كشفت البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة الدكتور زاهي حواس للآثار والتراث، برئاسة زاهي حواس، عن مقبرة الأمير "وسر إف رع" ابن الملك "أوسر كاف"، أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمال الحفائر بمنطقة سقارة الأثرية.
وأسفر العمل أيضًا عن العثور على العديد من اللقى الأثرية المهمة التي تعود إلى هذه الحقبة والعصور المتأخرة.
وأعرب وزير السياحة والآثار شريف فتحي، عن سعادته بهذا الكشف الفريد الذي قامت به بعثة مصرية خالصة، مؤكدًا أهمية مثل هذه الاكتشافات في إزاحة الستار عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة وتعزيز مكانتها العالمية.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن من أبرز ما تم اكتشافه في المقبرة هو "باب وهمي" ضخم من الجرانيت الوردي يُعد الأول من نوعه من حيث الحجم والتفاصيل الدقيقة، إذ يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار ونصف، وعرضه 1.15 متر، ومزين بنقوش هيروغليفية تحمل اسم الأمير وألقابه، التي تشمل "الأمير الوراثي، وحاكم إقليمي بوتو ونخبت، والكاتب الملكي، والوزير، والقاضي، والكاهن المرتل".
من جانبه، أوضح زاهي حواس أن البعثة عثرت داخل المقبرة على تمثال نادر للملك زوسر وزوجته وبناته العشر، وهي المرة الأولى التي يُعثر فيها على مثل هذا التمثال داخل مقبرة. وتشير الدراسات المبدئية إلى أن هذه التماثيل كانت موجودة في الأصل داخل غرفة بجوار هرم الملك زوسر المدرج، ثم نُقلت إلى مقبرة الأمير "وسر إف رع" في العصور المتأخرة، وتسعى البعثة حاليًا لتفسير أسباب هذا النقل.
ومن بين الاكتشافات الأخرى، تم العثور على مائدة قرابين مصنوعة من الجرانيت الأحمر بقطر 92.5 سم، وتضم نقشًا يسجل قوائم القرابين، بالإضافة إلى تمثال ضخم من الجرانيت الأسود يبلغ ارتفاعه 1.17 متر، يمثل رجلاً واقفًا، وعلى صدره نقوش هيروغليفية تشير إلى اسمه وألقابه. وتبين أن صاحب هذا التمثال يرجع إلى عصر الأسرة 26، مما يدل على إمكانية إعادة استخدام المقبرة في العصر المتأخر.
وعند الواجهة الشرقية للمقبرة، تم العثور على مدخل آخر ذو كتفين من الجرانيت الوردي، عليه نقوش تشير إلى صاحب المقبرة وألقابه، وخرطوش يحمل اسم الملك "نفر إير كا رع".
كما تم العثور إلى الشمال من هذا المدخل على كشف أثري غير مسبوق في سقارة، يتمثل في مجموعة من 13 تمثالًا من الجرانيت الوردي، يجلسون على مقعد ذي مسند مرتفع، ويبدو أن بعض هذه التماثيل تمثل زوجات صاحب المقبرة، في حين عُثر أمام تمثالين فاقدي الرأس على تمثال آخر مقلوب على وجهه من الجرانيت الأسود، بارتفاع حوالي 1.35 متر.
تواصل البعثة أعمالها الأثرية لاستكمال الكشف عن باقي عناصر هذه المقبرة الفريدة، التي تُعد من أندر المقابر المكتشفة في منطقة سقارة حتى الآن.