رمضان في الأمصار

رمضان في الكويت.. شهر التراحم والعادات الأصيلة

الإثنين 24 مارس 2025 - 02:29 م
مريم عاصم
الأمصار

 في الكويت، لشهر رمضان المبارك مكانة خاصة في قلوب الناس، حيث تتجلى فيه أروع صور التلاحم والتراحم، وتعم أجواء روحانية تبعث في النفوس السكينة والطمأنينة. فمنذ اللحظة الأولى التي يُعلن فيها عن ثبوت رؤية الهلال، تبدأ الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر الفضيل، وتتزين الشوارع والمساجد بالفوانيس والزينات، وتعم الفرحة والبهجة في كل مكان.

ولرمضان الكويت في السابق لذة خاصة، يرجعها البعض إلى بساطة الحياة قديما وقرب الجميع ومعرفتهم ببعضهم البعض، وذلك بفضل التصاق البيوت ومحدودية الرقعة السكنية، إذ سكن أهل البلاد داخل السور الذي كان يحيط بالبيوت لحمايتها.

 

كان أهل الكويت يبدأون الاستعداد لقدومه مع بداية شهر شعبان؛ من خلال تجهيز المواد الغذائية التي تكفي الشهر بالكامل، وأبرزها التمور التي كانت تجلب من البصرة، والأرز الذي يجلب من الهند، وبحلول 15 شعبان يبدأ دق الهريس والجريش في احتفالية تسهر فيها النساء والأطفال حتى الفجر.

الأكلات الكويتية في رمضان

 

وتعتبر الأكلات الكويتية الرمضانية، من الأطباق الوافرة بالكرم والعطاء، حيث يمتاز الشعب الكويتي بتحضير أشهى الوجبات، ويعد الأرز الكويتي هو رمزها الأشهر من خلال التنوع في «المجابيس».

 

لم تغب سمة التنوع المتعددة من الأكلات الشعبية التي تحضر طوال الأيام في المطبخ الكويتي، ومنها ما يتم تحضيره بشكل خاص في رمضان مثل (التشريب ) (الهريس) و(الجريش) ووجبات الأرز مثل (المجبوس)، وهي أطباق قديمة جداً في البيت الكويتي، وتقدم على مدار العام، لكنها تزدهر على المائدة الرمضانية.

 

وتعتبر الحلويات التي يشتهر بها الشعب الكويتي في رمضان، سيدة المائدة بتنوع أطباقها الشعبية رغم تطورها عبر العقود، فالمائدة الكويتية الرمضانية حافظت على أطباقها الشعبية التقليدية رغم التطور مع دخول أصناف مستحدثة.

 

وفي ما يتعلق بالمشروبات تتمسك (الشربت) القديمة بحضورها، وأهمها (الفيمتو) و(البيذان) إلى جانب منتجات الألبان والحلويات وغيرها من المشروبات ذات النكهة المميزة.

وتضم الأطباق الرئيسية المشهورة كأطباق الأرز والهريس والجريش و(التشريب) أصنافاً أخرى من المقبلات والمقالي والحلويات والشوربات.

 

ويبتعد الكويتيون عن المأكولات البحرية في رمضان بسبب توافرها طوال العام وبأسعار في المتناول بعكس اللحوم الحمراء والدواجن التي يستمتع بأكلها الصائمون على وجبة الإفطار الرمضانية.

 

وتختلف المأكولات الكويتية وفقاً لليوم والموسم، فأطباق وجبة الإفطار تختلف عن (الغبقة) أو وجبة السحور، وتختلف في بداية رمضان عن أيامه الأخيرة أو أيام العيد، كما انها تختلف نسبياً إن كان شهر رمضان يقع في الصيف أو الشتاء لكنها في جميع الأحوال كانت تضم أصنافاً لا تزدهر السفرة إلا بها ومنها أنواع الكبب والسمبوسة والحلويات مثل (المحلبية) و(الجلي) وأنواع (الشربت) و(خبز العروق) والسمبوسة وانواع الكبب المختلفة وحتى أطباق الأرز الشهية مثل (المجبوس) و(المشخول).

الحلويات الشعبية

أما الحلويات، فهناك حلويات شعبية قديمة مازالت مفضلة حتى اليوم مثل (اللقيمات) و(صب القفشة) و(المحلبية) إلا أنها أصبحت بنكهات وطرق مستحدثة وغير تقليدية منها (الموهيتو) الذي يتم إضفاء الصبغة الرمضانية عليه، فتم استحداث (موهيتوالبيذان) و (موهيتو قمر الدين)، إضافة إلى عصائر الفاكهة وصبغها بنكهات رمضانية مثل (شربت البيذان) إلى جانب الشوربة التي تعد طبقا أساسياً في مائدة الإفطار الرمضانية، كما أن هناك العديد من أنواع الشوربات الشهيرة مثل شوربة العدس، شوربة الخضار، شوربة الدجاج، وشوربة اللحم.