المغرب العربي

الجزائر تزيل الفرنسية من تذاكر طيرانها

الأحد 20 أبريل 2025 - 08:57 م
مصطفى سيد
الأمصار

أعلنت السلطات الجزائرية عن قرار إلغاء اللغة الفرنسية من تذاكر شركة الخطوط الجوية الجزائرية، مع اعتماد اللغتين العربية والإنجليزية فقط.

 

جاءت هذه الخطوة مؤكدة على التحول التدريجي الذي تعيشه الجزائر في مسارها اللغوي والثقافي.

 

وأكد عبد القادر سالمي، مدير الشؤون العامة بالخطوط الجوية الجزائرية، بأن القرار يهدف حسب وصفه إلى التوافق مع ممارسات شركات الطيران في الدول العربية حيث تعتمد غالبية الشركات العربية اللغة العربية كلغة رئيسية والإنجليزية كلغة دولية معترف بها في مجال الطيران.

 

ورأى محللون أن الأمر يحمل رسالة رمزية قوية تعكس سعي الجزائر لتفكيك ارتباطها التاريخي باللغة الفرنسية،.

 

جاءت هذه الخطوة بعد قرار سابق في عام 2023 بإزاحة الفرنسية من المناهج الدراسية في المدارس الخاصة.

 

وتزامن القرار مع تصعيد متبادل بين الجزائر وفرنسا بدأ بطرد متبادل لـ12 دبلوماسي من كلا البلدين.

رغم أن فرنسا تمثل أحد أكبر أسواق الخطوط الجوية الجزائرية، لا سيما مع وجود جالية جزائرية كبيرة هناك، إلا أن القرار لم يتم اتخاذه بمنطق تجاري، بل بمنظور ثقافي وسيادي حسب ما صرح به الخبراء .

 

في السياق ذاته كتبت سامية نايت إقبال في صحيفة لوماتان الجزائرية، أن الخطوة تندرج ضمن توجه واضح لتعزيز السيادة الثقافية مضيفة أن اللغة في الجزائر ليست مجرد أداة تواصل بل وسيلة لإعادة تشكيل الهوية.

 

وأشارت إلى أن الجزائر تعتمد مسار أكثر حدة مقارنة بجارتيها تونس والمغرب والتي بنى كل منهما مقاربة براغماتية تجاه الفرنسية.

وتوعد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، بتشديد الضغط في التعامل مع الجزائر، مستنكرا توجيه النظام الجزائري إعلامه لمهاجمته.
وفي تصريح لإذاعة “إر تي إل” الفرنسية، شدد الوزير، على أن “فرنسا أمة عظيمة… إنها ليست مجرد مسألة دبلوماسية، بل تتعلق أيضاً بكرامة الشعب الفرنسي، الذي لم يعد يرغب في أن تهيننا الجزائر”.
واعتبر ريتايو، أنه تحول إلى هدف رئيسي للنظام الجزائري، مبرزا أنه يتعرض لحملة ممنهجة في وسائل الإعلام الجزائرية التي يوجهها النظام.

 

وشدد ريتايو بالقول: “أنا أتصدر عناوين هذه الوسائل، أنا المستهدف الأكبر”.
هذا وأكد المسؤول الفرنسي، أن باريس تتوجه إلى الرد بقوة على الاستفزازات الجزائرية، قائلا: “إذا استمرت الجزائر في رفض استقبال رعاياها المطرودين، فسيتعين علينا تكثيف جهودنا واستخدام أدوات أخرى، مثل التأشيرات والاتفاقيات”.


وفي محاولات مفضوحة الخلفيات يحاول نظام الكابرانات في أزمته الدبلوماسية مع فرنساحفظ ماء وجهه بشخصنة التصعيد وإلصاق تهم المناورة والتصعيد لوزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو.
وانطلق كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج، سفيان شايب، في توجيه الاتهامات إلى ريتايو، معتبرا أن التوتر الحالي نتيجة لـ”تمثيلية” من طرف وزير الداخلية الفرنسي.
وخلافا لما يروج له المسؤولون الجزائريون، فالتطور الأخير في العلاقات الفرنسية الجزائرية، قرره الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء الماضي، بطرد “12 موظفا في الشبكة القنصلية والدبلوماسية الجزائرية في فرنسا” واستدعاء السفير الفرنسي لدى الجزائر ستيفان روماتيه للتشاور، وذلك ردا على إعلان الجزائر طرد موظفين يعملون في السفارة الفرنسية، وفق ما أعلن قصر الإليزيه