قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم، إن الوضع المتدهور في البلاد يدفع إلى التقييم بأن جنوب السودان يتأرجح على شفا تجدد الحرب الأهلية.
وأشار الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم، الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (أونميس) إلى تدهور الوضع السياسي والأمني بشكل ملحوظ وتتعرض المجتمعات في جميع أنحاء أعالي النيل لقصف جوي مستمر باستخدام عبوات وقنابل برميلية، يُزعم أنها تحتوي على سائل شديد الاشتعال يعمل كمسرّع للانفجار.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم: "تتسبب هذه الهجمات العشوائية على المدنيين في خسائر بشرية كبيرة وإصابات مروعة، لا سيما الحروق، بما في ذلك بين النساء والأطفال. ويقدر العاملين في المجال الإنساني أن ما لا يقل عن 63,000 شخص قد فروا من المنطقة".
وحذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم، من أن "البديل هو الانزلاق إلى صراع من شأنه أن يمحو جميع المكاسب التي تحققت بشق الأنفس منذ توقيع اتفاق السلام عام 2018. ومن شأنه أن يُدمر ليس جنوب السودان فحسب، بل المنطقة بأسرها، التي لا تستطيع ببساطة تحمل حرب أخرى".
وأضاف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم، أن الرسالة الجماعية للمنطقة والمجتمع الدولي واحدة، وهي "ما زلنا مقتنعين بأن هناك مخرجا واحدا فقط من دوامة الصراع، وهو العودة إلى اتفاق السلام.
قررت الحكومة الألمانية إغلاق سفارتها في جنوب السودان بشكل مؤقت، نتيجة لتفاقم أعمال العنف في البلاد، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة موظفي السفارة
وأوضحت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عبر منصة "بلو سكاي" الإلكترونية، أن القرار جاء في وقت حساس، إذ أصبحت البلاد على شفا اندلاع حرب أهلية جديدة بعد سنوات من الاستقرار الهش.
وأضافت بيربوك أن السلامة الشخصية لموظفي السفارة تظل على رأس أولوياتها، ما دفع وزارة الخارجية الألمانية لتفعيل خطة الطوارئ. وتواجه البلاد منذ استقلالها عن السودان عام 2011 حربًا أهلية دامية، واشتعلت الأوضاع مجددًا بين الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس رياك مشار، مع تصاعد الاشتباكات العرقية.
ورغم أن المعارك تدور بعيدًا عن العاصمة جوبا، إلا أن آثارها تهدد بالانتقال إلى أنحاء أخرى من البلاد. كما أن الوضع قد يمتد ليؤثر على الأمن الإقليمي، في ظل المخاوف من تدخل دول الجوار مثل السودان. وزيرة الخارجية الألمانية أكدت أن الأطراف المتصارعة، خاصة الرئيس كير ونائب الرئيس مشار، يتحملون مسؤولية وقف العنف وتنفيذ اتفاقيات السلام بشكل كامل.
ووفقاً لصحيفة (الموقف) الجنوب سودانية، أدلى هايسوم بهذه التصريحات أثناء مخاطبته اجتماع مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشأن جنوب السودان وحث على توحيد الطاقات لتهدئة الوضع المتوتر.
وقال “نحن هنا اليوم لأننا، كشركاء في السلام، نشعر بالقلق من أن جنوب السودان على وشك الانتكاس والعودة إلى حرب أهلية، مما يهدد بمحو مكاسب السلام التي تحققت بشق الأنفس منذ توقيع اتفاقية تنشيط عام 2018.
وأضاف هايسوم: «هذا يتطلب تدخلنا الفوري والجماعي لضمان تجنب الحرب».
بعد استيلاء الجيش الأبيض على حامية ناصر العسكرية في أعالي النيل في 4 مارس، كانت التوترات في جميع أنحاء البلاد شديدة للغاية. واعتقل عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين التابعين للمعارضة في جوبا، في حين اختبأ بعضهم أو فروا من البلد.
وبالأمس، أكد المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي، نشر قوات أجنبية في جنوب السودان. وفي الوقت نفسه، تسببت الضربات الجوية على ناصر في خسائر في صفوف المدنيين.
وأضاف هايسوم: «في ظل انتشار المعلومات المضللة في المجال العام، أصبح خطاب الكراهية متفشيًا الآن، مما يثير مخاوف من أن الصراع قد يتخذ بعدًا عرقيًا».
وشدد المسؤول الاممي على أن عملية السلام وآلياتها تظل مفتاح استعادة السلام، وحذر من أنها على وشك الانهيار. ورحب أيضا بمؤتمر القمة الاستثنائي الذي عقدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في 12 مارس والذي دعا إلى وقف تصعيد التوترات في جنوب السودان، وأثنى عليه.
ودعا هايسوم المجلس لتقديم الدعم وحث جميع الأطراف على إعادة الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية واتفاق السلام ، وتنشيط عمل آلياته ذات الصلة، وتشجيع قادة الحكومة والمعارضة على الاجتماع ومعالجة خلافاتهما بطريقة بناءة مع مخاطبة الأمة معا كإظهار للوحدة.