جيران العرب

إيران تحذر من تغيير مكان المحادثات مع واشنطن

الأربعاء 16 أبريل 2025 - 07:59 م
جهاد جميل
الأمصار

حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن نقل مكان انعقاد المحادثات بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني الملفات العالقة بين البلدين، قد يعرض فرص استئناف المفاوضات للخطر. 

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء، إن مثل هذا التغيير "قد يفسر على أنه افتقار للجدية وحسن النية من الطرف الآخر"، في إشارة إلى أن طهران ترى في هذا التوجه محاولة لإضعاف مناخ الثقة المطلوب لإنجاح المحادثات.

يأتي هذا التصريح بالتزامن مع وصول المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران، على رأس وفد فني، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون النووي بين إيران والوكالة، ومناقشة مستوى التزام طهران بالاتفاقات المبرمة.

وفي مقابلة صحفية مع لوموند الفرنسية نُشرت قبيل زيارته، حذر غروسي من أن إيران ليست بعيدة عن امتلاك القدرة على تصنيع سلاح نووي، مؤكدًا أنها تملك ما يكفي من المواد لإنتاج عدة قنابل نووية، لكنها لم تطور سلاحًا بعد.

 وأضاف: "الأمر يشبه الأحجية، فإيران تملك القطع، وقد تتمكن في يوم ما من تجميعها".

كما شدد على أهمية التحقق الدولي، قائلاً: "لا يكفي القول إننا لا نملك سلاحًا نوويًا، يجب أن نتمكن من التحقق من ذلك بشكل موضوعي".

وتأتي زيارة غروسي قبل اجتماع مرتقب بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي، حيث تتركز المحادثات على القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية أو تقديم حوافز استثمارية لإيران.

وكان أعلن رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه سيزور طهران، هذا الأسبوع، لمناقشة التعاون بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وجاءت زيارة جروسي لطهران وسط المباحثات الأمريكية الإيرانية، التي عُقدت جولتها الأولى في العاصمة العمانية مسقط، وفي انتظار الثانية المقرر انعقادها في العاصمة الإيطالية روما، بشأن رفع العقوبات الأمريكية ومناقشة الملف النووي الإيراني.

 

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن هناك "حاجة ماسة" إلى حلول دبلوماسية بين طهران وواشنطن، حسب وكالة فرانس برس.

وكتب في منشور على موقع "إكس": "استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمر ضروري في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية"، مشيرًا إلى أنه "سيزور طهران في وقت لاحق من هذا الأسبوع". 

 

اليوم، يُحاط البرنامج النووي الإيراني بتوترات بين طهران والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، في ظل تهديدات باستخدام القوة العسكرية والتأكيدات الإيرانية على سلمية البرنامج، بينما ترتفع المخاوف من تحويله إلى برنامج عسكري يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.

 

مراحل تطور البرنامج النووي الإيراني

يرجع تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى السبعينيات من القرن الماضي عندما دشن الشاه محمد رضا بهلوي مشروعه الطموح للطاقة النووية السلمية، والذي كان يسعى من خلاله إلى تحقيق "الحضارة الإيرانية الكبرى"، كان هذا البرنامج مدعومًا من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. ولكن بعد اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979 وما تلاها من حرب مع العراق، توقف البرنامج النووي.

 

وفي التسعينيات، أعيد إحياء البرنامج النووي الإيراني، ولكن هذه المرة بدعم روسي. تضم المنشآت النووية الإيرانية أربع فروع رئيسية: مراكز للبحث، مواقع للتخصيب، مفاعلات نووية، ومنشآت لليورانيوم، من أبرز المنشآت الإيرانية: مجمع طنز، ومنشأة فوردو، ومنشأة أصفهان، ومفاعل بوشهر ومفاعل خونداب. كما أن منشأة غشين لليورانيوم تُعد من أهم المواقع النووية الإيرانية.