شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا في العقد الماضي انتعاشًا كبيرًا تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تزايدت الروابط بين البلدين على مختلف الأصعدة، ولا سيما مع حرص القيادة في كلا البلدين على تعزيز التشاور المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تعزيز الحوار السياسي بشأن القضايا الإقليمية مثل الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة، والأوضاع في ليبيا وسوريا، وأوضاع قارة إفريقيا.
ترسخت هذه العلاقات بتأسيس المجلس الرئاسي المصري الفرنسي في 25 أبريل 2006، الذي لعب دورًا كبيرًا في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
هذا المجلس عمل على نقل الخبرات والتكنولوجيا الصناعية الفرنسية إلى مختلف الجهات المصرية، مما ساهم في نمو العلاقات الاقتصادية بين الدولتين.
الاتفاقيات والمشروعات المشتركة
خلال عهد الرئيس السيسي، شهدت مصر تعزيزًا كبيرًا للحضور الاقتصادي الفرنسي في البلاد، بفضل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين وحجم الاستثمارات الفرنسية المتزايد، بلغ إجمالي محفظة التعاون الاقتصادي بين مصر وفرنسا منذ عام 1974 وحتى 2021 نحو 7.5 مليار يورو، تم من خلالها إبرام أكثر من 42 بروتوكول تعاون في عدة مجالات، مثل النقل، والكهرباء، والطيران المدني، والإسكان والصرف الصحي، والصحة، والزراعة، والري، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والبيئة، والآثار، والتعليم الأساسي والفني.
التعاون الاقتصادي الحالي
أما فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي الحالي بين البلدين، فقد بلغت قيمة المحفظة الحالية نحو مليار يورو، وتشمل قطاعات متعددة مثل النقل، والكهرباء، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، والزراعة، والصحة، والبيئة.
التجارة البينية
فيما يتعلق بالتجارة البينية، أظهرت الإحصائيات أن معدلات التجارة بين مصر وفرنسا قد شهدت تحسنًا ملحوظًا، في الـ9 أشهر الأولى من عام 2021، بلغت التجارة البينية نحو مليار و831 مليون دولار، وفقًا للبيان الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
السلع المصرية المصدرة
كما بلغت قيمة الصادرات المصرية من جميع السلع والمنتجات خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2020 نحو 412 مليون دولار، مقارنة بـ 654 مليون دولار في عام 2019، أما بالنسبة للواردات المصرية من فرنسا، فقد بلغت خلال نفس الفترة من 2020 نحو 1231 مليون دولار، مقارنة بـ 1746 مليون دولار في عام 2019.
تستمر العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا في النمو والتطور، بفضل التعاون المثمر بين البلدين في مختلف المجالات، ومن المتوقع أن تواصل هذه العلاقات تحقيق تقدم مستمر في السنوات القادمة، بما يحقق مصالح البلدين ويسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.
