على نحو يدعو للقلق، تصاعدت حدة العنف المرتكبة بحق المدنيين بداخل مخيم الفاشر في دارفور، بعدما لقى أكثر من 100 شخص حتفهم، بينهم 20 طفلاً، في هجمات لقوات الدعم السريع، وفق ما ورد من تقارير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
تعليقا على الأمر، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا-سلامي، إنها تشعر بالفزع والقلق البالغ إزاء التقارير الواردة من مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، وكذلك من مدينة الفاشر في شمال دارفور ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أثرت سلباً على المدنيين.
وطالبت منسقة الأمم المتحدة المقيمة في السودان، بالكف الفوري عن هذه الأعمال، وإنهاء الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
وأشارت إلى أنها تشعر بالجزع الشديد من التقارير الواردة من مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر، والتي تُفيد بأن الدعم السريع في السودان شنت هجمات برية وجوية منسقة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات حادة.
وبدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، هجمات مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك، وغيرهما من المواقع القريبة التي يأوي إليها النازحون في ولاية شمال دارفور، داعيًا إلى محاسبة الجناة.
وأكد الأمين العام، في بيان له، أن “الهجمات الموجهة ضد المدنيين، والهجمات العشوائية، محظورة تمامًا بموجب القانون الدولي الإنساني”، مشددًا على “ضرورة احترام وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية والعاملين في المجال الطبي”.
وأعقب قائلًا: “يجب تقديم مرتكبي هذه الهجمات إلى العدالة. هناك حاجة ماسة إلى وصول آمن ودون عوائق ومستدام إلى المنطقة، بما في ذلك مخيم زمزم. ويجب السماح للمدنيين الراغبين في المغادرة بمغادرتها بأمان”.
وفي السياق، أدانت مصر الهجمات على مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتستهجن الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولى التى أسفرت عن مقتل المدنيين السودانيين وعدد من الكوادر بمنظمة الإغاثة الدولية.
وتشدد على ضرورة عدم الاعتداء بأي شكل من الأشكال على العاملين في المجال الإنساني، وتعرب مصر عن خالص تعازيها للشعب السوداني الشقيق ولأسر الضحايا.
كما تعاود مصر التأكيد على موقفها الثابت والداعم للسودان الشقيق ولمؤسساته الوطنية واستقراره وأهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضيه.
كما أدانت المملكة العربية السعودية الهجمات العنيفة التي طالت مخيمات النازحين في محيط مدينة الفاشر، وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، إن ما جرى في مخيمي "زمزم" و"أبوشوك" يُعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مؤكدة رفضها التام لهذه الاعتداءات التي تستهدف أبرياء في أكثر المناطق هشاشة.
وشددت المملكة على ضرورة وقف الهجمات فوريًا، وعدم استهداف المدنيين، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، داعية إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة بتاريخ 11 مايو 2023، والمتعلق بحماية المدنيين في السودان.
وأدانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة الهجمات المسلحة على مخيمات النازحين وفرق الإغاثة قرب مدينة الفاشر في دارفور بالسودان.
وأدانت الإمارات الهجمات على مخيّمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر في شمال دارفور وعلى فرق وكوادر الإغاثة العاملة في المنطقة، والتي تسببت في مقتل وإصابة مئات من الأشخاص الأبرياء، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
واستنكرت وزارة الخارجية الإماراتية بشدة، في بيان، كافة أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة المحتاجين.
وأكدت أن استهداف موظفي الإغاثة يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي الذي يكفل حماية العاملين في القطاع الطبي وفرق الإغاثة والإنقاذ، وشددت على أهمية احترامهم وحمايتهم وعلى ضرورة ألا يكونوا أهدافا في الصراعات.
ودعت الوزارة، جميع الأطراف - التي لا تضع أدنى اعتبار لحجم المعاناة التي يكابدها الشعب السوداني - إلى احترام التزاماتها وفق القانون الدولي وإعلان جدة ووفق آليات منصة "متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان - ALPS"، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبكافة الوسائل المتاحة ودون أية عوائق.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية على أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق وصول المساعدات المنقذة للحياة، مشيرة إلى أن استخدام العمل الإغاثي والمساعدات الإنسانية سلاحا أمر مدان.