كلكم يعرف المهندس محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي المحترم وكلنا نعرف ابو محمد الجولاني الذي صار إسمه أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية ولكن معظمكم لا يعرف حكاية عمي السيد عباس الكمر الذي بلغ التسعين من عمره المديد بإذن الله تعالى.
هذا رجل أمتهن البناء وتدرج من عامل حتى وصل درجة( الخلفة ) أي البناء أو الأسطة .
ورغم بساطة تعليم هذا الرجل فإنك تشعر حين تلتقيه بعاشق ولهان بمفردة واحدة هي العراق ويبكي حين يعيد ترديدها لأكثر من مرتين متسائلا ومستنكرا .
( ولكم هذا العراق ) .
وتسمعه يردد هذه الجملة مرارا وتكرارا .
( الله يخلي اي عراقي وكل عراقي من الجنوب الى الشمال ) .
وآخر ما أنجزه هي خارطة للعراق صممها ونفذها بقطع من الحصى أمام مضيفه العامر وهو أخ لشيخ كريم رحمه الله وعم لشيخ وجد لشيوخ قادمين .
يقف الحاج عباس الكمر كل صباح ينظف الخارطة ويزيل عنها ما سقط فوقها من أوراق الشجر أو ماقد يصل حدود ( خارطته التي يحب ) من اي شيء قد يخرب جمالها .
بعدها يدخل مضيفه الذي تتوسطه قصيدة كتبها عنه الشاعر الكبير والصديق العزيز عادل محسن حين زارهم برفقة الأخت العزيزة السيدة سلامة الحسن ربي يطول بعمرها.
صدقا لا أدري لماذا تذكرت اليوم عمي الغالي السيد عباس الكمر وكلماته ودموعه وهو يردد .
هذا العراق ابو الدنيا كلها والله يحفظ كل عراقي من اي مكان .
تمنيت لو سجلت له هذه القصيدة واعدت سماعها كأغنية فيروزية صباحية .
أتمنى على الجميع أن يتذكروا أنهم من أبناء العراق الذي لا يتخفى حين يقرر .
تصلي هذه الدنيا على صوت الآذان حين يعلو من اي مكان من العراق .