سجلت أسعار الذهب اليوم الجمعة ارتفاعاً قياسياً جديداً هو الأعلى في التاريخ، متجاوزة حاجز 3200 دولار للأوقية، وسط تزايد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي وتصاعد التوترات في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وبحسب بيانات الأسواق العالمية، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.7% ليبلغ 3227.39 دولاراً للأوقية، بعد أن لامس في وقت سابق من اليوم الجمعة، مستوى تاريخياً بلغ 3237.56 دولاراً، بينما صعدت العقود الأميركية الآجلة بأكثر من 2% إلى 3246.30 دولاراً.
ويُعزى هذا الصعود إلى تراجع الدولار الأميركي، ما جعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمستثمرين، إضافة إلى قرار الصين برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية إلى 125%، في رد مباشر على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الرسوم على السلع الصينية إلى 145%.
وتشير التوقعات إلى استمرار موجة الصعود، إذ توقع خبراء لدى بنك "يو بي إس" أن تبلغ أسعار الذهب مستويات تتراوح بين 3400 إلى 3500 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة، مستندين إلى حالة عدم اليقين المالي، وزيادة الطلب من قبل البنوك المركزية.
كما ساهمت بيانات اقتصادية أميركية حديثة، من بينها انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين، في تعزيز احتمالات توجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو استئناف خفض أسعار الفائدة خلال شهر حزيران المقبل، مع إمكانية خفض إضافي يصل إلى نقطة مئوية كاملة نهاية العام.
وسجّل الذهب مكاسب أسبوعية تجاوزت 6%، في حين واصلت الفضة بدورها الارتفاع بنسبة 0.8% في المعاملات الفورية.
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، معوضة بعض خسائرها السابقة، وسط تقلبات الأسواق العالمية.
خام برنت: ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 0.17 دولار، أي بنسبة 0.27%، لتسجل 63.50 دولارًا للبرميل، مقارنة بالإغلاق السابق البالغ 63.33 دولارًا.
خام غرب تكساس الوسيط (WTI): صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 0.36 دولار، أو ما يعادل 0.6%، لتصل إلى 59.71 دولارًا للبرميل
يأتي هذا الارتفاع الطفيف في الأسعار بعد أسبوع من التراجعات الحادة، حيث أثرت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على توقعات الطلب العالمي على النفط، كما أن زيادة المعروض في الأسواق، نتيجة لخطط منظمة أوبك+ بالمضي قدمًا في زيادة الإنتاج، ساهمت في الضغط على الأسعار.
ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن تظل أسعار النفط تحت الضغط في المدى القريب، مع ترقب الأسواق لتطورات التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وبيانات العرض والطلب العالمية، بالإضافة إلى قرارات منظمة أوبك+ بشأن مستويات الإنتاج.