطاهر القيزاني هذا اللقاء ثريا على مستوى النقاش والتفكير من مختلف الأطراف الفاعلة في القطاع الموسيقي والإعلاميين المشاركين في هذه الدردشة الفنية.
وعبر الطاهر القيزاني عن دعمه الكامل لعرض "تخيل" الذي افتتح مهرجان الأغنية في 8 مارس الحالي رغم بعض الانتقادات التي اعتبرت هذا الخيار لا يتمشى وخصوصية مهرجان الأغنية كما أشاد بحضور ضيفات شرف المهرجان نجاة عطية العائدة للمشهد الموسيقي، نوال غشام التي قدمت برنامجا غنائيا منوعا ونبيهة كراولي الذي كان حضورها خطوة لعودة علاقتها بمهرجان الأغنية.
من جهتها، كشفت السيدة هند المقراني المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية عن ميزانية الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الأغنية التونسية والتي قدرت بــ 900 ألف دينار وأكدت دعم المؤسسة لخيارات مدير المهرجان الطاهر القيزاني وحرصها الدائم على توفير كل الإمكانات اللوجستية والمالية لتطوير المهرجانات التونسية ومن بينها مهرجان الأغنية التونسية.
وتناول الحضور خلال الجلسة التقييمية "المهرجان وبعد" عدد من الإشكاليات بالطرح والنقاش ومن بينها الفصل بين لجنتي الفرز والتحكيم وضرورة تطوير تصور سهرة الافتتاح عبر تقديم مقترحات عديدة تهم تكريم فنانين ومحطة بارزة في تاريخ الأغنية التونسية مع المطالبة بعودة مسابقة الأغنية المتداولة واستحداث مسابقات جديدة تعنى بالأعمال الغنائية المصورة مع تطوير التصور الخاص بجائزة الجمهور ومنح أكثر من جائزة في مسابقة "المعزوفات".